طوباسي يلقي كلمة أمام لجنتي السلام العالمي والتضامن الديمقراطي العالمي فرع اليونان

طوباسي يلقي كلمة أمام لجنتي السلام العالمي والتضامن الديمقراطي العالمي فرع  اليونان
رام الله - دنيا الوطن
بدعوة من لجنتي السلام العالمي والتضامن الديمقراطي العالمي فرع  اليونان بمجلس السلام العالمي، التقى سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي امس مع عشرات من أعضاء اللجنتين في اجتماع خصص للحديث عن اخر التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وما تواجهه من تحديات وعن المتغيرات الجارية في شرق المتوسط وما تشكله من تهديد للسلام  والاستقرار بالمنطقة. 

وفي كلمته أمام الحضور استعرض السفير طوباسي تفاصيل خطة اعلان ترامب نتنياهو كحلقة من مسلسل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وانهاء مشروع الحركة الوطنية الفلسطينية وكفاحها من أجل الحرية والاستقلال بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية مشيرا الي التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في سبيل ذلك والى الهولوكوست الصهيوني المستمر بحق شعبنا منذ اكثر من سبعة عقود و المتمثل تحديدا  بجرائم التطهير العرقي والاستيطان الكولنيالي.

وقال السفير طوباسي ان ما جاء في إعلان ترامب نتنياهو هو استمرار أيضا لما سمي بوعد بلفور عام ١٩١٧ الذي استند الي إقامة كيان استعماري في فلسطين يساهم في تحقيق مصالح و استراتيجية القوى الاستعارية بالمنطقة و يرتكز على جوهر الفكر الصهيوني والذي نال الدعم منذ ذلك الوقت أيضا من المتجددين المسيحيين الصهاينة و الانجيليبن بالولايات المتحدة الذين يسعون أيضا الي تفريغ المشرق العربي من العرب المسيحيين ضمن ما جرى و يجري حاليا وفق استراتيجيات السياسة العدوانية الصهيو أمريكية بالمنطقة العربية و بمناطق أخرى من العالم لاثارة النزاعات و الحروب و الهيمنة في حروب الطاقة والحفاظ على تفوق إسرائيل و توسعها وفق خارطة "إسرائيل الكبرى او الدولة اليهودية المزعومة "، من خلال ما سعت و تسعى له الحركة الصهيونية منذ نشاتها لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه و إحلال يهود من دول مختلفة مكانه، ما يؤكد وفق ما قاله السفير طوباسي بعنصرية هذه الحركه و دولتها الأمر المستمر حتى اليوم من خلال الاستيطان و الضم و التوسع.

وأوضح السفير طوباسي أمام الحضور أكذوبة رغبة هذه الدولة للسلام و الذي تعمل على اعاقته بل و قتل اية فرص لسلام حقيقي قائم على انهاء الاحتلال و الاستيطان بل تسعى لاستدامته و زيادة عدد المستوطتنين الذين وصلوا الي ٧٥٠٠٠٠ موزعين في حوالي ١٦٠ مستوطنة و توسعة رقعة الأراضي المحتلة و ضمها لإسرائيل كما فعلت بالقدس في ظل الانحياز الأمريكي المعتمد.

واضاف السفير طوباسي  في كلمته، انه لا يمكن لدولة تمارس التمييز العنصري و الاحتلال الكولنيالي و الابرتهايد ان تكون في وقت واحد ديمقراطية مضيفا ان أزمة النظام في دولة  إسرائيل ان كان قبل الانتخابات او بعدها من شأنها استمرار و تطوير إنتاج فاشية معلنة تتخذ من قانون القومية اليهودي العنصري ومن نصوص صفقة القرن اساسا لحراك نظام دولة الاحتلال لمحاولة الاجهاز على حقوق الشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرف و على ما تبقى من هامش الديمقراطية المزعومة في إسرائيل. 

وفي اشارته حول وهم و أكذوبة الشعب اليهودي، قال السفير طوباسي ان الخطر و التضليل يكمن وفق التعريف الصهيوني لليهودية باعتبارها مرجعية عرقية و ليس دينية ، وهذا ما  لا تبنى وفقه مرجعيات الشعوب القومية، الا في فهم هذه الحركة الصهيونية التي كما قال السفير تتاصل بها العقلية والممارسة العنصرية التي لا تشكل فقط خللا بنظام دولة إسرائيل بل  تقع في جوهر الفكر الصهيوني، مؤكدا ان اليهودية كالمسيحية و الإسلام ديانات سماوية تحظى جميعها باحترام شعبنا الفلسطيني. 

