استطلاعات الرأي بإسرائيل

استطلاعات الرأي بإسرائيل
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير 

قبل سنوات أُعلن في إسرائيل عن نية الوزير السابق شارون زيارة المسجد الأقصى، وتدهورت الأوضاع تماماً قبل اندلاع انتفاضة الأقصى؛ ولكن ما لفت انتباهي، هو قيام الرئيس الراحل أبو عمار، بزيارة ليلية إلى منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك، قبل اندلاع انتفاضة الأقصى بأيام قليلة، وتوقفت طويلاً عند هذه الزيارة، التي ضمت كلاً من: الرئيس الراحل أبو عمار، وأبو مازن، وصائب عريقات، وياسر عبد ربه.

 وحاولت أن أستفسر عما جرى بحثه في هذه الزيارة، والتي تخللها تناول عشاء فاخر بمنزل باراك، ولفت انتباهي ما تسرب في بعض الصحف الإسرائيلية عن هذه الزيارة، بأن أبو عمار وباراك، اجتمعا على انفراد في بلكونة منزل باراك، وفهمت أنه لم يتم بحث أي موضوع جدي، باستثناء أنه أثناء عودتهم إلى رم الله، حيث كان أبو مازن وأبو عمار بنفس السيارة، وهنا سأل أبو مازن أبو عمار، ماذا جرى باجتماعك مع باراك ؟ فقال أبو عمار لاشي سوي أن باراك أكد لي على التزامه بعملية السلام، والسؤال هنا هل كان التأكيد على التزم باراك بعملية السلام، يحتاج إلى لقاء طويل على انفراد وعلى بلكونة منزله، بينما كان باراك، يستطيع أن يؤكد على التزامه بعملية السلام في صالون المنزل، أمام الوفد المرافق كله.

وبعد أيام أعلن أبو عمار بمؤتمر صحفي مقتضب: أنه حذر باراك من قيام شارون بزيارة المسجد الأقصى، والحقيقة أن القصة مختلفة، وأنه عشية زيارة شارون للأقصى، كانت استطلاعات الرأي الإسرائيلية، تشير إلى أن باراك حصل على نحو 10% من الرأي الإسرائيلي، بينما كانت شعبية شارون تصل إلى 7% ونتنياهو إلى 18%  فأصاب باراك قلق وخوف على مستقبله السياسي، واعتقد أنه يستطيع أن يدفع شارون إلى المسجد الأقصى، وبالتالي يحصل على نسبه أعلى من الاصوات الإسرائيلية، ولكن في الحقيقة فإن شارون استحوذ على شعبية زائدة لنفسه، وليس لباراك.

بينما بقى نتنياهو يحافظ على نفس النسبة من الأصوات، وانطلقت انتفاضة الأقصى، وأعلن موفاز رئيس الأركان الإسرائيلي بأن الانتفاضة، ستستمر لنحو مسيرة من ست إلى سبع سنوات، ومن أين له أن يعرف هذا؟ وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى بأيام، حدد سقفها الزمني سبع سنوات، حتى كشف الدكتور أحمد الطيبي عن تعليمات أصدرها موفاز للجيش الإسرائيلي، بأنه يريد كل يوم من 6-7 قتلى فلسطينيين، وطبعاً بهذا العدد من الشهداء، كان يضمن موفاز للانتفاضة أن تتأجج لسبع سنوات، وكنت متابعاً لاستطلاع الرأي الإسرائيلية التي تنشرها أسبوعياً الصحف الإسرائيلية، ومن هنا استطيع أن أخمن، أن غزة ستتعرض هذا الأسبوع لقصف جوي أو لا، فعندما كانت تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية  لتدني شعبية شارون، أعطى أوامره للطيران الإسرائيلي الحربي بقصف غزة بلا هوادة، إضافة إلى عمليات الاغتيال، بينما إذا ارتفعت شعبية شارون في ذلك الأسبوع، فإن قطاع غزة كان يشهد هدوءاً تاماً، واستمرت لعبة شارون، واستطلاعات الرأي الإسرائيلي بالدم الفلسطيني، حتى فاز بالانتخابات، وأصبح رئيس وزراء إسرائيل.

التعليقات