أبو دقة: لا أريد شعارات المفتاح بيد الرئيس.."مسيرات العودة" فكرتنا ولا علاقة لنا بالتفاهمات

أبو دقة: لا أريد شعارات المفتاح بيد الرئيس.."مسيرات العودة" فكرتنا ولا علاقة لنا بالتفاهمات
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
أعدت "دنيا الوطن" حواراً مطولاً مع عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مريم أبو دقة، حول حقيقة فقدان الشعبية لدورها المعارض بتقاربها مع "حماس"، وتقييم مسيرات العودة وإمكانية إتمام المصالحة وحقيقة المفاوضات التي تجري بمصر.

وكان الحوار كالتالي: 

متى ستعقد الجبهة الشعبية مؤتمرها العام بمحافظات غزة.. والمؤتمر العام بالداخل والخارج؟

الاستعدادات جارية، ولكن لا أستطيع وضع موعد محدد، لكن الجبهة ملتزمة بنظامها الداخلي، والأمور ستكون جيدة.

يُقال إن هناك تشكيلاً لمجالس بلدية في شمال قطاع غزة بتقاسم بين فتح وحماس، ما موقف الجبهة الشعبية من ذلك؟

الجبهة موقفها تاريخي، الأن ما نؤكده من جديد وفي كل مناسبة، نحن ضد المحاصصة وضد التعيين، نحن مع الانتخابات في المجالي البلدية وفي النقابات وفي الأطر، لكن للأسف حال الانقسام فرض نفسه علينا.

بالرغم من أن الجميع يتحدث بهذا الشعار، لكن عندما تكون الحصة لنا يختلف الأمر، طبعاً أن اتحدث عن الفريقين فتح وحماس، باعتبارهما الحركتين الأكبر، نحن طبعاً ضد هذا المنهج، ونحن مع المشاركة لأنه دائماً تعزيز العقل الجماعي، هو الأفضل والانتخاب هو الشكل الديمقراطي، الذي ينادي به الجميع، لنطبقه على الأرض، ولنستطيع أن نحاسب من يأتي عن طريق الانتخابات، ومن يقصر في الانتخاب الذي يليه سيحاسبه الشعب.

البعض يتهم الشعبية بأنها فقدت دورها "المعارض" بتقاربها مع حركة حماس وانضمامها لغرفة العمليات المشتركة ولجنة مسيرات العودة.. فما ردكم؟

أُطمئن الجميع، الجبهة الشعبية اسمها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نلتقي مع فتح بشيء ونؤيده ونختلف في شيء ونعلنه، نتفق مع حركة حماس بشيء نؤيده ونختلف بشيء نعارضه، ولا نعارضه لمجرد موقف، لأننا نناضل على الأرض.

للأسف هناك فهم مغلوط في الساحة الفلسطينية، إما معي أو عدوي، وهذا لا يجوز فنحن في مرحلة تحرر وطني ديمقراطي، واجبنا أن نلتقي مع الجميع في النقاط والقاسم المشترك لمقاومة هذا المُحتل، وتحت سقفه الكثير من النقاط التي نلتقي عليها، الشهداء والأسرى والجرحى، التشرد، والعدو، الاستيطان، النضال المجتمعي والنضال بكل أشكاله.

بالتالي نحن في غرفة العمليات المشتركة، نحن فصيل مقاوم، ولسنا لوحدنا بل نحن وكل القوى التي لها أذرع عسكرية، ومن لا يملك يشارك بشكل آخر، فالمقاومة بكل أشكالها، ونحن مع المقاومة الثقافية والاجتماعية والرياضية والعملية والعسكرية وبكل الأشكال، ولو كنا موحدين نستطيع أن نطلق الشعار أو النضال المناسب للمرحلة ومناسب لنضالنا، حيث يكون القرار لنا، ولكن الانقسام أيضاً لغى هذا الأمر.

