محللون: القائمة العربية أطالت عمر نتنياهو.. ونستبعد ارتفاع عدد مقاعدها بالإنتخابات القادمة

محللون: القائمة العربية أطالت عمر نتنياهو.. ونستبعد ارتفاع عدد مقاعدها بالإنتخابات القادمة
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
اشتعلت الحرب الانتخابية بين غانتس ونتنياهو من جهة، وبينت وليبرمان وغيرهما من جهة، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، وكانت المفاجئة في آخر استطلاع رأي إسرائيلي، توقع حصول (ليكود) على 34 مقعداً بينما يحصل (أزرق أبيض) على 33 مقعداً، فيما تحافظ القائمة المشتركة على تمثيلها، وتحصل على 13 مقعدًا فقط. 

تواصلت "دنيا الوطن" مع مجموعة من المختصين بالشأن الإسرائيلي، وسألتهم حول إمكانية حصول القائمة العربية المشتركة على 16 مقعدًا، وفق المعطيات الحالية على أرض الواقع، وكان التحليل الآتي:

قال الباحث في الشأن الإسرائيلي، الدكتور عمر جعارة: من حق القائمة العربية المشتركة، والتي يجب أن تتحول إلى القائمة الفلسطينية الموحدة، أن يكون عدد مقاعدها بـ (كنيست) أكثر من 20 مقعداً، لأن عدد الفلسطينيين في دولة إسرائيل خُمس السكان، ومن حقهم خُمس المقاعد.

وأضاف جعارة: "لكن للأسف لا يوجد ثقة كبيرة بين الفلسطينيين والقائمة العربية المشتركة، والدليل أنهم يحصلون على 10 مقاعد أو 13 مقعداً بحسب الاستطلاعات الحالية، إذاً نصف الفلسطينيين لا ينتخبون القائمة العربية المشتركة، خاصة إخواننا بالشمال، من حق القائمة، أن تأخذ أكثر إذا الفلسطيني انتخب الفلسطيني".

واستبعد المختص بالشأن الإسرائيلي حصول القائمة المشتركة على عدد كبير من المقاعد لأن الفلسطينيين ينتخبون (ليكود) و(شاس)، مضيفاً: "الأدهى من ذلك لولا مشكلة نتنياهو مع أيوب قرا في الشمال، لكان إخواننا في الشمال ينتخبون (ليكود)، لكن تصرف نتنياهو الفظ مع وزير الإعلام في حينه أيوب قرا، الذي كان جنباً إلى جنب مع شارون، عندما اقتحم باحات الأقصى، فهذه المرة لن ينتخبوا (ليكود)، ولا أعتقد أن ينتخبوا القائمة العربية المشتركة".

وأكد أن حصول القائمة العربية المشتركة على 13 مقعداً إنجاز عربي كبير، في ظل التفتت والتشتت لفلسطيني الـ 48 من خلال أربع أحزاب، ولذلك اسمهم (القائمة العربية) وليست (القائمة الفلسطينية) يضاف إلى ذلك كلمة (المشتركة) وليست (الموحدة) هذا مما يؤدي إلى بعثرت الحق الفلسطيني في مقاعد كنيست الإسرائيلي.

واستبعد جعارة، أن يؤثر حصول القائمة المشتركة على 13 مقعداً على السياسة مستقبلاً قائلاً: سيكون تأثيرهم صفر لأن غانتس قال: لن أعتمد في حكومتي على دعم من القائمة المشتركة، لأنها (مسبة) للأحزاب الصهيونية، أن تُدعم من القائمة العربية، ويهاجم نتنياهو غينيس ليل نهار، بسبب هذا الدعم.

وأضاف: "القائمة العربية المشتركة، هي التي أطالت عمر نتنياهو السياسي، لأنها صوتت لبعثرة (كنيست)، وبعثرتها يتم بـ 74 صوتاً، ونتنياهو لا يملك إلا 60 صوتاً، وبالتالي لا يستطيع أن يحل الكنيست الإسرائيلي إلا عندما صفت القائمة العربية معه وحُل الكنيست بأصواتهم وبـ (شاس) وحسم شاس فقط بالوسط العربي، يجب ألا تعمل على بعثرة الكنيست من أجل إطالة عمر نتنياهو، هذه نقطة على القائمة العربية المشتركة، بالرغم من أن أثرها على القرارات السياسية ضعيف".

أما المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي، عاهد فروانة، فقال: بحسب المعطيات الموجودة، فمن الصعب حصول القائمة العربية المشتركة على 16 مقعداً، لكنه ليس مستحيل، في البداية تحقيقهم للوحدة بين مختلف القوائم العربية، وشكلوا القائمة العربية المشتركة، كان نموذجاً رائعاً ومميزاً، بجعل كافة الأحزاب العربية منخرطة في هذه القائمة، حتى يذهبوا للانتخابات موحدين، وهذا يعطيهم زخماً وقوة أكبر في أي انتخابات، وهذا ما شاهدناه في الانتخابات السابقة، عندما حصلوا على 13 مقعداً، وأصبحوا الحزب الثالث في (كنيست). 