ومن جانب اخر قال السفير طوباسي ان الغاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٩١ باعتبار الصهيونية حركة عنصرية و شكل من أشكال التمييز العنصري الذي كان قد أقر عام ١٩٧٥، حين قدم جورج بوش بنفسه مشروع الغاء القرار، كان خطيئة ليس فقط بحق قضية الشعب الفلسطيني لكن أيضا بحق الإنسانية و السلم العالمي، حيث تم نجاح تمرير قرار  الالغاء بسبب المتغيرات الدولية الحاصلة انذاك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و انتهاء نظام القطبين و الحرب الباردة و حرب الخليج و ما تبعها من متغيرات بالنظام العربي والتحضير لمؤتمر مدريد.

وفي سياق تعليقه على نتائج الانتخابات في إسرائيل، أوضح السفير طوباسي للحضور  ان الإنجاز الوحيد  في هذه الانتخابات  تمثل في وحدة جماهير شعبنا الفلسطيني داخل إسرائيل و تصاعد قوة كتلتها البرلمانية " القائمة المشتركة" والتي ضمت  يهوديا واحدا في عضويتها و حازت على دعم ابناء شعبنا وما تبقى من قلة ضئيلة لليسار الحقيقي في إسرائيل مكنتها من الحصول على ١٥ مقعد برلماني لتجسد بذلك كرامة شعبنا في عقر دار نظام فاشي و مجتمع باغلبيته العظمى صهيوني عنصري ، مما عكس بالمقابل عدم اختلاف برامج كافة الاحزاب الإسرائيلية الأخرى من اليمين الشعبوي و الديني و القومي حتى أحزاب الوسط و اثبت ان المتنافسين الرئيسين هما و جهان لعملة واحدة وان لا شريك حقيقي للسلام في إسرائيل دون الاعتراف بحق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني على أرضه و إقامة دولته و تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار ١٩٤ وفق رؤية السلام الفلسطينية التي قدمها الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن ،و هو الطريق الوحيد للسلام كما قال السفير طوباسي لمن يريد السلام و الاستقرار الذي يسعى له شعبنا الفلسطيني.و طالب السفير طوباسي المجتمعين و أعضاء اللجنتين المتضامنين دائما مع قضايا و حقوق شعبنا الفلسطيني و قضايا السلم و الديمقراطية بالعالم بتحرك أوسع لتشكيل ضغط على الحكومة اليونانية و دول الاتحاد الأوروبي من أجل الانتقال من سياسات الادانة اللفظية لسياسات الاحتلال الى اتخاذ مواقف عملية و توقيع  عقوبات بحق دولة إسرائيل كما تعاملت سابقا مع حكومة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا و عزل سياساتها في المحافل الدولية حتى تنصاع للقانون الدولي و الشرعية الدولية و تنهي اضطهادها بحق الشعب الفلسطيني.

وقال السفير طوباسي في ختام كلمته، ان شعبا يضطهد شعبا اخر لا يمكن أن يكون هو نفسه حرا.كما شكر السفير  اعضاد اللجنتين و الحضور على تضامنهم المستمر مع كفاح الشعب الفلسطيني عبر كافة مراحل نضاله الوطني كما تمنى للشعب اليوناني الصديق كما لشعبنا الفلسطيني السلامة و تجاوز محنة ووباء فايروس الكورونا الذي يتطلب تضافر جهود الإنسانية لمواجهته و القضاء عليه.

وفي كلمات ممثلي اللجنتين ، فقد اكدوا على ثبات موقفهم من حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة و ادانتهم لما سمي بصفقة القرن  و انتقدوا توقيع الاتفاقيات مع اسرائيل  القوة القائمة بالاحتلال و ادانتهم لكافة جرائمها موكدين ان السلام يكمن فقط في تمكين الشعب الفلسطيني من حريته و إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كافة الأراضي المحتلة عام ٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية و إطلاق سراح مقاتلي الحرية و حل قضية اللاجئين وفق القرار ١٩٤.

التعليقات