دراسة عن الرواية النسوية المصرية والخليجية تؤكد تمرد المرأة على النظام الأبوي

رام الله - دنيا الوطن
حصل د.عبد السلام سيد الواحاتي للمرة الثانية على درجة الدكتوراة في النقد الفني بمرتبة الشرف الأولى من المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، تمحور موضوع هذه الرسالة حول " صورة الأب فـي الرواية النسوية المصرية والخليجية" وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتور محمد السيد غالب أستاذ الدراما بمعهد الفنون المسرحية (مشرفاً أساسياً ومناقشاً)، والدكتورة نادية كامل صليب الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنيا (مناقشاً من الخارج ومقرراً)، والدكتور أحمد عبد اللاه بدوي، عميد المعهد العالي للنقد الفني الأسبق (مناقشاً من الداخل)، والدكتور حجاج أحمد شعبان رئيس قسم النقد الأدبي السابق (مشرفاً مشاركاً)، وقد نوقشت الرسالة بقاعة الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون بحضور حشد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلبة والزملاء والباحثين.

وكان الواحاتي قد حصل منذ عدة سنوات على درجة الدكتوراة أيضاً بمرتبة الشرف الأولى في الإعلام والصحافة.

أوضح الواحاتي أن دراسته هدفت إلى الكشف عن " صورة الأب في الروايات النسوية المصرية والخليجية المعاصرة، في الفترة ما بين (2000 - 2014). فتلك الفترة شهدت تحولات ثقافية وفكرية ملحوظة، بفعل مؤثِّرات داخلية وخارجية، سرَّعت الانفتاح الثقافي على الآخر، واستغلت الكاتبات مساحة الحرية الثقافية في نشر العديد من الروايات النسوية بجرأة متزايدة في الخطابات الثقافية السائدة.

     وقد انتقى الباحث لهذه الدراسة 30 رواية نسوية، كان حضور الأب فيها واضحًا ومؤثرًا، وقد حرص الباحث على توزيع هذه الأعمال الروائية على مساحة جغرافية متباينة وواسعة، مراعياً الطبيعة المجتمعة بين مصر ودول الخليج العربي كبيئات متقاربة رغم خطوط الاختلاف، كالبيئة البدوية والريفية والحضرية وغيرها.

وقد ركزت الدراسة على أعمال بعض الروائيات اللواتي امتلكن شهرة في الساحة الأدبية وأثارت أعمالهن اهتماماً لدى النقاد، أو حصلن على جوائز عن رواياتهن. أمثال نوال السعداوي، ميرال الطحاوي، رجاء الصباغ.. وغيرهن.

كما هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر الحركة النسوية العالمية والعربية على الكتابة النسوية، والتعرف على أنماط صورة الأب السلبية والايجابية، والفرق بين صورته في الرواية النسوية المصرية وفي الرواية الخليجية، مستخدماً في ذلك بالمنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن، مع الاستعانة بالمنهج النفسي. وقسم الباحث دراسته إلى مقدمة ومدخل وأربعة فصول وأعقب ذلك بخاتمة الدراسة.

وجاءت نتائج الدراسة كما يلي:

- أن كتابة المرأة العربية تطورت كثيراً بفضل الحركة النسوية العربية، وهناك روايات عكست إصرار الروائية على تحطيم القيود المفروضة عليها اجتماعياً ودينياً، وقد أدى ذلك إلى زيادة الاهتمام الغربي بالكتابات النسوية العربية في الترجمة والدراسات.

 -  هناك تشابه كبير بين الموجات التي مرت بها الحركة النسوية في الغرب ومثيلتها في العالم العربي بفعل تأثير الأولى في الثانية.

-كما كشفت الدراسة عن أبرز الصفات الايجابية لصورة الأب في الروايات النسوية المصرية الخليجية كما يلي: ( الأب المحب، الأب الاليكتري، الديموقراطي المتفاهم، الأب الراعي، الأب الحاني، القريب، المناضل والبطل، الصديق المشارك، النصير والداعم...الخ)

- وأن أبرز الصفات السلبية لصورة الأب في الروايات النسوية المصرية والخليجية جاءت كما يلي: ( الأب البطريركي- والمكروه-والظالم المنحاز-والقاسي- والأب البديل (السلطة الدينية) -والرجعي-والمسيطر- والطاغية- والمتسلط)، وأن  النزعة التسلطية لدى الآباء في الأسر الخليجية؛ أقوى مما لدى الآباء في الأسر المصرية.

- كما يمثل "الأب" في الروايات النسوية الخليجية سلطة المؤسسات الفكرية والدينية، بمفهومها المهيمن، وسلطة الأب في الأسرة معتمداً على قوة الموروث.

- وقد جاء الانتماء لثقافة القبيلة في الروايات النسوية الخليجية مؤثراً في ممارسة الأب لسلوكيات معينة محبطة للمرأة، ومقيدة لحركتها داخل الأسرة والمجتمع.

  - وقد أوضح أن صورة الأب في الكتابات النسوية هي شخصية محورية دائمًا، لا يمكن تهميشها، بحيث لو نحيناها جانبًا عن الأحداث، انهدم البناء الروائي برمته، وهذا يعكس ما يحتله الأب من مكانة في بؤرة شعور المرأة، بغض النظر عن صورته، سلبية كانت أم إيجابية.

- وفيما يتعلق بصورة الأب في البنية الدالة في الفضاء الحكائي عالجت الدراسة صورة الأب وبنية الزمن الروائي، الزمن في المفهوم النفسي، مع استخدام التقنيات السردية الحديثة في توظيف حركية الزمن والإيقاع الزمنى، وأظهرت العلاقة بنية المكان الروائي ودلالاته وأثرها على تشكيل صورة الأب في الرواية النسوية.

- وكشفت الباحث أن أهم القضايا التي تناولتها الروايات النسوية المصرية والخليجية كانت كالتالي:( الجسد والهاجس الجنسي-خطاب التمرد- قضية البوح- قضية الحرية - قضية الهوية-الخروج على العادات والتقاليد- شرف العائلة)

- يرى الواحاتي أن الأدب النسوي الخليجي في الحقبة الأخيرة أصبح فضاؤه رحبًا ومفتوحًا في ظل الإعلام الجديد والمدونات ومواقع التواصل الاجتماعي، وأنه تخطي هامش حرية الكتابة إلى كسر العديد من التابوهات.

التعليقات