بيت لحم في زمن (كورونا).. مبادرات شبابية ومؤسساتية لا تتوقف

بيت لحم في زمن (كورونا).. مبادرات شبابية ومؤسساتية لا تتوقف
رام الله - دنيا الوطن
حسن عبد الجواد 

لأنها تمتلك مقومات عراقة الزمان والمكان، وباعتبارها داعية التعددية والحب والسلام، فلا غرابة في قدرة بيت لحم الكنعانية على مواجهة التحدي الكبير والامتحان الصعب الذي فرض عليها، في زمن الكورونا، وهي التي يحج لها الملايين من كل أصقاع الأرض طلبا لبركتها ورحمتها ومحبتها وسلامها.

ورغم المخاطر التي حملها فيروس الكورونا لأهالي مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، ومخيماتها وقراها، وما تسبب به من قلق ومخاوف وإرباك بين مواطني المحافظة، إلا أن الأيام القليلة الماضية شهدت نهوضا في قوة وإرادة العمل الجماعي، وتعزيز الشراكة بين مختلف الاتجاهات والمؤسسات ومجموعات ومواقع التواصل الاجتماعي، في العديد من المواقع في المحافظة، حيث ضربت نموذجا في مبادرات العمل الجماعي التطوعية، فيما واصل بعض المستهترين ممن يمارسون حريتهم الخاصة، على حساب الحريات العامة،  ومن أصحاب الأجندات على شبكات التواصل الاجتماعي اختلاق واستعراض وتسويق الإشاعات المغرضة، لخلق مزيد من الإحباط وأجواء من عدم الثقة، في أوساط المجتمع المحلي  .   

عامر ، فريد، احمد، جورج، ، لؤي، نجيب، بسام، غادة، ليندا، وائل، وليم، محمد، غسان، جمال، خالد، عنان، وبسام ونشطاء أخرون، على شبكة التواصل الاجتماعي، منذ الإعلان عن إصابة عدد من مواطني المدينة والمحافظة بفيروس كيرونا جندوا أنفسهم للتواصل مع المصابين وأسرهم، ومع المؤسسات والمجتمع المحلي، ومختلف أطراف الحراك الرسمي والشعبي ومواقع التواصل الاجتماعي، واخذوا على عاتقهم مسؤولية تقديم الخدمات الصحية والاغاثيه ونشر التوعية الصحية والاجتماعية في  مواجهة مخاطر فيروس الكورونا، الذي تفشى في أجزاء من المحافظة بيت لحم.

ومنذ بداية تفشي هذا الفيروس، بادر العشرات من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي والفعاليات المؤسساتية في محافظة بيت لحم للالتحاق بمجموعات أعلن عنها على الشبكة العنكبوتية، للقيام بواجبها الوطني والأخلاقي والمهني لتقديم الخدمات التطوعية دفاعا عن مجتمعهم المحلي وشعبهم من مخاطر انتشار هذا الفيروس.

وتشكلت هذه المجموعات التطوعية من نشطاء من مؤسسات اجتماعية وشبابية وصحية ونسوية وأكاديمية وإعلامية ونقابية مهنية وعمالية في مدن بيت لحم ومخيماتها وقراها، وهي تقوم بجهود وأعمال ميدانية يومية على مدار الساعة، وبمتابعة مختلف التطورات، في إطار لجان المساندة الشعبية التي تشكلت في المحافظة، إلى جانب الجهد الرسمي التي تقوم به المحافظة ووزارة الصحة والشرطة والأجهزة الأمنية والبلديات ووسائل الإعلام المحلية.  

 الناشط الحقوقي والمجتمعي المحامي فريد الأطرش، لفت إلى :"أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بحاجة إلي تنسيق الجهد وتوحيد الرسالة التوعوية للمجتمع، و نظم آليات العمل فيما بينها، لمواجهة فيروس الشائعات التي تطلق من هنا وهناك، وتؤثر سلبا في وعي المجتمع المحلي وتزيد من الهلع في أوساط الجمهور وخطورة تداعيات انتشار الفيروس".

وقال  الناشط المجتمعي عامر ضراغمة أمين سر حركة فتح في مخيم الدهيشة: "إننا في بيت لحم أمام امتحان صعب، ويجب أن نشكل كمؤسسات رسمية ومجتمعية خط حماية للمحافظات الأخرى، وذلك بمزيد من الجهد المشترك وتوحيد الرؤية والآليات، وذلك من خلال الدعوة لالتزام بالتوجهات الصحية".

وشدد ضراغمة على أهمية الحاجة الملحة لتقييم تجربة كل الأطراف التي شاركت في حراك مواجهة مخاطر الفيروس خلال الفترة السابقة في المحافظة، بهدف اخذ الدروس والعبر، وتحسين الأداء، وسبل مواجهة هذه المحنة، لافتا إلى تجربة العمل المشترك على صعيد الرؤية واليات العمل في مخيم الدهيشة، والتي ساهمت في رفع مستوى الوعي لدى سكان المخيم، وتقديم الخدمات الصحية في مواجهة مخاطر انتشار الفيروس.   

الإعلامي جورج قنواتي، أشار إلى أن الإشكالية تظهر أحيانا في تعددية ادارة الأزمة على المستويين الرسمي والشعبي، بينما المطلوب التركيز على التكاملية والجماعية في أداء الأدوار، بحيث نبدو أكثر انسجاما، في مواجهة مخاطر فيروس كيرونا، والذي تشير الاحتمالات إلى سيناريو اتساع مساحة انتشاره لا سمح الله.

وقال خالد الصيفي مدير مؤسسة إبداع: "هناك تحسن في مستوى الأداء رغم بعض الإرباكات التي تظهر هنا أو هناك، وقد ساهم تشكيل اللجان الوطنية الموقعية في الأيام الأخيرة، في بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور والدهيشة وعايدة والدوحة وأرياف المحافظة، في ضبط إيقاع الجهود المشتركة لكبح جماح انتشار الفيروس"، داعيا وكالة الغوث إلى الإسراع في تقديم خدمات الوقاية والرعاية الصحية لمجتمع المخيمات الثلاث في المحافظة".