عرابي يؤكد: حملة "الفجر العظيم" وسيلة صمود ومواجهة للاحتلال

رام الله - دنيا الوطن
سلط الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي، الضوء على حملة "الفجر العظيم"، في مقال له جاء بعنوان "صلاة فجر الفلسطينيين وسيلة صمود ومواجهة".

ونوه عرابي إلى أن المبادرة التي انطلقت من المسجدين الإبراهيمي والأقصى، تظهر معها "إرادة المواجهة والحماية؛ بالاستناد إلى أوّل أدوات المواجهة التلقائيّة، وهي عمارة المسجد بالناس".

ونبه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أيضا "اتخذ من التوجيه الديني سبيلا للهيمنة على المسجدين وتقسيمهما (…) وقد أفضى ذلك إلى مآلات استيطانية مفروضة عليهما".

وفي مقابل الحشد الاحتلالي، أكد عرابي على أن الفلسطينيين بحاجة للاحتشاد في المساجد، على الأقل في أوقات الصلوات.

 

وأردف قائلا: "بهذا تكون مبادرة "الفجر العظيم" ضربا من التدافع، بدفع الغزوة بحشد مقابل، بالرغم من أنّها في أصلها ممارسة طبيعية، فما جُعلت المساجد إلا لاجتماع الناس فيها للصلاة لله تعالى".

وأشار إلى أن "انتقال المبادرة من المسجدين إلى بقيّة مساجد الضفّة، هو وصل بالمضمون النضالي للمبادرة".

ويرى بأن حملة "الفجر العظيم" تستحضر معها قضيّة المسجدين، وخاصّة المسجد الأقصى، ثمّ تعيد للمساجد دورها الطليعي الذي قامت به تاريخيّا في مواجهة الاحتلال. فقد عُرِفَت الانتفاضة الأولى في بعض الأدبيات بأنّها انتفاضة المساجد، وسبق للاحتلال في ذلك الوقت وأغلق عددا من المساجد، ثمّ شكّلت المساجد نقطة انطلاق المظاهرات التي افتُتِحَت بها انتفاضة الأقصى.

 

ويؤكد على "القيمة الروحيّة والتعبويّة للمسجد في شحن الفلسطينيين بالقيم القادرة على تجاوز النمط الذي فُرض عليهم بهدف إعادة هندسة وعيهم في السنوات الأخيرة، لأجل تحييدهم عن القيام بواجبهم الطبيعي في مواجهة الاحتلال، وإغراقهم باهتمامات تتناقض بالكليّة مع ذلك الواجب".

ونبه إلى ما تواجهه الحملة من تحديات "لا سيّما في أجواء مشوبة بانقسام الفلسطينيين وتنافر برامجهم وسياساتهم، وبالتالي صعود مخاوفهم المتعارضة، الأمر الذي يُحوِج في المقابل إلى دعمها وتعزيزها".

وتابع: "إنّ هذه المبادرة تكشف عن عمق الخير الذي في الناس، ورغبتهم في التغيير، وسأمهم من ذلك النمط الماديّ الذي أريد إغراقهم به".

ونوه في ختام مقاله إلى أن "المشاركين في الحملة هم أهل البلد، وساكنوها، والمرابطون فيها، فلا إمكان لحماية البلد من الاستيطان ودفع غزوته عن الناس إذا فُرّغ من أهله، أو إذ صار البلد بظروفه القاسية طاردا لأهلها. ولا معنى لمفهوم الرباط دون مرابطين، ولا سبيل لعمارة المسجد دون مصلّين، وهذا يعني أن أوجب الواجبات، على القائمين على أمر الناس من أيّ موقع كانوا، هو تعزيز صمود الناس داخل فلسطين، لا اجتراح سياسات عكسيّة تنفّرهم من البلد وتدفعهم إمّا إلى اليأس أو الهجرة".