الجبهة الشعبية لا تأخذ موقفاً منحازاً لهذا الطرف أو ذاك، لسنا جزء من الانقسام بل نحن تاريخياً وحتى هذه اللحظة ضد أي انقسام داخل أي فصيل، فما بالك إذا كان في الساحة الفلسطينية، هذا الأمر ارجعنا 100 عام للوراء.

الجبهة تلعب دوراً بارزاً في محاولة تجميع القوى، خاصة بعد (صفقة القرن) التي جاءتنا لتمزق ساحتنا، ونحن نرى ما الهدف منها، أي بقاء الانقسام تحت أي مبرر، لا صفة له إلا مساعدة الاحتلال على التمكن منا، ونحن نعرف أن هدف الاحتلال مزيد من الانقسام الذي صنعه في غزة لفصلها عن الضفة الغربية، وحريص على بقائه إذا استمر الحال.

الصفقة جاءت لتكمل بشكل واضح وجلي أنه ليس هناك شيء اسمة مشروع وطني، ولا أرض فلسطين، وبالتالي كان وجودنا في مسيرات العودة.

فكرة مسيرات العودة فكرتنا، فكرة الجبهة الشعبية، وتبنتها كل القوى الوطنية، ولنا الفخر في ذلك، لأن أشكال النضال كثيرة بالمسيرات وبحق العودة، وهذا هدف مسيرات العودة الربط بين المرحلة والاستراتيجي، والاستراتيجي بمعنى حق العودة وإحيائه في ذهن كل الأجيال، وأن هذا الحق لم يمت وبنفس الوقت فك الحصار عن غزة وغيرها، وهذا الهدف التكتيكي.

البعض حاول أن يبخس هذا الموضوع، ويستفيد منه، فهذه ليست رؤية الجبهة، حاولنا ومازلنا في مراجعة دائمة بتقليل الخسائر، حتى لا نمكن العدو أن يوقع فينا الكثير من الخسائر خاصة البشرية، وبنفس الوقت تستمر الرسالة، وتجميع القوى، ولأول المرة كل القوى الوطنية تجتمع في مسيرات العودة، وتحت علم فلسطين، وهذا أمر جميل جداً.

لكل كيف يمكننا البناء عليه، هذا يحتاج إلى أساس، الأن لا يمكن لفتح أن تنجح ولا حماس ولا الشعبية ولا أي فصيل دون أن يوحدنا الهدف الرئيسي، وهي مقاومة المحتل بعد ما يجري الآن، الجميع تحت المقصلة، والمشروع الوطني الآن تحت الذبح، من يرفع شعارات نحن ضد صفقة القرن، أنا لا أريد شعارات، شبعنا بيانات، نريد على الأرض ما هي الخطوات.

الآن الجبهة الشعبية مُصره، كما كانت وستبقي، نريد لقاء قيادياً على مستوى الأمناء العامين فوري، وصاحب المفتاح الرئيس أبو مازن، بصفته رئيس الشعب الفلسطيني، ورئيس منظمة التحرير، المنظمة هي المرجعية لكل الشعب الفلسطيني ومرجعية السلطة، وأمام كل المخاطر هذا الاجتماع أصبح ضرورة، لأننا نمر بمرحلة جديدة، تستدعي استراتيجية جديدة، لا يضعها تنظيم لوحدة بل كل قوى الشعب الفلسطيني، ممثله بكل قواها الحية.

وبالتالي لم يعد هناك ذريعة لا لفتح ولا لحماس ولا لأحد بأن يبقى على طرف، الفكر الجماعي هو المنقذ والوحدة، دائماً كان الاحتلال يخطط ويبرمج برامج طويلة على طبقات مختلفة وليس آخرها صفقة القرن، التي نتمنى ألا تمر، وذلك عبر خطواتنا العملية، وحشد خطواتنا بوحدتنا.

الآن نطالب الرئيس أبو مازن باجتماع فوري في أي بلد، فليس بمقدور الجميع الذهاب إلى رام الله أو القدوم إلى غزة، وهذا استحقاق وطني، حتى نستطيع جميعاً أن نتصدى لصفقة القرن.

