فضائل الايمان

فضائل الايمان
فضائل الايمان

 د. يسر الغريسي حجازي

"الإيمان ضروري للعيش في هدوء. ياتي الإيمان فقط عندما نقول الحقيقة ونفكر بمنطق. الإيمان هو العدل والضمير الجيد، والقلب الدافئ. الإيمان يأتي من خلال حسن السلوك والرحمة تجاه الآخرين. "  

لا زلنا نعاني من خلل في الأصالة التنظيمية  والتفكير السليم، وذلك  بحثا عن الهوية الفردية والجماعية. إن المخاوف التي لا تزال تقف في طريق سعادتنا الفردية والجماعية، لها خاصية الانتماء إلى مبدأ القصورالمتعمدة، ورفضنا الداخلي للانضمام إلى قاعدة المسؤولية والواجب. لماذا نستمر في الاستماع إلى الخطابات الساخرة بأصوات ذو نغمات مضللة، عندما يمكننا اتخاذ خطوة كبيرة نحو الصراحة والنزاهة والمنطق الواضح. تحدد مفاهيمنا علي ان ذهن الانسان لديه مُشكَّلاً قابلا لخوض صراعات بسبب انه لديه ميول للتفكير بالأنانية، وان يصبح عبدًا لرغباته، والتزامات لا قيمة لها الا انه يمكن له ان يقدَّمها علي انها مذهب منطقي ومفيد للجميع. علي سبيل المثال، موروثنا الاجتماعي ذو الطابع السلطوي يعكس الحالة الحالية، ومنهج حكوماتنا ومؤسساتها العامة المتدهورة ولا تساهم  في ارساء  الاخلاق الحميدة وغير قابلة لصنع ديناميكيات للنهوض بالوعي. إنه تحليل علمي للسلوك الخاطئة. لا يمكننا حقًا البحث عن الرخاء العام من خلال مفاهيم بيولوجية غير مسؤولة اوصادقة. لا يمكننا رعاية الشعور بالكفاءة الفردية والجماعية، من خلال آلية اجتماعية قائمة على الصراع والكذب. يشيرالمنطق الي الإيمان وإلى حالة الادراك الفردي والمعرفي، بمعني انه بدون منطق لا يمكن الوصول الي التقدم والعلم. ومعني ذلك الاغراق في الجهل والتخلف. بل يمكن للضمير فقط أن يعيدنا إلى قدراتنا العقلية وأحكامنا القيمة، لأننا نحن الذين نتصرف و نرتكب الأخطاء وما زلنا نحن الذين نرتكب الفاحشة وذلك غير جيد لنا وللآخرين لان الضمير لن يدعنا نعيش في هدوء. في جدلية الفيلسوف السويسري وعالم الرياضيات فرديناند جونسيث، تشير الأحكام إلى الجدال بالإضافة إلى الخبرة والمعرفة المكتسبة من قبل البشر. تم تصميم التجربة من خلال معايير تقييدية، وهي الفضاء و "مفهوم أفق الواقع أو الأفق الجدلي" (داميان روسلر ، 2015). الجدلية هنا هي أساس التخطيط البديهي الذي لدى كل واحد منا. ومع ذلك، الحدس هو دائما بين أفكارنا بطريقة انه يربطنا مع الواقع.

في حين أن المنطق الجدلي بالنسبة لأفلاطون، يدل على فن النقاش وجمع الحجج  وتفسير تحليل الواقع من خلال الاستفسار. كما ان مصطلح الجدالية ظهر في اليونان القديمة ويعبر عن النقاش المنطقي.

 اما بالنسبة إلى العالم والفيلسوف الالماني فريدريش هيجل، تعبر الجدالية عن البنية المتناقضة للواقع. ويعرف تطور الفكر على تشابك التناقضات (الادعاء والنقيض) ، ثم يكشف عن مبدأ الاتحاد (التوليف) الذي يتجاوزهما. ان المنطق المجادل تم استخدامه من قبل الصوفيين في العصور القديمة وتم تعريفه وتطويره بواسطة الفيلسوف الالماني آرثر شوبنهاور. هو فن الجدل الذي يعتمد على التمييز بين الحقيقة الموضوعية للاقتراح، وظهور الحقيقة التي يمكن لهذا الافتراض أن يحسم الجدال بين المتنازعين والمستمعين. والغرض من هذا الفن، هو توفير وسائل للتحقيق  الأخير، من أجل إقناع المستمعين.

بالنسبة لفرويد، لدينا ميل كبشر إلى الرغبة في تجربة الصراع والجدل. نحن نكذب من الخوف، أو من الكراهية أو من احتمالية الرفض حتى نصل إلى المثبط الذي يغرقنا في الإنكار التام. لذلك سيجد دماغنا تناقضات جدلية تؤدي إلى القمع والخداع وحجب حالة الوعي، وكل هذه التدخلات تؤكد الاضطرابات التي يمكن أن تسببها هذه الجداليات في الدماغ ، وعلي حد سوى محاولات التقاعس التي تنقل الرسائل المخفوقة. وتنقل هذه الاضطراب الي النظام المتداخل ويتشابك مع الضمير والعقل الباطني. نحن ندخل الآن عالم الصراع والعمليات السلبية. هذه هي التناقضات الجدلية التي نلاحظها والتي يمكن أن ينتج عنها الاضطرات العقلية. على سبيل المثال ، حقيقة عدم الاعتراف بارتكاب خطأ أو إلحاق الأذى بشخص ما يمكن أن يقمع الذهن، لأن الشخص الواعي هو الذي يحارب العقل الباطني  بسبب ان الحقائق تستند على تناقضات الجدلية. ومع ذلك، فمن السهل جدًا رؤية الحقائق والأشياء في واقعها. الفضيلة هي بالتالي ممارسة معنوية ترمزالي الحكمة، في سبيل العيش في التفاهم والولاء والشجاعة لنقرب من الإنسان.  إن الحجج التي تم تحليلها واعتمادها في الحياة الاجتماعية على وجه التحديد، هي التي أوجدت العقائد الأخلاقية ويمكن ان تكون عواقبها كارثية علي حياة الانسان اذا كانت غير موضوعية. ويمكن أن نكون ضحايا مباديء وعقائد ضارة. من السهل رؤية ذلك من خلال رجال الدين الذين يمكنهم التاثير علي الناس، وتشجيعهم بالقيام بافعال طيبة بينهم أو على العكس

 ذلك، يعني تحريضهم ومنح التعاليم الخاطيئة والمتناقضة مع المنطق. على سبيل المثال ، ما يدور في بعض دول العالم العربي من تحريض على الصراع أو العنف ضد المرأة من اجل منح الرجال التفوق والهيمنة. كما انه يدعوا إلى الصراع ثم إلى الشر. ومن الأفضل ان يكون البشر لديه الشجاعة للتعبير عن الحقيقة وأن تمارس القادة والحكومات العدالة الاجتماعية والاقتصادية وارساء الوئام الفكري لتعزيز المثالية الأخلاقية والتقدم العلمي.

التعليقات