باحثون في كليفلاند كلينك يكتشفون مستقلِبًا معويًا ذا صلة بأمراض القلب والأوعية الدموية

رام الله - دنيا الوطن
حدّد باحثون في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة ناتجًا هضميًا ثانويًا يُدعى فنيل أستيل غلوتامين PAG، يتولّد عن ميكروبات معوية، مؤكّدين ارتباطه بتطور أمراض القلب والأوعية الدموية، كالنوبة القلبية والسكتة الدماغية، والتي قد تؤدي إلى الوفاة.

وقد نُشرت نتائج الدراسة يوم الخميس 5 مارس في منصة "سِل" للمنشورات العلمية والطبية الشهيرة.

وتشتمل العديد من الأطعمة البروتينية النباتية والحيوانية، مثل الفاصوليا واللحوم، على حمض أميني يُدعى فينيل ألانين، وجد باحثو كليفلاند كلينك أن هضمه وتفتيته بالميكروبات الموجودة في القناة الهضمية يُولّد ناتجًا هضميًا ثانويًا (مُستقلِبًا) يُسمى فنيل أستيل غلوتامين، ويدخل إلى الدم، ويُعدّ سببًا مساهمًا في الإصابة بأمراض القلب.

وظهر طوال العقد الماضي كثير من البيانات التي تشير إلى أن الميكروبات المعوية تلعب دورًا ما في صحة الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بأمراض القلب، وفقًا للدكتور ستانلي هازن رئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في معهد ليرنر للبحوث التابع لكليفلاند كلينك والرئيس المشارك في قسم العلاج الوقائي والتأهيلي لأمراض القلب في معهد ميلر فاميلي للقلب والأوعية الدموية والصدر.

وقال الخبير الطبي الذي قاد دراسة كليفلاند كلينك، ويدير كذلك مركز المجهريات البشرية التابع للصرح الطبي الكبير في الولايات المتحدة، إن الفريق البحثي وجد أن مستويات فنيل أستيل غلوتامين المرتفعة في الدم تساهم في رفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بطرق مختلفة.

وكشفت تحليلات أجريت على عينات أخذت من أكثر من 5,000 مريض على مدى ثلاث سنوات، أن المرضى الذين تعرضوا إلى إصابات قلبية ووعائية، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية، كان لديهم مستويات مرتفعة من هذا المستقلب، وكذلك الحال في مرضى السكري من النوع الثاني (الذي يُعدّ عامل خطر مستقلًا يتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية).

 وتشير دراسات أجريت على الحيوانات إلى أن فنيل أستيل غلوتامين الناتج في الأمعاء يمكن أن يلعب دورًا فعالا في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وحلّل الباحثون عينات من الدم الكامل وأخرى من البلازما الغنية بالصفائح الدموية وغيرها من الصفائح المعزولة لفهم الطريقة التي يؤثر بها الناتج الهضمي الثانوي على العمليات الحيوية في الخلية. كذلك حلّلوا النماذج الحيوانية التي تعرضت لإصابات شريانية لمعرفة كيف يُحدث هذا المستقلب تغيرات خلوية تؤدي إلى المرض.

وقد وجد الدكتور هازن وفريقه أن المستقلب عزز قدرة الصفائح الدموية على التفاعل والتخثر، ما يزيد من احتمال حدوث الجلطات التي تُعدّ سببًا رئيسًا للإصابات القلبية والوعائية الشديدة.

وأضاف خبير أمراض القلب أن الدراسة كشفت عن أمر مثير للاهتمام، موضحًا أن الفريق "اكتشف أن فنيل أستيل غلوتامين يرتبط بمستقبلات تُدعى "حاصرات بيتا"، الموجودة في عقاقير توصف للمساعدة في علاج أمراض القلب، ويمنعها من العمل.

وتبين أن استخدام حاصرات بيتا في نماذج الاختبارات الحيوانية ذات المستوى المرتفع من المستقلب فنيل أستيل غلوتامين تعكس نقاط النهايات القلبية الوعائية. كما وجد الباحثون أن استخدام تقنية تعديل الجينات أو العقاقير لحصر مستقبلات هذ المستقلب يشير إلى انخفاض كبير في نشاط التخثر.

وتُشير نتائج الدراسة إلى أن بعض فوائد حاصرات بيتا قد تُعزى إلى منع نشاط المستقلب فنيل أستيل غلوتامين، وفقًا للدكتور هازن، الذي قال إن دراسات واسعة تجرى على حاصرات بيتا، التي توصف عقاقيرها للعديد من مرضى القلب، لكنه لفت إلى أنها قد تكون المرة الأولى التي تُطرح فيها هذه الآلية كتفسير لبعض فوائدها".

يُذكر أن الفريق البحثي ضمّ كلًا من الدكتورة إينا نِمت والدكتور براسنجيت ساها والدكتور نيلاكش غوبتا، الذين شاركوا في وضع تقرير نتائج الدراسة، التي حظيت بدعم من معهد القلب والرئة والدم (التابع لمنظمة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية)، ومؤسسة ليدوك.