انعقاد ندوة بعنوان "صفقة القرن" وتسريب الأراضي من المنظور الديني" بسلفيت

انعقاد ندوة بعنوان "صفقة القرن" وتسريب الأراضي من المنظور الديني" بسلفيت
رام الله - دنيا الوطن
عقدت محافظة سلفيت اليوم في دار المحافظة ندوة بعنوان "صفقة القرن وتسريب الاراضي للعدو من المنظور الديني"، بحضور المحافظ اللواء د.عبدالله كميل والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين واللواء رائدة الفارس من مؤسسة الرئاسة ومدراء وممثلي المؤسسات الامنية والرسمية والاهلية ورئيس الغرفة التجارية وحشد من الشخصيات الاعتبارية والاهالي.

محافظ سلفيت اللواء كميل في كلمة القاها رحب بزيارة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين خطيب المسجد الاقصى ورئيس مجلس الافتاء الاعلى والوفد المرافق له لمحافظة سلفيت ، واثنى على دور دار الافتاء الفلسطينية والمفتي العام في متابعة كافة القضايا التي تهم ابناء شعبنا وقيادتنا ومقدساتنا. واشاد بجهود الشيخ حسين في الدفاع عن مقدساتنا الدينية والاسلامية في مدينة القدس وغيرها ، وكذلك مساهمته في متابعة مختلف القضايا التي تعود بالنفع على شعبنا ومجتمعنا.

وأشار الى الفتوى التي اصدرها المفتي العام بجواز التبرع بأموال الزكاة لصالح صندوق التكافل الخيري في محافظة سلفيت واثرها الايجابي على حجم التبرعات التي جمعها الصندوق خلال فترة قصيرة.

واستعرض المحافظ الاوضاع التي تعيشها محافظة سلفيت في ظل تصاعد وتيرة الاستهداف الاستيطاني وتكثيف الهجمات من قبل المستوطنين المتطرفين ضد ابناء المحافظة وممتلكاتهم بشكل شبه يومي وخاصة بعد اعلان ما يسمى صفقة القرن وبالتزامن مع الانتخابات الاسرائيلية وفوز حكومة اليمين المتطرفة بقيادة نتنياهو.

ودعا اللواء كميل الى ضرورة الالتفاف حول قيادتنا الشرعية وعلى راسها الرئيس "ابو مازن" في وجه الظلم الذي يتعرض له شعبنا من قبل دول العالم وفي مقدمتها امريكا وحلفائها، وكذلك رص الصفوف والتوحد ونبذ كل الخلافات في وجه التحديات والمخاطر التي تهدد شعبنا وقضيتنا الفلسطينية.

وفي كلمته ثمن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين الجهود التي تقوم بها محافظة سلفيت ومحافظها اللواء كميل في خدمة ابناء شعبنا وتعزيز صمودهم في ظل الهجمة الاستيطانية المكثفة التي تتعرض لها المحافظة، وتطرق للحديث عن الرأي الشرعي في "صفقة القرن" الأمريكية والتعاطي معها، قائلا إن كل من يتعاطى مع هذه الصفقة خائن لله ورسوله وللمسجد الأقصى المبارك والقدس وفلسطين.

وأضاف الشيخ حسين: "صفقة القرن تسلب القدس من أصحابها الشرعيين، وتحرم المسلمين من ثالث مساجدهم، وأولى قبلتيهم، ومسرى نبيهم، وتضيع حقوق اللاجئين، وتنزع الشرعية عن المطالبة بالحقوق المشروعة لشعب يقتلع من دياره قهرا، مبينا أن الصفقة جاءت لتلغي حق شعبنا في الحياة على أرضه بكرامة، وتشد على يد الظالم المغتصب، وتؤازره، وتمنحه معظم الأرض الفلسطينية المعطرة بدماء الشهداء الزكية ظلما وعدوانا. 

وطالب حسين العالم بـالعمل الجاد لوقف العدوان على فلسطين ومقدساتها وشعبها، ونصرتهم، والامتناع عن التعاطي مع ما يسمى صفقة القرن الجائرة، والمليئة بالإجرام والعنصرية . واشار الى ان الخطة التي لاقت رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، تضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، وحث الشيخ حسين ، العرب والمسلمين على القيام بمسؤولياتهم الدينية والوطنية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، للوصول إلى تحقيق أمانيه في الحرية والاستقلال.

وقام المفتي العام بقراءة بيان اصدره الشهر الماضي تضمن فتوى بتحريم التعاطي مع صفقة القرن ومروجيها الذين تطاردهم اللعنة الى يوم الدين حسب قوله.

وفيما يتعلق ببيع الاراضي وتسريبها للعدو قال الشيخ حسين انه يحرم بيع الاراضي للاحتلال او تسهيل عمليات هذا البيع من قبل سماسرة وغيرهم كون هذه الارض تعد وقف اسلامي وملك للامة وبالتالي لا يجوز التصرف بها للعدو لان ذلك يؤدي الى افراغ المسلمين من ارضهم. 

وبين ان من يقوم بالبيع ويثبت عليه ذلك يحرم التعامل معه بيعا وشراءا واذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين . ودعا الى الاهتمام بالارض والحفاظ عليها وعدم التفريط بها لاي سبب كان، محذرا ابناء شعبنا من الوسائل الخبيثة التي يلجأ اليها الاحتلال للاستيلاء على ارض فلسطين سواء بالطرق المباشرة او غيرها. 

ووجه التحية للمؤسسات الامنية والرسمية المختصة لحرصهم ومتابعتهم الدائمة لمنع عمليات البيع او التسريب التي قد تحصل. وشكر المحافظات التي هبت لنصرة دور العبادة والاماكن الدينية المقدسة في الخليل والقدس وغيرها من المدن الفلسطينية في اشارة الى احياء صلاة الفجر العظيم وضرورة التحشيد لها وتكثيفها في كافة المناطق الفلسطينية.

وخاطب المفتي العام الشيخ محمد حسين النقابات الفلسطينية في كافة القطاعات ودعاهم للابتعاد عن الاضرابات او تعطيل عمل مؤسسات الدولة الخدماتية لاننا نواجه قضايا اكبر من حقوقنا الشخصية والمتمثلة في اعلان ترامب صفقة القرن التي جاءت لتصفية قضيتنا الفلسطينية ، مشيرا الى وجوب تكثيف الجهود ورص الصفوف لمواجهة المخططات الهادفة لسلبنا ارضنا ومقدساتنا وقضيتنا العادلة.

هذا وتوجه المفتي العام الشيخ حسين والمحافظ كميل بعد انتهاء الندوة لزيارة دار الافتاء في سلفيت حيث كان في استقبالهم مدير المديرية الشيخ جميل جمعة والذي بدوره اطلعهم على سير عمل دار الافتاء بالمحافظة في ظل التوجيهات الحكيمة من سماحة المفتي العام والدعم والاسناد الدائم من محافظة سلفيت ومحافظها.
كما تمت زيارة البلدة القديمة في ديراستيا وعمل جولة في ازقتها ذات النسيج المعماري المتكامل برفقة رئيس البلدية سعيد زيدان الذي بدوره استقبل الوفد الضيف وقدم لهم شرحا وافيا عن البلدة واهم التحديات التي تواجهها في ظل الاحتلال والاستيطان.