مجدلاني: صفقة القرن ترتكز على رؤية اليمين المتطرف الحاكم بدولة الاحتلال

مجدلاني: صفقة القرن ترتكز على رؤية اليمين المتطرف الحاكم بدولة الاحتلال
أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي
رام الله - دنيا الوطن
أكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعدم استجابة إسرائيل لمتطلبات السلام العادل القائم على تطبيق الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الامن الدولي، بالإضافة للسياسات الأمريكية الخاطئة في المنطقة على مدار العقود الماضية، هو اساس دخول منطقة الشرق الأوسط في مرحلة حرجة من عدم الاستقرار.

وقال مجدلاني خلال كلمته اليوم في منتدى "فالداي" الدولي للحوار بالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية الروسي، بالدورة التاسعة لمؤتمره "الشرق أوسطي"، تحت عنوان "الشرق الأوسط في زمن التغيرات: نحو هندسة استقرار جديد"، والتي وصلت "دنيا الوطن": "إن الرؤيا الفلسطينية لشرق أوسط مستقر تنطلق من ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يرتكز على قرارات الشرعية الدولية، وليس على أساس المقاربة الأمريكية الجديدة التي طرحتها إدارة ترامب فيما يعرف (بصفقة القرن التي ترتكز على رؤية اليمين المتطرف الحاكم في دولة الاحتلال، والتي تهدف لتثبت الوضع القائم)، إن عدم حل القضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين عبر قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في الشرق والاوسط، ومدخلاً لزيادة الصراعات السياسية والمذهبية في المنطقة".

وأضاف: "ترتكز الرؤيا الفلسطينية على اعادة الاستقرار للمنطقة ودعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام والتي من شأنها خلق آليات للتواصل والتعاون الإقليمي، وبلورة إطار نظام متعدد الأطراف لمعالجة قضايا الأمن الإقليمي كبديل حقيقي لسياسة المحاور والتكتلات التي أدخلت المنطقة في اتون حروب لا تنتهي على حساب استقرار الاقليم، بل وسائر دول العالم حيث تسببت النزاعات والحروب في المنطقة بموجات من النزوح والهجرة وانتشار للجماعات الارهابية التي شكلت تهديد لاستقرار الاقليم ولامن واستقرار باقي دول العالم".

وتحدث مجدلاني عن السيناريوهات المحتملة في ضوء التحديات الراهنة، عبر سيناريو الفوضى وعدم الاستقرار حيث تتفاقم الأزمات في الشرق الأوسط، وسيناريو المراوحة وصعوبة انتقال الأوضاع لمرحلة الفوضى الشاملة (حرب الكل ضد الكل) واستمرار حالة الاضطراب الإقليمي في منطقة الشرق نتيجة تضارب المصالح والتحالفات بين القوى الدولية والإقليمية والسياسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل بشكل كامل؛ وسيناريو الاستقرار ويدفع نحو هذا السيناريو رغم ضعف احتمالاته الى ان أزمات الاقليم اصبحت عابرة للحدود كما يرتبط العالم بالمنطقة والحاجة للحفاظ على امدادات الطاقة منها، وبالتالي فان الابقاء على الصراعات عند مستوى معين امر لا يمكن التحكم به لأجل طويل.

وأشار إلى أن استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة خلال العقد القادم على أقل تقدير بسبب السياسات الأمريكية الخاطئة سواء المتعلقة بالقضية الفلسطينية بعد طرح إدارة ترامب ما يعرف بصفقة القرن، أو المتعلقة بكيفية إدارة الملفات الكبرى، وتعزيز حالة عدم الاستقرار بما يضمن استنزاف موارد المنطقة، وغياب قنوات التواصل الإقليمي، وآليات فض النزاعات، وقلة المعايير اللازمة للتعامل مع مجريات الحروب.

والجدير ذكره أن المؤتمر يبحث خلال يومي عمله في 17 و18 شباط/فبراير في موسكو، وبمشاركة أكثر من 50 مسؤولا وخبيرا من 20 دولة، أهم التحديات والسيناريوهات التي تحملها عشرينيات هذا القرن في جعبتها لمنطقة الشرق الأوسط.

والمحاور التي يناقشها المؤتمر هي: مستقبل الشرق الأوسط في السياق العالمي، وإشكالية تفاقم الصراعات في المنطقة، والعلاقات بين الدول العربية وجيرانها غير العرب، والوضع في الخليج والمغرب العربي، والعلاقات بين روسيا ودول المنطقة، والموجة الاحتجاجية الجديدة في الشرق الأوسط بأسبابها وتداعياتها.

التعليقات