تعرف على قصة الفتاة الغزّية "صاحبة المحتوى" المُثير للجدل.. ماذا قالت لـ"دنيا الوطن"؟

تعرف على قصة الفتاة الغزّية "صاحبة المحتوى" المُثير للجدل.. ماذا قالت لـ"دنيا الوطن"؟
مها ياسين
خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز
أطلق نادي الإعلام الاجتماعي، مسابقة أفضل صانع محتوى برعاية شركة (جوال)، وبدأ النادي بعرض المُشاركات عبر صفحاته الرسمية، لكنه اصطدم بانتقادات، أثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان فيديو للناشطة مها ياسين، هو الأكثر انتقاداً، حيث رأى بعض النشطاء أنه فارغ ولا يُقدم محتوى هادفاً.

تعمد الإثارة

كانت الإعلامية نيفين أبو هربيد، أحد المنتقدين، فكتبت عبر صفحتها: "بالنسبة لمسابقة اختيار المحتوى الإعلامي لبعض نشطاء (السوشيال ميديا) بصراحة كنت أتمنى أن تكون معايير الاختيار أكثر حرفية، وأن يكون المحتوى يحمل مضموناً بالفعل".

وأضافت: "أنا شاهدت بعض الفيديوهات المرشحة، ووجدت أنها لا تحمل أي محتوى يستحق المتابعة أو الاهتمام، كما لاحظت أن بعض المواد، التي تستخدم اللغة العربية معظمها أخطاء إعرابية كارثية، المبتدأ منصوب والفاعل مجرور والمضاف مرفوع، وتلوث سمعي لا يمكن تجاهله".

وتابعت: "طالما وجدت إمكانية لتشجيع النشطاء والمؤثرين، أتمنى أن يكون من ضمن أعضاء لجان التحكيم إعلاميون متخصصون يدركون ما هو المحتوى الإعلامي، ومدى قدرة الشخص على التعبير عن الفكرة التي تستحق تسليط الضوء، وإيصالها للجمهور".

من جهتها، اعتبرت الإعلامية هاجر حرب أن النادي تعمد إثارة هذا الجدل، وكتبت: "الحقيقة إن كان لابد من نقد، فليكن للجنة التحكيم التي تعلم يقيناً أن ماعرض لا يُعد محتوى، ولولا قرارهم بنشره كأحد المرشحين لما علم عنه أحد، ولكن؛ يبدو أن اللجنة تعمدت هذا لإحداث هذه الضجة، بهدف وصول المسابقة لأكبر عدد ممكن من الجمهور".

وأضافت: "غير أن مايجب أن نحزن فعلاً من أجله، هو استغلال الفتيات ليكُنّ مادة للإثارة التي وقعت، ماذا يعني أن تنشر فيديو لفتاة جميلة (تتغنج) وهي تتناول الطعام في مجتمع يبحث عن عُرس ليزغرد فيه؟ أما آخر الأشياء فليس من حقنا ولا بأي حال أن ننتقد السلوك الفردي لأي شخص وبطريقة تؤكد للمرة الألف أن منظومة القيم لدينا وصلت إلى أدنى مستوياتها".

وسخر الناشط محمد طارق من المحتوى المُرشح، وكتب: "طلع الموضوع بسيط جداً! أجيب كم واحد من صحابي على كافتريا ونعمل جمعية بـ 5 شواكل، ونجيب سندوشات، وأصور حالي فيديو، وأنا باكل وبضحك وبشرب كولا وصحابي خجلانين وبصير صاحب محتوى فخم".

واعترض الكاتب محمود جودة على انتقاد الفتاة، وكتب: "ظهرت بعض الفيديوهات التي أعتبرها شخصية وغير مهيئة لأن تكون في مسابقة، عوضًا على أنها تحتوي على محتوى شخصي جدًا قوامه الضحك والمزاح والتقليد، وهذا لا يعطينا الحق أبدًا في مهاجمة شخوص الناس وطريقة عرضهم".

