الرعاية" تستضيف الدكتور بيار الخوري للحديث عن لبنان

الرعاية" تستضيف الدكتور بيار الخوري للحديث عن لبنان
رام الله - دنيا الوطن
أقامت الرعاية لقاءاً حوارياً بعنوان "لبنان بين شح الموارد وغياب الاستراتيجية الوطنية" مع الدكتور بيار الخوري نائب رئيس الجامعة اللبنانية الألمانية وباحث وأكاديمي في الإقتصاد السياسي بحضور أعضاء من المجلس البلدي والمخاتير ورجال أعمال وتجار وممثلي الهيئات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وممثلي الجمعيات والمجتمع الأهلي والمدني وذلك يوم الجمعة 6 آذار 2020 في نادي الفوربي الرياضي.

افتتح اللقاء بترحيب من الأستاذ أحمد الجردلي عضو مجلس أمناء مؤسسات الرعاية بالحضور، الذي تحدث عن أهمية اللقاءات التي تتسم بالحوارات والنقاشات الهادفة والنقد البناء، كما أشار الجردلي للتقديمات والمساعدات التي تعمل الرعاية على تقديمها للعائلات المتعففة والفقيرة في مدينة صيدا.

تبعها كلمة الدكتور الخوري الذي تحدث بدايةً عن علاقته بمدينة صيدا واستذكر الشهيدين معروف سعد ورفيق الحريري الذي منّ الله على لبنان بهما والذين عرف لبنان بعد وفاتهما الأزمات الطائفية. ثم قدم الخوري للقاء بالحديث عن كفاءة إستخدام الموارد خاصة في ظل الهاجس حول شحها، حيث أشار بأن الصراع العالمي هو صراع على الموارد، إذ تسعى الدول الكبرى للحصول على الموارد بأي طريقة. الخوري أشار إلى أن دولة لها حجم محدد من الموارد، أما لبنان فأبرز موارده الماء والعنصر البشري فضلاًعن إمكانية وجود الغاز أو النفط.

ثم تحدث عن أزمة لبنان الحالية، حيث هناك تمويل للإستيراد من خلال الموارد والبلد لا يشابه أي دولة أخرى بوضعه، رغم أنه استطاع أن يستقطب رؤوس الأموال والإستثمارات لفترة طويلة واستقطب موارد خارجية بفضل وجود بيئة صالحة. الخوري أشار إلى أن بعد الحرب الأهلية كانت هناك فرصة لنهضة لبنان حيث دخلت موارد كبيرة منذ العام 1992 وكانت فرصة  لتعزيز هذه الموارد  ولكن ما حدث أن الدولة اللبنانية عملت على الإستدانة للتمويل والحصول على الموارد دون النظر لحجم الفوائد. الخوري أشار إلى أن الفرصة الثانية كانت في عام 2005، حيث توقع اللبنانيون أن خروج الجيش السوري من لبنان سيعيد الوضع الإقتصادي إلى ذروته ولكن الحقيقة كانت معاكسة..

الخوري أشار لسلسلة الرتب والرواتب التي هي حق لكل مواطن وموظف، فكانت الزيادة بنسبة 30% تقريباً ما جرى أن هذه الزيادة ذهبت على الاستهلاك وتصدير الدولارات للخارج بسبب السلوك الاستهلاكي للمواطن(السفر لتركيا وشرم الشيخ، شراء سيارات...) والاستدانة بفوائد عالية جداً، وبالمقابل عمل أصحاب الأموال على وضع أموالهم بالبنوك للحصول على فوائد عالية مما أدى لتصلب العجلة الإقتصادية، وهذا ما أدى لشح الموارد حقيقة.

الخوري أكد أن البيئة السياسية في لبنان هي الأرض الخصبة التي تعرضه للصدمات الدائمة وأن هناك فقط 5%من أصل الطلاب الخريجين في لبنان من الجامعات يجدون فرصة عمل خارج الوطن أن هناك مشكلة واضحة بتأمين فرص عمل لـ 95 % من الطلاب وهذا تبين جلياً  في 17 تشرين، ما أدى إلى أن الجيل انكسر حين انسد الأفق أمامه وأصبح لا يجرؤ على الحلم.

الخوري تحدث عن انتقال العالم من حروب المستعمرات إلى حروب الأسواق وصولاً اليوم إلى حروب الموارد. والأمم التي تعمل حالياً على هذه الحرب هي الاوروبيون والأميركيون والروس والصينيون ولا ننسى الهند البلد النائم أما العرب فهم خارج المعادلة وسنرى قريباً شح الموارد في العالم العربي.

الخوري تحدث أشار إلى أننا اليوم أمام لحظة جديدة من الإنفجار، والدليل أن مشكلة الكورونا اليوم ليست مشكلة كبيرة، ولكن لبنان ليس لديه سياسة أو استراتيجية للسيطرة على الوضع والإنتشار. والأوبئة حالياً هي سمة العصر الحديث ويجب بناء قاعدة بيانات لمواجهة الأمراض والأوبئة ولا ننسى أن لبنان أمام فالق جيوسياسي كبير وهو في عين العاصفة.

الخوري أشار إلى أن الوضع السياسي الحالي صعب والزمن ليس زمن تسويات بل احتكاك وكسر عظم، والشرط لاستخراج النفط والغاز هو الاستقرار السياسي وذلك غير متوفر حالياً ومثال على ذلك "فنزويلا وليبيا". وهناك صعوبة بانتاج النفط والخوف منه في آن على غرار المشهد الليبي أي وجود قوى دولية تسمح لنا بإنتاج النفط دون الحصول على مردود.

الخوري ألمح إلى أن المطلوب في لبنان إيجاد تسوية خارج الإصطفافات الخارجية، حيث هناك ضرورة للبقاء ويجب على اللاعبين اللبنانيين أن يعملوا على التوافق للوصول للتسوية دون الخارج وإلا المشهد الثاني فهو " بشع جداً". ولبنان لديه ثروة مخبئة وهي الأموال المنهوبة، ولكن إجراءات صندوق النقد الدولي ستفرقنا وستعرض الناس الأقل حظاً للخطر، والحل يمكن في "الجسر المالي". ثم ختم كلامه متخوفاُ أن يتحول النفط والغاز إلى "حرب أهلية داخلية.".

ودار بعد كلمة الخوري نقاش بين الحاضرين، حيث عرض كل منهم وجهة نظره.



















التعليقات