بيت المدى يستذكر راهب الكلمات الحالمة جان دمو

بيت المدى يستذكر راهب الكلمات الحالمة جان دمو
رام الله - دنيا الوطن
كما في كل صباح يوم جمعة يجتمع الاحبة من محبي بيت المدى وجمهوره لاستذكار احد الرموز الثقافية او الفنية. استذكروا هذه المرة شاعر الصعاليك جان دمو، وبحضور ثقافي مهم من الاصدقاء والاحبة. اسمه الصريح يوخنا دمو يوسف، شاعر عراقي أبصر النور في مدينة كركوك عام 1943 لعائلة فقيرة. عُرف فيما بعد باسم (جان دمو) ليضفي على اسمه نكهة شعرية خاصة. عرف منذ شبابه بالميل إلى القراءة والكتابة، فضلاً عن ترجماته من الانكليزية إلى العربية وبالعكس. سافر إلى بيروت لغرض الإقامة هناك، إلا انه ما لبث أن عاد بأمر الحكومة اللبنانية لتشرده وعبثيته وصعلكته.

قدم للجلسة الشاعر زعيم النصار الذي قال:- زاملته لفترة طويلة وكنا نمشي سوية من مقهى حسن عجمي الى ابو نواس يوميا وكان معنا بعض الاصدقاء. لكني لم اكن صعلوكا كما جان دمو بل كنت متمردا على النظام وما يجري في البلد وكنت صديقا له ولغيره. كما كانت حالتي الاجتماعية جيدة منظما وقتي واشيائي. وكانت المجموعة كلها تجتمع على معاداة النظام السابق. وكانوا يرفعون شعار المقاومة للنظام بالكلمة والفكر. لاسيما جان دمو الذي لم يخش احدا من ازلام النظام ومن غيره كما سامي مهدي او حميد سعيد وغيرهما. كانت تجاوزاته عليهم يتندر بها الادباء في اليوم التالي. واذكر اني كتبت مقالة عنه بعنوان خائن الكلمات اقول فيها (حياة جان دمو تكاد تكون يوما واحدا يمتد من نهاية الاربعينيات وحتى الالفية الثالثة من كركوك الى بغداد ثم لبنان والعودة الى بغداد ثانية والمغادرة ثانية الى عمان واخيرا الى المنفى الاسترالي حيث توفي. حياته يوم واحد عمره خمسون عاما. ولم يفرق بين لحظة واخرى كلها متجانسة ومتساوية ينام ليصحو ويشرب ثم ينام ويصحو وهكذا لافرق عنده بين اللحظات والايام والسنوات. هكذا عرفته في حانات ومقاهي بغداد. قضى عمره يكتب ويترجم عن الانكليزية. وعندما نعطيه كتابا حتى ان كان بالانكليزية يقرأ فيه صفحات ليست كثيرة لكن تكون عنده فكرة عن المضمون والهدف ثم يتركه، لانه يعاني من ضجر كبير.. لكنه يحمل ذاتا رائعة ويقول في شعره كلاما كبيرا.

الروائي محمد علوان جبر قال:- كنت اتمنى ان يكون معنا الصديق حسين علي يونس الذي نشر عنه روايته (يوميات صعلوك) وهو وفاء لصديقه لاكثر من عشرين سنة، واطلق عليه اسم المعلم. ويقال ان حسين علي سيصدر رواية جديدة عن جان دمو في بلغاريا. وقد عرفت المعلم اثناء وجودي في بيروت عام 1973 وكان طيبا ومتمردا وشرسا. كنت ابحث عن عمل فاقترح علي ان يعرفني بالشاعر جليل حيدرالذي كان يدير جريدة النور. فذهبنا انا وجان ورحب بنا حيدر بحضور بلند الحيدري وقدمني له بصفة قاص ورسام ووعدنا خيرا. بعد اسبوع عملت مصمما للاغلفة في مؤسسة للتصميم. بعد فترة عاد دمو الى العراق وبقيت في بيروت الى بداية الحرب الاهلية اللبنانية عام1975. والتقينا مجددا في بغداد وعانقني بحرارة واستمرت علاقتنا الى حين مغادرته الى عمان. ولم اجد اكثر وفاء ومحبة لهذا الشاعر مثل النصار وحسين علي يونس. من هنا احيي رفاة هذا الشاعر الذي تنبت على ترابه زهرات جميلات. واضاف النصار: ان هناك وفيا اخر هو حسين علي الورد الذي كتب في ملحق عراقيون عن جان دمو واصدرعنه كتابا ايضا جمعنا انا واياه من شعر دمو الكثير. وكذلك ترجم دمو لاليوت وغيره لاسيما لشاعر يوغسلافي منفي لامريكا لم يكن معروفا في حينه لكنه اشتهر هذه الايام. كما ترجم سيرة سلفادور دالي ونشرت في مجلة بالعراق.







التعليقات