هل ستدعم القائمة المشتركة حكومة ضيقة يرأسها غانتس؟

هل ستدعم القائمة المشتركة حكومة ضيقة يرأسها غانتس؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير
يرى حزب (أزرق- أبيض) أن أمامه خيارين فقط، إما تشكل حكومة ضيقة، وترك الباب مفتوحاً لحكومة وحدة، وذلك يحتاج لتوصية، ودعم من القائمة العربية المشتركة، بالتصويت من الخارج لمرة واحدة، أو بالذهاب لانتخابات إسرائيلية رابعة، وهذا ما يخشاه المجتمع الإسرائيلي، فهل سيتم تشكيل حكومة أقلية بدعم القائمة العربية المشتركة؟

قال الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي، فتحي بوزية: زعماء القائمة المشتركة، لديهم من النضوج الفكري والرقي في التفكير، لدرجة أنهم يقودون دفة السفينة بحنكة سياسية بالغة، تكاد تفوق الثعلب الماكر نتنياهو، وعليه فإنني مطمئن جداً لما قد يأخذونه من قرارات، بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة.

وأضاف بوزيه لـ"دنيا الوطن":" هناك بعض التصريحات التي صدرت من قبل زعماء هذه القائمة، بأنه إذا ما تقدم "غانتس" للقائمة المشتركة بشكل معلن، فانهم سيدرسون هذا العرض، ومن المعلوم، أن القائمة، أعلنت بشكل واضح وجلي أنها تريد إسقاط نتنياهو، ونتنياهو إلى مزابل التاريخ، فلا أعتقد أن القائمة، ستفوت فرصة فيها إسقاط لنتنياهو".

وأشار إلى أن غانتس أوعز إلى طاقمه الخاص بالمفاوضات من أجل الاتصال بالقائمة المشتركة، مؤكداً أن القائمة لن تدعم غانتس بدون ثمن، وبالتالي عليه دفع ثمن دعم القائمة المشتركة له من الخارج، لأنها لن تكون جزءاً من الحكومة، ولن يكون لها زعماء في الحكومة بهذه المرحلة.

وأكمل: لذلك يجب على القائمة المشتركة، أن تأخذ ثمن دعمهم لغانتس بهذه المرحلة، سواء بالاعتراف بقرى غير معترف بها، مروراً بـ (صفقة القرن)، وانتهاء بالمسيرة السلمية بالنسبة للشعب الفلسطيني وإسرائيل.

وأشار إلى أن "ليبرمان" لن يضع كالسابق شرط ألا تدعم القائمة العربية أو القائمة المشتركة "غانتس" من الخارج، في المرتين السابقات وضع ذات الشرط، وهذا سبب رئيسي جعل "ليبرمان" يسقط ذلك الشرط، لأنه خسر في هذه الانتخابات مقعدين، لأنه أصبح يشار له بمن جر إسرائيل لانتخابات ثالثة.

واستطرد: لا مجال إلا أن تدعم القائمة المشتركة غانتس من الخارج، وكذلك الحال بأن تدعمه في (كنيست) من الخارج، الذي يظهر من السطح أنه هذا سيحدث، ولكن هناك خطورة من أن يقوم جزء من القائمة المشتركة بالرفض، وهذا سيشكل مشكلة.

مثلونا بكرامة وحكمة

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، فقال: يحتاج غانتس لدعم القائمة المشتركة لغرض تشكيل حكومة ضيقة عمرها شهور، أو لغرض تحسين فرصته في تشكيل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية بالتناوب.

وأضاف زيداني: "مقابل تلك التوصية وتشكيل الحكومة الضيقة قصيرة العمر، لا يمكن للقائمة المشتركة تحقيق إنجازات بعيدة المدى، مهما كانت التوقعات، ومهما كانت وعود غانتس، ومقابل دعم تشكيل حكومة ضيقة، لا يمكن تلبية "الكثير" من مطالب القائمة المشتركة، هذا إذا استثنينا مطلب إزاحة نتنياهو عن دفة الحكم".

ووجه أستاذ العلوم السياسة، رسالة إلى قادة القائمة المشتركة: حافظوا على لحمتكم ولا تفرقوا، فكروا ملياً قبل اتخاذ قرار بشأن التوصية أو عدمها، وتذكروا دائماً أن الميدان لا يقل أهمية عن البرلمان، مثلونا بكرامة وحكمة.

وقال: خيارات غانتس حكومة وحدة وطنية بالتناوب مع ليكود، يكون هو رئيسها في الفترة الأولى، أو حكومة موسعة برئاسته، تضم إضافة إلى اليسار/الوسط الصهيوني، أحزاباً صهيونية/ دينية يمينية أو حكومة ضيقة بدعم خارجي من القائمة المشتركة.

وأكمل: أما وسائل غانتس، حسب التسلسل الزمني، فانه يحتاج إلى توصية القائمة المشتركة؛ كي يحصل على التكليف بتشكيل الحكومة، ويحتاج إلى دعم القائمة المشتركة لتشكيل حكومة ضيقة، يحتاجها لكي يحاول تشكيل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية وأن فشله في تشكيل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية، يعني شيئاً واحداً مؤكدا: انتخابات رابعة خلال شهور.

أمامنا فرصة كبيرة

وقال الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، عاهد فراونة: احتمال دعم القائمة المشتركة لغانتس، قائم وبقوة، خصوصاً أن هناك مشاورات بينه وبين القائمة، برغم محاولاتهم لاستبعاد نواب التجمع الثلاثة المنضوين تحت لواء القائمة المشتركة، هذا الأمر فيه إحراج نوعاً ما للقائمة، لكن هو حزب التجمع، كان يرفض منذ البداية هذا الموضوع.

وأضاف لـ"دنيا الوطن": " الامر يعتمد على المطالب التي طرحتها القائمة العربية المشتركة في هذا المجال، لديها عدة مطالب، تحاول تحقيقها من خلال دعم حكومة ضيقة، أبرزها إلغاء ما يسمى بقانون تشديد العقوبات على المنازل، وأيضاً موضوع العنف والجريمة داخل المجتمع العربي، وزيادة المخصصات، وبناء مدن عربية، وغيرها من المطالب".

وأكد أن فرصة دعم القائمة العربية المشتركة لحكومة أقلية فرصة قوية، نظراً لأن غانتس علم بأنه أخطأ في الانتخابات الماضية، حينما لم يشكل حكومة أقلية بدعم القائمة، خوفاً من نتنياهو وبعض أعضاء حزبه في (أزرق أبيض)، أما الآن فالهدف الأكبر هو إسقاط بنيامين نتنياهو، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بدعم القائمة لحكومة أقلية بزعامة غانتس.

وقال: حتى الآن حزب (أزرق أبيض) لديه 33 مقعداً، وتحالف (العمل- جيشر- ميرس) بـ 7 مقاعد، وينضم لهم ليبرمان بـ 7 مقاعد، وبذلك يصبح العد 47 مقعداً، وبالتالي يحتاجون على الأقل 11 مقعداً من القائمة العربية المشتركة، فيصلوا إلى 59 مقعداً، وبالتالي يكون هناك فرصة لهم بالترشيح أولاً لغانتس، ثم بتشكيل الحكومة. 

التعليقات