زهرات طوباس ينسجن 51 رسالة افتراضية لنظيراتهن الأمريكيات

زهرات طوباس ينسجن 51 رسالة افتراضية لنظيراتهن الأمريكيات
رام الله - دنيا الوطن
اختارت 51 زهرة من "بنات وادي الفارعة الثانوية" بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، التعبير عن سخطهن مما تسمى "صفقة القرن" بنسج رسائل افتراضية بعدد الولايات التي تتشكل منها أمريكيا.

وجلست الزهرات على ربوة تقابل مخيم الفارعة، إحدى الشواهد على النكبة، فيما بدأت الأرض ترتدي حلة خضراء، وراحت أقلامهن تخط بطاقات لأمريكيات في جيلهن، وتولت كل واحدة ولاية في عنوان رسالتها.

وشكلت الصغيرات، في ورشة كتابة إبداعية نظمتها زارة الإعلام وهيئة التوجيه السياسي والوطني بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم دلالات وطنية وسياسية.

وباحت الرسالة الموجهة إلى الطفلة كارين من ولاية نيومكسيكو: هل بوسعك عزيزتي الحياة دون روح، وهل بالإمكان أن نمنح لفرنسا أو للأرجنتين بيتك وبيت جدك؟

وخاطب رسالة أخرى إيميلى ابنة ولاية يوتا: لو جاء غريب إلى مدرستك، وقرر تقسيمها، وطرد طلبتها، وتحويلها إلى مزرعة لخيوله، هل ستتوقف دقات قلبك؟ أم ستقدمين للغريب الزهور؟

وورد في رسالة لماري، ابنة ولاية فرمونت: لو سرق أحدهم سريرك وكتبك، هل ستقولين له شكرًا؟ وأجابت صاحبتها المتخيلة: هذا ما يريد أن يفعله رئيس ولايتكم بالضبط.

ومما خطته زهرة أخرى لكريستين المقيمة في كنتاكي: من وردة فلسطينية يريد رجل أعمال تجفيف الماء الذي تشربه، نود معرفة حالك لو دمر رئيس آخر كل أحلامك.

وتكررت رسائل أخرى إلى جوليت من ولاية داكوتا، وفيكتوريا المقيمة في واشنطن، وماريا الساكنة في كارولاينا الشمالية، ومايا ابنة مونتانا، وأليس من ولاية أوريكون، وجين من فرومونتا، وسيلا من تنسي، وسوزي من تكساس، وكيت من أركنساس، ومينا من ألباما، وألميرا من ديسكنسن، وروز من جورجيا، ومارجريت من كارولاينا الجنوبية، ولوسي من رود أيلاند (صغرى الولايات)، وكلها تشابهت في جوهرها، وحملت أسئلة صعبة تفترض السطو على المنزل، والمدرسة، وحديقة العائلة، والمستقبل.

واشتملت بطاقات أخرى توقيعات لكلارا من رايو منك، وكيم من أوهايو، وجيسكا من ميننسوتا، ومارسيلا من فيرجينا، أسئلة عن شعور من يفقد أرضه لمجرد رغبة رئيس بلاده بإرضاء رئيس وزراء دولة أخرى.

وحملت رسالة موجهة إلى راشيل من بنسلفانيا، وأريكا من هاواي،  وناتلي من ديلاوير، وأماتندا من أوكلاهوما، و كارولين من ميزوري، وإزابيلا من كانتراس، و وأنجلينا من نيويورك دعوة لزيارة  القدس وبيت لحم ورام الله لمشاهدة جدار الفصل العنصري والمستوطنات، التي تسرق أحلام الموانين، وتسمم حياتهم اليومية بكل تفاصيلها.

واحتوت رسالة موجهة إلى باتريشا من نيوهاميشير تقول إن جدة والدها أبصرت النور عام 1900، أي قبل الاحتلال بـ 48 عامًا، وهي لوحدها كفيلة أن تخبر ترامب بأنه يحلم.

وتشابهت رسائل استهدفت صوفيا من كاليفورنيا، وإريكا من أليوي، وجينفر من لويزيانا، وسالينا من كلورادوا، ولاري من أنديان، وآنا من نيوجيرسي باحت بالغضب من أكبر سرقة في القرن.

أما رسائل كريستال من ألاسكا، وهيلاري من ايداهو، وكاميلا من أيوا، وإيمي من ميرلاند فحملت تواريخ يلاد الرئيس ترامب مقارنة بأجداد هجروا من حيفا وبيسان، وصاروا يسكنون في مخيم الفارعة.

والشيء ذاته تكرر بصيغ مختلفة إلى إليزابيث من نيفادا، وكاميلا من  ماساتشوستس، وكلارا من فلوريدا، وكونداليزا من أيرزونا، حين كتبت الزهرات عن معنى المخيم الذي يواجه مدرستهن، ويذكرهن بأن وزير خارجية بريطانيا عام 1917 يشبه رئيس بلادهن حين منح فلسطين لشعب آخر.

وأشار المفوض السياسي والوطني لمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، العقيد محمد العابد أن الرسائل عبرت عن باقتدار عن الهم الوطني، وسبقت الزهرات جيهلن بما يحملنه من قهر وعزيمة.

وبيّن منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية، عبد الباسط خلف أن بوح الزهرات يشكل نداء إنسانيًا، ورسالة سياسية خالصة تؤكد أن فلسطين ليست سلعة حتى تدرج في صفقة.
وأوضحت مديرة المدرسة  عائدة صلاحات أن رسائل الطالبات تعبير عن الهم الوطني، وتأكيد على أن الأجيال الشابة باقية في أرضها.
وقالت الزهرة مجد أكرم إن جد والدها حدثها مرارًا عن حيفا التي كان يزورها من قريته القريبة منها قبل عام 1948، ويمكن فقط لمكان ولادته وزمانها أن تردان على الرئيس الأمريكي، وهو ما فعلته في رسالة افتراضية، تأمل أن تصل.