ثلاثة خيارات صعبة أمام نتنياهو عند تشكيل حكومة؟

ثلاثة خيارات صعبة أمام نتنياهو عند تشكيل حكومة؟
ثلاثة خيارات صعبة أمام نتنياهو عند تشكيل حكومة؟
د. هاني العقاد

نتائج  انتخابات الكنيست 23 تقول انه لا معسكر اليمين ولا معسكر اليسار قادر علي تشكيل ائتلاف حكومي بسهولة وتقول انه لا  رؤيا واضحة لمستقبل الخارطة السياسية في اسرائيل لانه لم يحدث تغير مفصلي في نتائج اليمن واليسار والوسط , لم يحقق معسكرنتنياهو فوز مزلزل او ساحق لكن الليكود  انتصر علي ازرق ابيض ولعل انتصاره هذا منقوص لانه لا يمكنه من تشكيل ائتلاف يمين خالص دون الحاجة لمقاعد من احزاب اخري كاسرائيل بيتينو الذي خسرمقعدا هذه المرة وبدا تاثيرة علي صانعي الائتلاف في اسرائيل ضعيف  لكن يبقي الخيار الثاني الصعب امام نتياهو ان فشل  في سحب مقاعد كافية من قوائم اخري ولو ان الرفض من قبل زعيم هذا الحزب ليبرمان بالدخول مع اليمن او اليسار هو مازال عنوان اي محادثات قد تجري معه بالايام القريبة . نتائج الانتخابات الحالية بدت وكان نتنياهو ركب الارجوحة لوحدة اليوم ونزل بيني غانتس مؤقتا الي حين اعطاء فرصة لنتنياهو تشكيل ائتلاف حكومي مع ان التوجه في اسرائيل اليوم عرضة رئيس الدولة روؤفين ريفلين بانه لن يكلف اي من الليكود او ابيض ازرق وسيعطي الكنيست الحق في تكليف اي عضو كنيست من اي معسكر او قائمة يستطيع ان يضمن اكثر من 61 مقعد وبالتالي يتقدم للكنيست للمصادقة علي هذا الائتلاف .

سواء نتنياهو او بيني غانتس او ليبرمان كلهم خسروا الانتخابات ولم يفز احد منهم بالضربة القاضية ولا يرغب اي منهم الاتفاق مع الاخر ليشكيل ائتلاف دون اثمان وبالتالي تبادل الادوار في الارجوحة والتمتع بدورانها  , القائمة العربية استطاعت ان تضع نتنياهو في الارجوحة لوحدة دون حليف وبالتالي بات لايستطيع تحريك الارجوحة او النزول منها   , هو لم يخسر ولم يفوز بالانتخابات وبالتالي تعقد موقف معسكره  لان لا احد   يريد ان يقدم لمعسكره اي مقعد اضافي ليتمكن من تشغيل ارجوحته والصعود لرئاسة الحكومة  . مأزق نتنياهو  انه لا يستطيع الاعتماد علي معسكره وحده والذي لم يحقق 61 مقعد دون الدخول في تحالف مع طرف اخر اما ازرق ابيض او اسرائيل بيتينو ولعلنا نقول ان ارتفاع مقاعد القائمة العربية المشتركة هي التي اعاقت نصر معسكر اليمين  وكانت سببا في  تصدع ازرق ابيض بعدما تهاوت مقاعده بحصول معسكره علي 55 مقعد واصبحت ثالث اكبر كتلة برلمانية في الكنيست .

كل ذلك وضع نتنياهو امام ثلاث خيارات صعبة للغاية عند شروعه بمشاورات لتشكيل حكومة  اولها سرقة مقاعد من قوائم اخري مقابل اغراءات كبيرة واحداث انشقاقات تمكنه من سحب بعض اعضاء الكنيست الي معسكره ليتجاوز بذلك 61 مقعد تمكنه من تشكل حكومة ضيقة وهذا الخيار قد يكون صعب لكنه ليس مستحيل اذا ما قدم نتنياهو اغراءات كافية . والخيار الثاني الاكثر صعوبة هو الاتفاق علي تشكيل حكومة موسعة بالاتفاق مع ازرق ابيض علي مشروع تناوب حكومي وهذا قد يكون مستحيل واكثر تعقيدا من الخيار الاول  لان الحالة بين المعسكرين وصلت الي مستوي غير مسبوق من الاختلاف والخيار الثالث الاكثر صعوبة هو اقتناع  زعيم اسرائيل بيتينو بالدخول في ائتلاف حكومي لانه الاقرب الي معسكر نتنياهو من القائمة العربية التي لا يمكن وباي شكل من الاشكال ان يوافق اي من الليكود او حتي ازرق ابيض الاتفاق معها لمشروع حكم قائم علي المساواة والعدل والسلام , كل الخيارات الثلاثة التي باتت امام نتنياهو اقل خطرا من الخيار الرابع وهو الوصول الي انتخابات رابعة , لكن اذا كانت هذه المرة من الانتخابات تشير الي امكانية تصدع كتلة اليسار وتفككه  بعدما حققت انخفاض كبير في حصد المقاعد فاننا نقول انه قد يكون خيار اخير لا مفر منه اذا ما فشلت  كل الخيارات السابقة .

نتنياهو في مازق والخروج منه يتطلب منه اما دفع اثمان وتقديم تنازلات كبيرة  او الشروع في خطة ماكرة تمكنه من تشكيل ائتلاف حكومي دون الحاجة الي ليبرمان الذي يريد ثمن كبير مقابل الدخول في ائتلاف مع نتنياهو قد لا يستطيع نتنياهو دفعة لكنه يريد الاسراع في تشكيل ائتلاف ليتخلص من تهديد كتلة اليسار والوسط والقائمة العربية وميسرتس الذين يجتمعوا اليوم ليتقدموا بمشروع يمنعه من تشكليل حكومة بالقانون كرجل فاسد اساء استخدام السلطة والتحايل وعقد صفقات لحسابة الشخصي مع صحف وشركات اعلامية كبيرة في اسرائيل خلال الانتخابات 19 التي مكنته من حكم اسرائيل لدورتين كاملتين . اذا ما  نجح نتنياهو  في تذليل احد الصعوبات واستطاع ان يشكل حكومة فانة لن يستطيع تشكيل الا حكومة ضيقة سواء بسحب بعض المقاعد او بالتحالف مع حزب ليبرمان وهذا يعني ان حكومته ستبقي علي حافة السقوط وسيتعرض للابتزاز اكثر من اي وقت مضي وقد لا يستطيع الصمود طويلا امام ذلك , لهذا فان حكومة نتنياهوالضيقة  سوف تسارع الي تطبيق خطة الضم والتطبيع للجم المعارضة التي ستقف له بالمرصاد في الشأن الداخلي وتشتيت جهودها  وخاصة انه سيكون امام  معارضة قوية تحيط به من كل الاتجاهات وتهدد مستقبله السياسي وتفضح  قضايا فساده علي جدران الكنيست الاسرائيلي عند كل دورة برلمانية وتحد من قدرته علي التقدم بمشاريع تبقيه خارج المسائلة والتحقيق بل وتؤثر علي تماسك ائتلافه وبقائه قويا .

[email protected]

التعليقات