أبو الذهب

أبو الذهب
بقلم :عبد الله عيسى- رئيس التحرير

في فيلم للفنان العالمي روجر مور في دور العميل السري جميس بوند 7، حيث تسربت معلومات سرية لجميس بوند، أن زعيم عصابة مافيا أمريكية يخطط لعملية إجرامية فقام جميس بوند على طريقته بالتسلل إلي مقر العصابة، حيث اكتشف أن المقر ضخم جداً وفيه مهبط للطائرات، وفتيات يقومن بقيادة الطائرات،  واستمر جميس بوند بالتسلل على مقر العصابة، حتي انتقلوا إلى مقر آخر، حيث بدأ تنفيذ العملية الإجرامية، والتي تتمثل بقيام الفتيات بقيادة الطائرات، ورش مسحوق أبيض من المخدرات على البنك المركزي الأمريكي، وبعد رش المسحوق، نام كل الحراس، وتسلل فريق العصابة، يحمل أجهزة ليزر، وقام بفتح الخزنات الحديدية للبنك، ونهب محتوياته من السبائك الذهبية، وتم تعبئة السبائك الذهبية في شاحنات، والتوجه للمطار، وهناك كان أبو الذهب، ينتظر بطائرته الخاصة.

حيث لم يهتم مطلقاً بالسبائك الذهبية، التي ألقتها العصابة من شاحنات على أرض المطار، وقفز جميس بوند، ولحق بأبو الذهب، وسأله سؤالاً واحداً لماذا رميت السبائك الذهبية؟  فقال له أنا ملياردير، ولست بحاجة لهذه السبائك، ومنذ 15 عاماً، وأنا أخطط لسرقة البنك المركزي، ووفرت لذلك طائرات خاصة، وكل ما يلزم لسبب واحد، وهو أنني أريد أن يسجل التاريخ، بأنني أول من قام بسرقة البنك المركزي الأمريكي.

اما جميس بوند الفلسطيني، فقد بقى 15 عاماً، يشكي ويبكي أنه الأقل حظاً بالسلطة، ولم يحصل على أي منصب محترم، واستغرق كل هذه السنوات، وهو يُقبل الأيدي، ويمسح الأحذية، حتى حصل على هذا المنصب الرفيع مؤخراً والذي يهتم بمعاناة فئه واسعة من المجتمع الفلسطيني، وبعد 15 عاماً قام بتقديم كشف للبطالة، حيث قام بتعيين زوجته فقط بكشف البطالة، واستثني الموظفين، الذين يعانون منذ سنوات طويلة وينتظرون هذه الفرصة، وبهذا يكون قد دخل التاريخ على الطريقة الفلسطينية، وليس على طريقة أبو الذهب الأمريكي.

التعليقات