وأضاف:" الصمت عن الفريق الذي أجاز المحتوى للمشاركة في مسابقتهم، وذلك لأن هذا المحتوى تم إجازته من لجنة تقييم ورفعه وإظهاره على المواقع الإلكترونية من خلال موافقة هذه اللجنة، وهنا، يجب نقد هذه اللجنة التي تفتقد وتفتقر لأدنى مقومات الفطنة والاختيار، بسبب أنها اعتمدت على فيديوهات لشباب وصبايا تبتغي من ورائها الانتشار ونجاح مشروعهم الممول سنوياً من خلال إحدى الشركات، وهنا يقع الشباب والصبايا الطيبون فريسة لهدف الانتشار الذي وضعته الشركة، وروّجت له اللجنة".

واختتم: "يجب علينا أن ننتقد أصل الشيء وليس فروعه، لأن علاج العرض يؤكد المرض، وعلاج السبب يزيله".

المشكلة ليست بالفتاة

يوافقه الرأي الناشط محمود الشرقاوي، والذي كتب: "فتحنا لنشاهد محتوى ينافس للحصول على أفضل محتوى، ماذا وجدنا؟ محتوى أقل ما يمكن وصفه أنه سطحي وغير مؤثر ولا يضيف شيئاً".

ووجه الشرقاوي رسالة إلى  نادي الإعلام الاجتماعي، قال فيها: "حين تقيمون مسابقة لاختيار أفضل محتوى، يوجد مليون طريقة لعمل ذلك، بعيداً عن قيام الناس بترشيح نفسها، وقبولها دون ضوابط، اتعبوا قليلاً وابحثوا عن محتوى جيد، لن يأتيكم بنفسه المحتوى، ويقول لكم أنا جيد".

واقترح الشرقاوي على النادي، أن يُتيح للنشطاء اقتراح أسماء نشطاء مؤثرين، يطرحون محتوى جيد على منصات التواصل، ثم يقومون عبر لجنة باختيار المحتوى الجيد، وترشيحه للمنافسة.

ووجه الناشط محمود نشوان، رسالة إلى مها ليؤكد أنه ليس ضدها، وقال: "إلى تلك الشابة صاحبة قناة اليوتيوب..أول محتوى جيد لكِ فيما هو قادم سوف أنشره على صفحتي، وأطالب الجميع بدعمك، فمشكلتي كانت مع ما تم تسميته "محتوى" من قِبل نادي الإعلام، بعد أن مر على اللجنة الخاصة بهم، وليست مشكلتي مع الشابة نفسها".

ودافع الناشط خليل سليم عن الفتاة، وكتب: "الفيديو للحياة الطبيعية لفتيات في عزومة يضحكن ويستمتعن، ولا أعتقد أن الفيديو فيه أمور غير مؤدبة، حتى الفيديو ولا شتيمة فيه عادية بين الصحاب، احنا بين بعض ومع أحبابنا بنمزح بشتايم، حتى مش موجودة في الفيديو، بل حتى من الفيديو واضح جداً أن الفتيات محافظات، اللبس محافظ، وحتى ما رضيوا يظهروا وجوههم لأنهم بيخجلوا (براءة)، وهادي طبيعة مجتمعنا الفلسطيني أصلاً".

وأضاف: "ما بأعرف إلي بيهاجم مش عايش معانا ولا كيف؟ بنات لابسات كويس، وبيحكوا كلام عادي يومي، وين المشكلة فيه، ليش مضايقك! انتا أساساً مع صحابك بتحكي كلام بيخجل منه أبو جهل".

وتابع: "لا أعلم طبيعة الجائزة، قد لا يستحق جائزة لأنه فيديو عادي، لكنه قطعاً لا يستحق كل هذا الشتم والتنكيل والكلام البذيء والخادش والهجوم من الناس، هنالك فيديوهات يومية هكذا جميلة، لا تثير في النفس إلا غرائز السعادة، حياة يومية للفتاة الفلسطينية بين زميلاتها، خرجت للعلن لا شيء فيها مخالف، أعان الله الفتيات في مجتمعاتنا على بعض النفوس".

نادي الإعلام يُوضح

من جانبه، كشف رئيس نادي الاعلام الاجتماعي علي بخيت لـ"دنيا الوطن"، أن الناشطة مها ياسين، طلبت حذف الفيديو الخاص بها من الصفحة، بسبب بما وصفه "التنمر" عليها.

