دلال المدرسة الثورية العرفاتية

دلال المدرسة الثورية العرفاتية
دلال المدرسة الثورية العرفاتية  
بقلم الدكتور/ ماجد محمد أبو سلامة        

كان يوم لم يمحى من  ذاكرة الأجيال  11 من آذار 1978م  إنه ميلاد الشهادة والذكرى الثانية والأربعين لاستشهاد المناضلة دلال المغربي إنه موعد مع الوطن فلسطين الذي مثل للأجيال الصاعدة ماضي وحاضر، مستقبل وحضارة وأمل مع القدس وحلم مع الدولة ، كان تاريخ شهادة مثل لنا عبق الثورة ورائحة البارود،  

كان موعد مع العشق الأبدي لفلسطين التي مثلت حكاية جميلة وقصة يرويها الطفل والشيخ والمرأة والرجل التي تسمى بعملية " الساحل" أو " كمال عدوان" ، تخرجت دلال من المدرسة الثورية العرفاتية " لحركة فتح " على يد الشهيد خليل الوزير " أبو جهاد" وقائدها المباشر الشهيد " كمال عدوان " حيث جاءت العملية البطولية رداً على اغتيال" القائد كمال عدوان" مع مجموعة من رفاق على يد القوات الإسرائيلية، الجبانة بحي الفرداني شارع السادات ببيروت 1977م.

صدر القرار وترأست دلال الفرقة الفدائية التي سميت " فرقة دير ياسين " التي شكلت من  12 مناضل من أبناء الثورة الفلسطينية ورفاق الدرب والسلاح والتضحية والفداء، علماً بأن هدف العملية كان السيطرة على الكنيست الإسرائيلي لاحتجاز الرهائن ومبادلتهم بالأسرى في سجون الاحتلال ونتج عن العملية أسر أحد أعضاء الفرقة واستشهد 11 الباقين، بعدما أوقعت في العدو الصهيوني الكثير من القتلى البالغ عددهم 37 حسب اعتراف رئيس الوزراء الاسرائيلي " مناحيم بيجن" و أصيب أكثر من 80 صهيوني في الطريق بين حيفا وتل أبيب، وارتقت دلال شهيدة لتضيف إلى المدرسة الثورية العرفاتية تاريخ معبد بدماء الشهداء وتروي بدمها الطاهر ثرى فلسطين وهي تنشد مرددة ( بلادي بلادي  بلادي  لك حبي وفؤادي * فلسطين يا أرض الجدود إليك لا بد أن نعود ) قبل أن تصعد إلى العلا لتحلق بروحها الطاهرة كطائر الفينيق لتصبح حورية من حوريات الجنة، ذلك ليس غريباً عليها أن ترسم لوحة جميلة وانموذجاً مشرقاً ومشرفاً للمرأة الفلسطينية المناضلة التي وضعت بصماتها في كل الميادين بالعمل الوطني والنسائي والاجتماعي حتى السياسي ،بالعمل لا بالقول تلك المرأة الفلسطينية التي يصادف عيدها في اليوم 8 من آذار/ مارس المسمى بيوم المرأة العالمي الذي يتزامن مع تاريخ عملية الساحل واستشهاد دلال المغربي.  

تلك دلال التي آمنت بالفكرة ودخلت المدرسة الثورية مدرسة القائد المؤسس الرمز أبو عمار صاحبة نظرية التحدي والمواجهة ضد الاحتلال الصهيوني الذي استولى على الأرض والبحر والشجر والحياة والجمال بترسانته العسكرية وآلته العملاقة منذ النكبة 1948م محاولاً أن ينسي الأجيال أرضهم وتاريخهم  وقراهم التي هجروا منها ، لكن الاحتلال الصهيوني أخفق في أغلب تقديراته بأن هناك شعب لم يموت ولن ينسى أرضه، والمفتاح، والدار  ويحيى كأشجار النخيل والزيتون حياة  العراقة والأصالة والرمان والحنون والبساطة الجمال والتألق وحنان الأم الفلسطينية التي ربت الأطفال ليصبحواً ثواراً  وكيف لا وقد رضعوا من لبن الثورة ورائحة البارود وعبق التحدي وعنفوان الرجولة الفلسطينية إنها قصة عشق مع الأرض والوطن والسلاح. 

التعليقات