توني بلير مُسوقاً لـ "صفقة القرن"
بقلم:رامز مصطفى
في مقالته الجديدة " المعضلة الفلسطينية " ، يتظاهر بأنه مع مطلب الفلسطينيين بدولة فلسطينية ، وفق رؤية صفقة ترامب – نتنياهو ، بعد أن أبدى موافقته وإعجابه بها ، وعاب على الفلسطينيين أنهم قد رفضوها ، وكأنه يقول : أنّ الفلسطينيين ينقصهم الرشد والدراية والنضج وعدم الواقعية للظروف والتطورات ، وهم بذلك يضيعون عليهم فرصة لن تتكرر ، من خلفية أنّ ما يُطرح في كل مرحلة ، يأتي أسوأ من سابقاته ، بمعنى أن عى الفلسطينيين أن يلحقوا أنفسهم قبل ضياع الفرصة االتي توفرها " صفقة القرن " ، وهو بذلك يُسوق لها .
" طوني بلير " ذهبّ ليتهم من يؤيد الفلسطينيين في الواقع الدولي ، أنهم قد ساهموا في إغراقهم بالحديث عن العدالة التاريخية لقضيتهم ، وإنغماسهم في قرارات وإيماءات وتعبيرات خطابية للتضامن التي لا قيمة لها في العالم الحقيقي . وكأنه يقول للفلسطينيين ، لا تستمعوا إلى هؤلاء ، وتأييدهم لم يعد عليكم بالفائدة ، لأن قضيتكم قد أكل عليها الدهر وشرب ، وليس من المفيد التمسك بذلك ، وهي أي قضيتكم ، كمن يقف على الأطلال يتذكر تاريخه وبطولاته المجيده ، ليس إلاّ .
وفوق ذلك فالسيد طوني بلير يبرر للكيان أفعاله وجرائمه تحت ذريعة أحقيته بالدفاع عن أمنه ، هو قد ذهب بعيداً للقول : كيف يعقل لدولة قائمة وقوية أي " الكيان " ، أن تأتمن لجانب دولة لا وجود لها ، بل يجري الحديث عنها إقامتها . لذلك لابد أن تشعر الدولة القائمة بالأمان عند إنشاء الدولة الثانية ، لسبب من جملة أسباب ، أن الفصل بين السكان ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض .
ولعلّ الشيء الوحيد الذي قد نتوافق معه هو ما تعانيه الساحة الفلسطينية من انقسام مستحكم بين حماس وفتح والتي تعاني بدورها من إنقسام عميق حسب قوله . واصفاً محادثات المصالحة على أنها أشبه بنصب تذكاري من انعدام الثقة المتبادلة . ولكن السيد بلير يتناسى أو يتذاكى ، أن حليفه الكيان الصهيوني ، يعمل ليل نهار وبكل ما أوتي من قوة ووسائل على تعميق هذا الانقسام وتوظيفه لتمرير وفرض وقائعه الميدانية على غير مستوى وصعيد .
التعليقات