وبنفس الوقت لن نكون نحن كجبهة شعبية إلا الصوت الفلسطيني الجامع على أساس سليم، وليس اصطفاف مع هذا على الخطأ، نحن مع الوجهة التي انطلقت على أساسها الجبهة، فقوتنا في وحدتنا لكن باتجاه الهدف، وهو أن الاحتلال الصهيوني هو عدونا، والتباين فيما بيننا هو تباين طبيعي، يُحل بالحوار الديمقراطي.

بعد مرور عامين على مسيرات العودة.. ما تقييمكم لهذه التجربة وهل آتت أكلها؟

بالتأكيد.. مسيرات العودة حققت الكثير من الصفحات الرائعة، بمعنى أوصلت صوت الشعب الفلسطيني، وكشفت عن صوت الاحتلال، الذي يقمع الشباب والأطفال والنساء؛ لمجرد أنهم تظاهروا.

بمعنى ملفات جاهزة لمحكمة الجنايات بجرائم الاحتلال، وبنفس الوقت أعادت القضية الوطنية بمعنى حق العودة ومدننا والقرى ومناسباتنا، ومجازر الاحتلال إلى العقل الفلسطيني والعربي والعالم.

أكيد لا يوجد عمل دون ثغرات، لكن في كل اجتماع كان هناك تقييم، وتصحيح أي خلل، ولم يكن هناك صحيح دائم، ولا خطأ دائم، وكثير من الناس وهم في بيوتهم من السهل أن يقيموا، وهم جالسون، والذي يعمل يُخطئ، أما النائم  في بيته لا يُخطئ، والميت لا يُخطئ.

ولذلك جمدت لفترة، ولم تنتهِ والبعض يعتقد أننا لا نريدها، والبعض الآخر يقول: إننا نريدها، لا نحن نفكر بعقل وبطريقة علمية، أنا لماذا أريدها أن تستمر، واستمراريتها ماذا تعني، تنوع أشكال ويجب أن نبدع، لهذا تجمدت لفترة، لتعاد في 31 آذار/ مارس ذكرى يوم الأرض، بعد التقييم والتمحيص، ومحاولة تهذيب أي شيء فيه خلل، لمزيد من الخسائرللعدو، وتقليل خسائرنا، والتركيز على قضايا دولية، وكيف نطرح قضيتنا ومشاريعنا، والشكل المناسب لتوصيل رسالتنا دون أي تكلفة من طرف الشعب الفلسطيني، وتوصيل رسائل حضارية، كفاحية، اجتماعية، ونضالية، وتربوية.

كيف تردين على اتهامات البعض بأن مسيرات العودة ارتبطت بالفترة الأخيرة بدخول الأموال القطرية؟

للأسف، الناس أمام الوضع المزري الذي تعيشه من الناحية الاقتصادية والحاجة والفقر، وتزامن ذلك مع مسيرات العودة فقد أساءت لها بهذا المعنى، لكن مسيرات العودة ليس لها صلة من قريب ولا من بعيد بهذا الموضوع.

نحن أقل فصيل من كل الفصائل له علاقة بالمال القطري، وموقفنا واضح تماماً من موقف الآخرين، وإذا استغلوا هذا الموضوع، فهذا ليس موضوعنا، هدف مسيرات العودة واضح، وانطلقت من منطلق وطني، ولها سياستها، وستبقى بعيدة عن أي تجاذبات وتدخلات لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، سياستها واضحة.

هل تتوقعين أن يحدث أي اختراق بملف المصالحة مع قدوم وفد منظمة التحرير إلى غزة؟

نحن نأمل ذلك، ونضغط على هذه القضية لأن هدفنا الرئيسي الآن تجميع كل القوى السياسية، وهذا مطلبنا الرئيسي من الرئيس أبو مازن، أن وفد المنظمة، يأتي فوراً دون أي تأخير، وهذا حقنا وحق الشارع الفلسطيني، الذي ينتظر بصبر شديد، أن يأتي وننتهي من هذه الصفحة السوداء، والتي أصبحت تقلقنا وتزعج الشارع الفلسطيني، وأمنية الشارع الفلسطيني كله إنهاء الانقسام.