وقال بخيب: "تابعنا ردود فعل الناس على المُسابقة التي أطلقناها للمرة الثانية في قطاع غزة، ولم نستغرب، ففي العام الماضي أيضاً تعرضنا لهجوم، وإن كان على نطاق أصغر".

وأكد بخيت، أن النادي يهدف إلى تعزيز دور النشطاء في نشر المحتوى الهادف على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: "في كل عام نفتح المجال للجميع، وننشر على صفحات النشطاء والأصدقاء، ونُخبرهم أن هناك مسابقة، فإن كان لديك محتوىً هادف ولديك جمهور يحب مُتابعتك، فسيكون من الجميل أن تُشارك معنا بهذه المسابقة".

وتابع: "شروط المسابقة بسيطة جداً، أن يكون لديك محتوى يُحبه الناس، وهذا بحر، فكل محتوى هناك من يُحبه، وهناك من لا يستلطفه، وهذا أمر طبيعي وصحي".

وأكد بخيب أن نادي الإعلام الاجتماعي، لا يُشارك أبداً في المسابقة، وقال:"نحن فقط ننظم لهذه المسابقة، والهجوم الذي حصل على فيديو واحد فقط لفتاة تُدعى مها ياسين، والتي تعرضت للتنمر، وليس لهجوم وانتقاد، لأن الانتقاد يكون للفيديو، لإخراجه، لشكله، لكن الناس انتقدوا شخص الفتاة.

وهذا النوع من أنواع الفلوغ- التدوين المرئي- وهو نوع من أنواع التدوين الشخصي، لكن ربما الناس لم يفهموه جيداً".

ووجه بخيت سؤالاً للمنتقدين: "هناك العديد من المشاركين في المسابقة بمحتويات قوية، فلماذا لم يتوجه الناس لدعمهم بدل أن يتنمروا على الفتاة؟".

وأضاف: "الهجوم على المرشحين، مزعج، كذلك الهجوم على لجنة الحُكام التي أحضرناها، ولهم خبرة كبيرة في مجال الإعلام الاجتماعي، كان مزعجاً.

كان الباب مفتوحاً للجميع، وتفاجأنا بهجوم ناس تدعي أن لديها محتوى، لماذا لم يُشاركوا إذا؟".

وتابع بخيت: "كما أن هناك اتهامات بأننا حسمنا أمر الفائزين، وهذا غير صحيح، أولاً: لسنا نحن من نحسم الأمر، بل النشطاء أنفسهم، وباب التصويت لا يزال مفتوحاً، ثانياً: نحن نحترم أي محتوى يراه صاحبه هادفاً، حتى إذا لم يكن هادفاً في نظرنا سنحترمه، ولن نهاجمه أو نتنمر عليه".

وختم بخيت: "لا نلتفت للهجوم، ونرد عليه بعملنا، فالمسابقة مستمرة، وستُقام مسابقة في الضفة الغربية برعاية بالتل، وستُعقد بشكل سنوي، وأنشطتنا مُستمرة".

مها تخرج عن صمتها
 
وخرجت اليوتيوبر مها ياسين (20 عاماً)، عن صمتها، وعبرت عن حزنها بسبب الهجوم، لكنها أكدت خلال حديثها لـ"دنيا الوطن" أنها تحترم آراء الجميع وتتقبلها.

وقالت مها والتي تدرس ترجمة انجليزي: "الفيديو فلوغ يومي عادي، لا يوجد به شيء مميز، كأنه فيديو يومي عبر (سناب شات)، وشعرت للحظات أن المنتقدين معهم حق، فحين يُكتب عن هذا الفيديو أفضل صانع محتوى عبر اليوتيوب، ماذا سيقول الناس؟".

وأضافت: "تعودت أن تكون هناك تعليقات إيجابية وسلبية، لكن هذه المرة، وصلت إلى درجة التجريح، ولكن لا بأس، سأتقبل جميع الآراء، وبالعكس، جعلوني أُصمم على تطوير المحتوى".

ويُوجد على قناة مها عبر (اليوتيوب) أكثر من 45 ألف مُتابع، وتُحقق فيديوهاتها التي تتنوع ما بين نصائح وتحديات أكثر من 30 ألف مُشاهدة في أسبوع.


 


ردود فعل النشطاء:

























التعليقات