وأضاف فروانة خلال حديثه مع "دنيا الوطن": "حالياً يجب أن يكون الهدف، أن يصبح عدد مقاعدها أكثر من 15 مقعداً، استطلاعات الرأي في بعض الأحيان تعطيها 14 مقعداً، لكن القائمة العربية، تستطيع أن تصل إلى 16 مقعداً في حال حثت الجماهير العربية على المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات لأن المشاركة العربية، آخر فترة وصلت من 50 إلى 60%، فإذا وصل عدد مصوتي الجماهير الفلسطينية في الداخل إلى 70% فأعتقد أنها تستطيع أن تصل إلى 16 مقعداً، وهذا يحتاج إلى جهد أكبر لإقناع الجماهير الفلسطينية للخروج إلى التصويت".

وأكمل: يجب أن يتم إقناع الجماهير التي تصوت للأحزاب الصهيونية، بأن خيارهم يجب أن يكون للقائمة العربية المشتركة، هذه العوامل مهمة جداً في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل ما تتعرض له الجماهير العربية في الداخل من حالة اعتداء كبير عليهم من الأحزاب الأخرى، فـ (ليكود) دائماً ما يصفهم بأنهم بمثابة طابور خامس، وإعلان غانتس، الصريح بأنه لن يشكل حكومة بالتحالف مع القائمة العربية.

وطالب الجماهير العربية بالوقوف خلف القائمة العربية، لأنها ستمثل طموحاتهم، وألا تصوت للأحزاب الصهيونية، وضرب مثالاً بأحزاب الحريديم، وهما (شاس) و(يهودات هتوراء) يمثلون داخل دولة الاحتلال 10% فقط، ولكن يحصلون على 15 مقعداً على الأقل بالانتخابات، بينما الجماهير العربية التي تمثل 20% من السكان، لا يحصلون سوى على 13 مقعداً. 

وأكد أن وجود تواجد كبير للقائمة العربية المشتركة في (كنيست) سيجعل لهم صوتاً مؤثراً في وجه كافة القوانين، التي يحاول كنيست الإسرائيلي سنها، بفعل أحزاب اليمين المتطرف التي تستهدف فلسطينيي الداخل، ومن ضمنها قانون القومية، الذي يدعو لأن تكون دولة الاحتلال هي دولة قومية لليهود، واللغة العربية ليست اللغة الثانية، كما كانت بالسابق، وغيرها من القوانين العنصرية. 

وأكمل: يُضاف إلى ذلك، يكون لهم صوت مؤثر في جلب المساعدة لأبناء شعبنا في القرى والمدن الفلسطينية في الداخل في ظل ما يعانون منه من ظروف صعبة.

في ذات السياق، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، نظير مجلي، أن المعطيات على أرض الواقع ليست سهلة، وانتقال القائمة العربية المشتركة من 13 مقعداً إلى 16، هذا يعني أن نرفع نسبة التصويت بـ 20% على الأقل، أي من 60% الآن إلى 72%، مشيراً إلى أن الحصول على تلك النسبة حالياً جيد جداً، وارتفاعها صعب جداً.

وأضاف مجلي لـ "دنيا الوطن": "المحاولات جارية على قدم وساق لرفع نسبة التصويت، ولكن المسألة ليست سهلة، في المجتمع الإسرائيلي، عموماً هناك نوع من القنوط والإحباط نتيجة إعادة الانتخابات لمرة ثالثة، وهناك كميات كبيرة من الناس، قرروا عدم التصويت، سواء من العرب أو اليهود، وإخراج المواطنين من البيوت للتصويت في هذا اليوم".

وأشار إلى أن نسبة 85% من العرب في إسرائيل، يؤكدون أنهم سيصوتون للقائمة المشتركة، نتيجة للتصريحات التي أطلقها عدد من رؤساء الأحزاب الإسرائيلية لتأييد (صفقة القرن)، مردفاً: "لكن علينا ألا نبالغ، الحفاظ على قوتنا بـ 13 مقعداً هو مكسب كبير، وسيكون أكبر وأكبر لو زاد لـ 14 أو 15 أو 16، ولكن لنكون واقعيين، إمكانية الارتفاع بهذا الشكل ليست كبيرة".

وأردف أن حصول القائمة المشتركة على 13 مقعداً، أثر بشكل كبير، أولها أن المنافس الرئيسي لنتنياهو، تعهد للقائمة بأن يتبنى كل المطالب الفلسطينية في الحصول على المساواة، وهذا إنجاز بالغ الأهمية، وهناك مطالب تتعلق بإنهاء الاحتلال، والحقوق الفلسطينية، وإذا ارتفعت نسبة المقاعد، والوصول إلى صيغة من صيغ التحالف مع الحكومة المقبلة، فهذا سيحقق مكسب على مستوى الشعب، كإنهاء الاحتلال، وإيجاد صيغة للتسوية السياسية.

التعليقات