محللون لـ "دنيا الوطن": جولة التصعيد الحالية لم تنتهِ

محللون لـ "دنيا الوطن": جولة التصعيد الحالية لم تنتهِ
دبابات الجيش الإسرائيلي
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
أغارت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، على عدد من الأهداف في قطاع غزة، والعاصمة السورية دمشق، ما أدى لاستشهاد عنصرين من حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، إضافة لإصابة عدد من المواطنين في القصف على القطاع.

وقصفت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عبر رشقات صاروخية، مناطق عديدة في غلاف غزة، ومدينة عسقلان المحتلة، سقط معظمها في مناطق داخل الغلاف وعسقلان.

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعملية عسكرية في غزة، حيث شدد بالقول: "يبدو أنه لن يكون هناك مناص من عملية عسكرية ضد قطاع غزة، مضيفًا: "إذا دخلت إسرائيل في عملية عسكرية واسعة النطاق ضد غزة، ستكون أكبر من الحروب السابقة الثلاثة".

وأوضح نتنياهو، أن الهدف من الهجوم في سوريا الليلة الماضية، كان اغتيال القائد الأعلى لمنظمة الجهاد الإسلامي؛ لكنه نجا.

كما هدد الوزير الإسرائيلي يوفال شتاينتس، بشن عملية برية عسكرية في قطاع غزة، قائلًا: "إذا استمر الوضع، لن يكون أمامنا خيار سوى عملية برية في غزة".

وبقي 66 ألف طالب إسرائيلي في مناطق الغلاف بمنازلهم اليوم الاثنين، بسبب الوضع الأمني الخطير، فيما لا تزال طائرات الاحتلال، تُحلّق في سماء قطاع غزة.

وفي أعقاب ذلك، قال أبو حمزة، عبر تغريدة في حسابه بموقع (تويتر): إن "العدوان الصهيوني على دمشق العروبة، واستشهاد اثنين من مجاهدينا، جراء القصف، هو حدث لابد من الوقوف عنده، وأنه لن يمر مرور الكرام، ولا يزال الحساب مفتوحًا".

ويبقى التساؤل الأبرز، في هذا التوقيت الحساس، هل انتهى التصعيد في قطاع غزة، بعد تدخلات من قبل المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف، وجهاز المخابرات المصري، أم أننا أمام جولة تصعيد أكبر، سنلحظه خلال الساعات القليلة المُقبلة؟

وقال عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين الفلسطينية، نائل أبو عودة: إن السبب في كل ما جرى هو الجريمة الإسرائيلية المتمثلة بإعدام الشهيد محمد الناعم، شرقي خانيونس، والتمثيل بجثته على مرأى من العالم.

وأضاف أبو عودة لـ "دنيا الوطن"، أن المقاومة الفلسطينية، عندما ردت فإن ذلك يأتي في إطار تثبيت قاعدة "الرد بالرد، والقتل بالقتل" وأن عدوانه بإعدام الشاب "الناعم" لن يمر بل سيُردع، لذا نؤكد أنه في حال أقدم الاحتلال على جريمة جديدة، أو اغتيال أحد قادة المقاومة، فإن المقاومة، سترد ردًا غير متوقع.

وأوضح، أنهم أبلغوا الوسطاء المصريين والدوليين، أن أي عملية اغتيال أو استمرار جرائم الاحتلال في غزة، سيكون ثمنها باهظاً، فإن فصائل المقاومة سترفع شعار (لن نتألم وحدنا بل ستتألم الجبهة الداخلية الإسرائيلية).

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، حسن عبدو، أنه كان يُمكن أن تنتهي هذه الجولة سريعًا، حال لم يُقدم الاحتلال على اغتيال عنصري الجهاد الإسلامي في سوريا، كما أن الجولة كان من الممكن ألا نراها، لو لم يعدموا الشهيد محمد الناعم، الذي هو أيضًا أحد عناصر سرايا القدس.

وقال عبدو لـ"دنيا الوطن": إن إسرائيل لا تزال مُتحسبة من قيام سرايا القدس، برشقات صاروخية جدية، ويوجد شلل واضح في المنظومة الداخلية بمناطق الغلاف، وإغلاق طرقات ومدارس، متابعًا: "إطالة أمد التصعيد العسكري، قد يتواصل حال بقي الاحتلال يمارس عدوانه على قطاع غزة".

وأوضح، أن المقاومة الفلسطينية، لم تُعلن انتهاء ردها، وطائرات الاحتلال المُسيرة لا تزال في أجواء قطاع غزة، وترصد الأهداف، والمقاومة لم تضع سلاحها، وهذا يعني أن الجولة العسكرية لا تزال مستمرة، والميدان مفتوح لاستمرار الجولة الحالية.

أما الكاتب والمحلل السياسي، خالد صادق، فأكد أن رد المقاومة جاء استجابة للمطالب الشعبية، التي دعت للرد على جريمة إعدام المواطن محمد الناعم، والتنكيل بجثمانه واختطافه، بعد أن بُثت هذه المشاهد عبر كافة وسائل لإعلام.

وقال صادق لـ"دنيا الوطن": إن الأهم في الرد كان عدم تغيير قواعد الاشتباك، وأن دماء أي مواطن فلسطيني هي غالية، وسيتم الرد عليها، بقصف كافة مناطق غلاف غزة، وضرب معادلة الجيش الإسرائيلي، الذي يُريد أن يضرب كيفماء شاء ومتى أراد.

وأشار إلى أن الجولة الحالية لم تنتهِ، ويوجد نوايا واضحة للاحتلال، باغتيال شخصيات في المقاومة الفلسطينية، كما أن المقاومة، ومن بينها تصريح أبو حمزة، يؤكد أن الجولة لم تنتهِ على ذلك، والحساب لا يزال مفتوحًا مع إسرائيل، وهذا سنراه خلال الساعات القليلة المقبلة.

التعليقات