أي قيادة تأتي تراهن على شعبنا الفلسطيني، الذي لم يخزل قيادته في يوم من الأيام، وهي التي تحمي مشروعنا الوطني بالتفافنا حول القيادة، ونعمل دون أمنيات فقط من أجل أن تنجح هذه المهمة؛ لأن بداية مجيئها افتتاح هذه البوابة، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة، من أجل رأب الصدع، وللقضاء على الصفحة السوداء من خلال طرح الأفكار مع بعضنا البعض، والاجتهادات التي ممكن أن تحصل باتجاه إغلاق هذه الصفحة.

الأخبار التي تتحدث عن قدوم الرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة، هل تتوقعين أن يحدث ذلك فعلاً في الفترة المقبلة؟

نأمل ونعمل من أجل ذلك، لأن هذا وطن الجميع، والرئيس أبو مازن، رئيس منظمة التحرير وفلسطين، ونحن بأمس الحاجة الآن لنوحد هذا الصوت، أمام كل العالم أننا غير مقسمين؛ حتى لا تكون ذريعة للمحتل.

ونعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الممثل الشرعي، بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعنا عليها جميعنا، وأن المنظمة هي الأساس الذي يحاولون القضاء عليه منذ زمن، والآن أكثر من أي وقت مضى.

هل يتم وضعكم بصورة المفاوضات التي تجري في مصر؟

نحن، ليس لنا علاقة بتهدئة ولا تفاهمات، وموقفنا معلن ونحن جزء من هذه العملية، ونعتبر أنفسنا جزءاً من الوطن، غزة يعني، والاحتلال يلعب على التناقض بين فتح وحماس ومحاولة منه لجرهم، هو لا يريد لا فتح ولا حماس ولا يريد أي تنظيم، ويعتبر الفلسطينيين كالدجاج الميت.

وبالتالي نقول: إن أي اتفاق يجب أن يكون وحدة بالأساس، والاتفاقيات يجب ألا يستغلها المحتل باتجاه أن يناور بهذه القضية، وهو لن يعطي أحداً، وكثير من الاتفاقيات عقدت ففي عام 2014 عقد اتفاقاً نع منظمة التحرير، وحتى الآن الأمور للوراء.

ونحن ما مبرر وجودنا، نحن حركة تحرر، وهذا محتل، أعقد هدنة بناء على ماذا، يعني أروح، أنا كل القوانين كفلت لي النضال بكل الأشكال، ولكن أنا أحدد الشكل المناسب، ليس الاحتلال الذي يحدد، ولا أستطيع أن أعقد معه أي اتفاق بهذا الخصوص.

المال القطري والمستشفى الأمريكي أحدثت لغطاً في الشارع الفلسطيني أو في الشارع الغزي حتى أكون محددة في الفترة الأخيرة.. ما موقفكم في الجبهة الشعبية منهم؟

أعتقد، خرجنا وتحدثنا عن المستشفى الأمريكي، وأننا أول من تحدث عنه، وعن خطورة هذا الموضوع، في الوقت والمكان والمضمون.

أولاً: إن كان قلبهم علينا الأمريكان والإسرائيليين، لماذا في بيت حانون، في عنا مستشفيات، ولماذا قطعوا المساعدات الأمريكية عن المستشفيات في القدس، والمساعدات عن (أونروا)، يا سبحان الله، اليوم، اجتهم الحنية.

ثانياً: أنا واحدة من الناس لا أثق إلا في الدكتور الفلسطيني، مع أنهم دكاترة عظماء، وبعدين هذا بوابة الازدهار الاقتصادي، وأنا ما الذي يضمن لي أنه عندما أذهب إلى ايرز لا يعتقلونني، لأن نفسهم المتآمر، وإسرائيل هي أمريكا والعكس.

