"أخطاء لغوية".. أغرب ما نطق به رجل قبل إعدامه

"أخطاء لغوية".. أغرب ما نطق به رجل قبل إعدامه
رسم تخيلي لعملية إعدام الماركيز دي فافراس
قبيل بداية عهد الإرهاب الذي تزعّمته لجنة السلامة الوطنية بقيادة ماكسيمليان روبسبيار، شهدت فرنسا عددا هاما من المحاكمات التي طالت أشخاصا اتهموا بالتآمر على الثورة. ومن ضمن هؤلاء، تبرز شخصية توماس دي ماهي (Thomas de Mahy) المعروف لدى الكثير من المؤرخين بلقب الماركيز دي فافراس (Marquis de Favras) حيث أرسل الأخير سنة 1790 نحو منصة الإعدام بعد أن اتهم بتزعّم مؤامرة لإجهاض الثورة.

إلى ذلك، حظي توماس دي ماهي بتاريخ حافل خدم خلاله الدولة الفرنسية، فعمل بالجيش ونال ترقيات هامة وبرز نجمه خلال حرب السبع سنوات عندما خدم لصالح حاكم بروفنس لويس الثامن عشر.

عنف رافق الثورة

وبحسب تقرير (العربية)، عقب أحداث 14 تموز/يوليو 1789، آمن الماركيز دي فافراس بفوائد وضع دستور للبلاد لضمان بقائها، إلا أنه سرعان ما تراجع عن رأيه عقب سماعه بأهوال أعمال العنف التي رافقت الثورة.

وأمام هذا الوضع، لم يتردد توماس دي ماهي في وضع خطة محكمة بمساعدة حاكم بروفنس لتنظيم ثورة مضادة لإعادة السلطة المطلقة للويس السادس عشر، الذي وضع تحت حراسة مشددة بقصر التويلري رفقة أفراد عائلته.

في الأثناء، تضمن ما جاء به دي ماهي خطة لإعلان حاكم بروفنس ملكا على فرنسا والاستعانة بحوالي 30 ألف عسكري لاغتيال عدد من كبار الشخصيات بالبلاد كان على رأسهم وزير المالية جاك نيكر (Jacques Necker) وعمدة باريس جان سيلفيان بايي (Jean Sylvain Bailly) وقائد الحرس الوطني الماركيز دي لافاييت (Marquis de Lafayette). ونقل الملك لويس السادس عشر وعائلته من قصر التويلري نحو مكان آمن. أيضا، اتجه توماس دي ماهي لتطويق العاصمة باريس وتجويع سكانها لدفعهم للاستسلام والتخلي عن الثورة مقابل منحهم الطعام.

خيانة مساعديه

وعلى الرغم من هذه الخطة المحكمة، فشل توماس دي ماهي في تحقيق مبتغاه حيث تعرض الأخير لخيانة من قبل بعض مساعديه الذين لم يترددوا في فضحه لدى أجهزة الأمن ليعتقل بذلك الماركيز دي فافراس برفقة زوجته ويرسل نحو أحد السجون المحلية. من جهة ثانية، تخلّى حاكم بروفنس عن توماس دي ماهي وتنكّر له فبارك الثورة وأدان الثورة المضادة.

وأثناء نقله من مكان لآخر بين سجون باريس، وفّر المسؤولون حراسة مشددة لتوماس دي ماهي بسبب خوفهم من إمكانية مهاجمته وسحله من قبل الأهالي. إلى ذلك، استمرت محاكمة الماركيز دي فافراس شهرين بسبب قلّة الأدلة الموجهة ضدّه.

في غضون ذلك، مارس قائد الحرس الوطني الماركيز دي لافاييت ضغطا على المحكمة وهدد بالاستقالة والرحيل في حال فشل عملية إدانة توماس دي ماهي. وأمام هذا الوضع، اتهم الأخير بشكل رسمي بتنظيم وتسليح قوات استعدادا لمهاجمة العاصمة فحصل على حكم بالإعدام.

3 أخطاء لغوية

ويوم 19 شباط/فبراير 1790، اقتيد الماركيز دي فافراس نحو إحدى ساحات باريس. وقبل تنفيذ الحكم في حقّه نطق الأخير بكلمات شهيرة خلّدت اسمه بالتاريخ. فمع تلاوة مذكرة الإعدام، قال توماس دي ماهي ببرودة دم وعدم مبالاة "أرى أنك قد ارتكبت ثلاثة أخطاء لغوية".

وبعد فترة وجيزة، أعدم هذا الرجل شنقا ودفن بمقبرة سانت جان. من جهة ثانية، صنّف الماركيز دي فافراس شهيدا لدى الملكيين حيث لم يتردد الملك لويس السادس عشر في توفير معاش لأرملته التي ما لبثت أن غادرت البلاد عقب إعدام زوجها.
لوحة تجسد لويس السادس عشر

لوحة تجسد الماركيز دي لافاييت

لوحة تجسد لويس الثامن عشر حاكم بروفنس

صورة لماكسيمليان روبسبيار

لوحة تجسد الماركيز دي فافراس المعروف أيضا بتوماس دي ماهي

التعليقات