أستاذ بجامعة أسيوط يؤكد على الأهمية القصوى لبحيرة السد العالي

أستاذ بجامعة أسيوط يؤكد على الأهمية القصوى لبحيرة السد العالي
رام الله - دنيا الوطن
أكد الدكتور عبد السلام عاشور نائب رئيس جامعة أسيوط الأسبق وأستاذ المنشات المالية بكلية الهندسة الأهمية القصوى لبحيرة السد العالي العملاقة  كأحد ركائز الأمن القومي المصري،  مشيراً إلى نجاح بحيرة السد العالي بتمكين مصر من اجتياز السنوات السبع العجاف من عام 1981-1987 التى ضربت موجة شديدة من الجفاف خلالها كافة الدول الإفريقية  لمدة سبع سنوات متتالية حيث تدنى فيها إيراد النهر إلى ما أقل من 35 مليار متر مكعب مما تسبب فى مجاعة كبرى ضربت معظم الدول الإفريقية.

جاء ذلك خلال مشاركته بمحاضرة حول " المياه العابرة للحدود كمصدر رئيسي لتغذية بحيرة ناصر بالمياه" وذلك خلال المؤتمر الدولي للتنوع البيولوجي ببحيرة ناصر والذى نظمته جامعة أسوان تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي وبرئاسة الدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان ،  والتي تضمنت كذلك دعوته إلى تعظيم استغلال موارده البحيرة  المتعددة بشكل يعظم المردود التنموي لكل مورد، إلى جانب الحفاظ على دورها الحيوى و الكامل فى ضمان تغذية مستمرة للبلاد بالمياه على مدار السنة المائية مهما تذبذبت إيرادات النهر .

كما كشف نائب رئيس جامعة أسيوط الأسبق أن ما يصل الى مصر والسودان من مياه نهر النيل هو 84 مليار متر مكعب من المياه سنويا يخص السودان منها 14.5 مليار ويتم فقد حوالى 10 مليار بالبخر والتسرب العميق، فيكون كل ما يصل مصر هو 52 مليار متر مكعب. وعليه تكون نسبة ما يصل مصر من مياه فى حدود 3 % من إجمالى كميات مياه الأمطار الساقطة على حوض النهر.

محذراً من الخاصية الفريدة لنهر النيل وهى كمية الفواقد الهائلة التي تتعرض لها مياهه، فأن كان المتوسط المطلق لإيرادات النهر هو 84 مليار ، وحجم المتساقط عليه من أمطار 1660 مليار متر مكعب، فيكون حجم الفاقد 1612 مليار الأمر الذى يتطلب مزيدا من التعاون بين دول الحوض، ومزيدا من الدراسات والأبحاث المتعلقة بتقليل هذا الكم الهائل من الفاقد بتنفيذ المشروعات الهندسية اللازمة ، مثل استكمال تنفيذ مشروع قناة جونجلى بمنطقة السدود النباتية جنوب السودان ، والتى كانت مصر قد نفذت منه ما يقرب من 70 % فى سبعينيات القرن الماضى،  إلا أن الحروب الأهلية والنزاعات القبلية أوقفت هذا المشروع عام 1983. 

مشيداً بمشروع  السد العالي والذي يعد وحداً من أعظم المشروعات الهندسية فى القرن العشرين على مستوى العالم  والذي أتاح إنشاء البحيرة العملاقة الملحقة به  ، موضحاً تاريخ  بحيرة السد العالى أو بحيرة ناصر و التي بدأ التخزين فيها واستقبالها لمياه النهر بدايةً  من عام 1964 بعد اكتمال إنشاء المرحلة الأولى من السد، وظلت البحيرة تقوم بدورها فى تخزين فائض الإيراد السنوي للنهر بعد أن يتم إطلاق الاحتياجات المائية السنوية خلف السد عبر مجموعة من الأنفاق المائية (عدد ستة أنفاق فى منطقة الأمام  تنقسم الى إثنا عشر  نفقا عند المخرج خلف السد مركب عليها عدد أثنا عشر توربينا لتوليد الكهرباء)                
وعند اكتمال إنشاء السد عام 1970  أصبح يسمح بارتفاع تخزين المياه إلى  نحو  90مليار  متر مكعب من المياه عند تمام امتلاء البحيرة كطاقة تخزينه قصوى، ووصول منسوب المياه بها إلى (182) متر ، وحيث أن جسم السد يغلق مجرى النهر بالكامل، وتخوفا من ورود فيضانات عالية يتجاوز حجمها قدرة التصميم  الآمن لجسم السد على مقاومتها بأمان، فقد تم إنشاء مفيض تصريف أو مهرب للمياه  التى تتجاوز هذا المنسوب ((Spillway لتتدفق المياه الزائدة بأمان إلى منخفض توشكا بالجهة اليسرى للنيل.

ومن الجدير بالذكر ان المياه لم تعبر هذا المفيض إلا فى أكتوبر  عام 1996 (أى بعد حوالى 26 سنة من تمام إنشاء السد)،عندما امتلأت البحيرة تماما ووصول منسوب سطح المياه بالبحيرة منسوب تمام الملئ وهو ( 821) مترا  لأول مرة، وبدأ تدفق المياه الزائدة عن الطاقة التخزينية القصوى الى منخفض توشكا المعروف.

التعليقات