"من حقي أن أكون".. مبادرةٌ إبداعية تروي فصولها "زيد بن حارثة"

رام الله - دنيا الوطن
رغم قلة الإمكانات وكثرة المعيقات.. إلا أنها آمنت بحقّها.. وتسلّحت بقدراتها.. وخَطَت خطوات الواثق نحو تحقيق كينونتها وذاتها، فاجترحت من بين الصعوبات "من حقي أن أكون".. مبادرةٌ إبداعية طموحة.. أهدافها سامية.. غاياتها واعدة.. أدواتها رغبةٌ وطموحٌ يناطح السحاب.. إنها مدرسة زيد بن حارثة الأساسية المشتركة، بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة.

وعن الظروف التي واكبت ميلاد تلك المبادرة (من حقي أن أكون) قالت مديرة المدرسة أ. رانية بصل والأمل بالنجاح معقود أمام ناظريها، إنها جاءت استجابة طبيعية للتحديات التي تمر بها "زيد بن حارثة".

وأوضحت أ. بصل أن مشاورات وجلسات عصف ذهني ممتدة شاركت فيها معلمات المدرسة قادت إلى تبني هذه المبادرة التي تتمرد على الواقع، لتؤكد على حق طلبة المدرسة في العيش في بيئة تعليمية ليست "مناسبة" فحسب، وإنما "ممتعة" قادرة على تفجير طاقات الطلبة في اتجاه الحصول على العلم والمعرفة التي يستحقون وبالطريقة التي يحبون!

وأشارت إلى أن المبادرة تستهدف طلبة الصف الثاني الأساسي الذين يعانون ضعفاً ملموساً في التحصيل الدراسي، حيث تم اختيارهم بناءً على دراسة مهنية وأسس علمية سليمة، دراسة شاركت فيها معلمات صفوف الصف الثاني إلى جانب مرشدة المدرسة التي تقف على تماس مباشر مع كل طلبة المدرسة.

وعن الاستراتيجيات التربوية التي ارتآها فريق المبادرة لتنفيذ "من حقي أن أكون" لفتت أ. بصل إلى أنه تم اعتماد استراتيجية التعلم الممتع مع كل ما تحمله هذه الاستراتيجية من أدوات وطرائق تقود إلى تحقيق النتائج المرتجاة من اتباع تلك الاستراتيجية التي بدأت تأخذ مساحة مهمة لدى التربويين والمختصين في العملية التعليمية.

وأشارت أ. بصل إلى أنها ومن خلال التواصل مع المجتمع المحلي إلى جانب إبداع معلمات المدرسة، استطاعت إعداد باقة متميزة من الأدوات المساعدة لتطبيق استراتيجية التعلم الممتع، من ألعاب تربوية، وأنشطة سمعية، وأخرى بصرية، ومسرح الدمى، وبطاقات تعليمية، وهدايا تحفيزية، وغيرها الكثير مما وجدناه في الغرفة الصفية.

ورغم أن تلك المبادرة لم يمضِ على تبنيها وتنفيذها سوى بضعة أشهر، إلا أنها بدأت تؤتي أكلها، من حيث التغيير السلوكي لدى الطلبة الذي قاد بطبيعة الحال إلى تحسّن واضح في مستويات التحصيل لديهم، وهو ما تثبته المتابعة اليومية لسلوكهم، والاختبارات التي تم إجراؤها لهم. وفق ما أكدته مديرة المدرسة.

وخلال زيارتنا للغرفة الصفية، حيث المسرح الحقيقي والفعلي لتنفيذ المبادرة، فوجئنا بمدى الإبداع، وحجم الانتماء، وحقيقة الإنجاز المتحقق على يد المعلمتين دعاء ورد، وفاطمة أبو ندى، اللتين نجحتا في تحويل القاعة الصفية إلى حديقة غنّاء.. يكسوها "الورد" ويعلوها "الندى"!.