لطيفة اليعقوبي مديرة تنمية مناطق الأركان بالأمم المتحدة في لقاء رفيع المستوى

لطيفة اليعقوبي مديرة تنمية مناطق الأركان بالأمم المتحدة في لقاء رفيع المستوى
رام الله - دنيا الوطن
"  شجرة الأركان، مصدر عريق للتنمية المستدامة" عنوان اجتماع رفيع المستوى بنيويورك نظمته البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، اللقاء ثمن خلاله مختلف المتدخلين المشاركين الجهود التي يبذلها المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل الحفاظ على شجرة الأركان، مبرزين أهمية هذا القطاع الحيوي في مجال التنمية المستدامة.

وشارك في هذا اللقاء الذي ترأسه السفير عمر هلال ، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ، نخبة من الخبراء والمسؤولين رفيعي المستوى من بينهم السيدة لطيفة اليعقوبي مديرة تنمية مناطق الأركان بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وكارلا موكافي ، مديرة مكتب الاتصال في منظمة (الفاو) في نيويورك ، وماري بول روديل ، مديرة مكتب الاتصال التابع لليونسكو، وفيرنر أوبرماير مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في نيويورك ، وحميد رشيد ، رئيس قسم البحث والتطوير في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب بابيتا بشت ، نائبة مدير الصندوق الأخضر للمناخ .

وخلال هذا الاجتماع قالت بابيتا بشت، نائبة مدير قسم الشؤون الخارجية لصندوق المناخ الأخضر، إن مشروع زراعة 10 آلاف هكتار من شجر الأركان في المغرب، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس في 13 فبراير الجاري، من خلال للاستراتيجية الفلاحية الجديدة لتطوير القطاع الفلاحي “الجيل الأخضر 2020-2030″، والاستراتيجية المرتبطة بتطوير قطاع المياه والغابات “غابات المغرب” التي تتضمن مشروعا رئيسيا لغرس 1000 هكتار من أشجار الأركان على مدى ست سنوات بكلفة إجمالية قدرها 49.2 مليون دولار ، ممولة من قبل المملكة المغربية والصندوق الأخضر للمناخ.

وأشارت إلى أن "هذا المشروع، الذي استجاب لشروط تمويل الصندوق الأخضر، يتجاوز جانب التكيف مع المناخ في بعده الإيكولوجي، حيث يثمن أيضا التقنيات الحديثة لتجميع وتوفير المياه، واستخدام الطاقات النظيفة المتجددة ودعم التعاونيات المحلية التي تديرها أساسا النساء القرويات".

ومن جانبه، أكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في نيويورك، فيرنر أوبرماير، أن شجرة الأركان تعد موردا من الموارد الفريدة من نوعها بالمغرب، حيث تتيح العديد من الاستخدامات والفوائد، لاسيما في المجالات الغذائية والطبية والإيكولوجية.

وتطرق أوبرمير، في هذا الصدد، إلى البحوث العلمية حول المزايا العلاجية للأركان في محاربة مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي، وقدرته على تعزيز المناعة ضد أمراض القلب والشرايين، فضلا عن استخدامه في علاج الالتهابات وباقي الأمراض الجلدية، مضيفا أنه "بالنسبة لنا في منظمة الصحة العالمية، فإن الطب التقليدي أو البديل يكتسي أهمية بالغة لدى المنتظم الصحي".

ومن جهتها،  شددت كارلا موكافي، مديرة مكتب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في نيويورك، على مساهمة شجرة الأركان في التنمية المستدامة، إذ يتميز بقدرة عالية على التكيف مع الظروف المناخية القاسية وتمثل، بالتالي، "بطل مناخ حقيقي".

وخلال هذا اللقاء، أبرز السفير عمر هلال، تفرد شجرة الأركان، التي صنفتها منظمة اليونسكو سنة 2014 ضمن التراث الثقافي الإنساني غير المادي، كما أدرجتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) سنة 2018 ضمن التراث الزراعي العالمي.

وشكل هذا اللقاء فرصة لتسليط الضوء على مساهمة قطاع الأركان في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ليس فقط على المستوى الوطني، بل على الصعيد الدولي أيضا.

وأشار العديد من المتدخلين وكذا المشاركين إلى أن قطاع الأركان بالمغرب لطالما كان مصدرا حقيقيا للتنمية المستدامة، بفضل دوره الرئيسي في التمكين الاقتصادي لعدد كبير من النساء المغربيات، لاسيما في المناطق القروية.

وتميز هذا اللقاء بإعلان مبادرة المغرب لتقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان يوم عالمي للأركان، حيث سيتيح هذا القرار للمنتظم الدولي فهما أفضل للأبعاد الرئيسية المختلفة لشجرة الأركان: الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والغذائية والطبية والإيكولوجية.

وعرف اللقاء مشاركة واسعة لسفراء، غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وممثلي الأمانة العامة للأمم المتحدة، وكذا العديد من الفاعلين من المجتمع المدني، الذين هنأوا المغرب على الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على شجرة الأركان الفريدة من نوعها.