ثالثاً: إن موضوع إيرز محاولة لعزل وفصل غزة عن الضفة الغربية، بداية الغيث، ونحن رفضنا هذا الموضوع.

رابعاً: نحن ليس لنا علاقة بقطر، موقف الشعبية من معسكر الأعداء والأصدقاء واضح، ونحن لا نحضر اجتماعات، وليس لنا علاقة بمال.

عندما تحدثت مع حركة حماس حول موقف الجبهة وبعض الفصائل المعارضة قالت لي حماس لقد عرض الملف على الطاولة أمام كل الفصائل؟

نحن عندما طرحت الفكرة، الجبهة الشعبية، عبرت عن هذا الموقف، كانت فكرة ونحن رفضناها وقلنا هذا خطأ، وعندما طبقت على الأرض قلنا أيضاً هذا خطأ، وقالوا في حركة حماس إننا سنراجع الأمر.

لاننا نحن أيضاً يهمنا موقف حركة حماس، أن يكون صحيحاً، ونحن جزء من رؤية، وعندما نسمع من بعضنا البعض نصحح المواقف لبعضنا، لأنه في الأخير ليس الثورة ولا الموقف لفصيل دون الآخر، تفاعل القوى من أي ثغرات يمكن أن ينزلق.

لماذا يعتبر حضور الجبهة الشعبية بالضفة الغربية على مختلف المستويات أكثر من قطاع غزة؟

لا، بصراحة الضفة أكثر من غزة، وهذا ليس مقياس، في الضفة لنا دورنا وفي غزة والشتات كذلك، وبالتالي هناك يوجد ملاحقة واضحة من الاحتلال، ونحن هنا في غزة، أيضا تحت الاحتلال، ولكن الظرف مختلف بالبيئة الداخلية لنا.

ما علاقة الشعبية بإيران؟ هناك اختلاف بينكم كيسار اشتراكي وبين إيران كدولة دينية؟

نحن علاقتنا مع العالم بما يفيد الشعب الفلسطيني، في داخل فلسطين، يوجد مسيحيون وهنود حمر وما تريدين، نحن لا نختلف مع أحد دينه هكذا، نحن نتفق على هدف ضد الاحتلال، وما يساعد القضية الفلسطينية، سواء أكان مسلماً، أو مسيحياً، أو هندياً أو تركياً، أو كردياً، نحن نحيه.

ومن يقف ضدنا، نحن ضده؛ لأن هدفنا الاحتلال هذا ما يجمعنا مع أي طرف، إذا القضية الوطنية الأساس، للشعب الفلسطيني ومصيره، ونحن ليس في حضن أحد، ولا أداة لاحد، نحن ندعم كل من يدافع عن القضية الفلسطينية.

كيف تقيميين علاقتكم بحركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية؟

نحن علاقتنا تحكمها قانون ووحدة وصراع، وعلاقتنا مفتوحة مع كل القوى، ومع حركة فتح بيننا علاقة تاريخية وعلاقة دم، ومع كل الفصائل، ويوجد خلافات سياسية، هذا لا يعني أن نُطبع، ووقفنا في كثير من المحطات، هذا لا يعني أن ننقطع، وليسوا أعداءنا، ونبقى للتحاور ونلتقى.

واختلفنا مع أبو عمار كثيراً، ولكن لم نختلف عليه، القضية ليست قضية أن تختلف مع فتح في موقف نختلف، لمصلحة الوطن نتحاور، ونحن في مرحلة تحرر وطني، هذا الشيء يجب أن يكون هكذا مع كل القوى، وليس إن اختلفت معي أن نكون أعداء لا، نحن رفقاء درب، ونبقى في حوار مع بعضنا البعض بشكل ديمقراطي؛ لأجل الوطن.

هل أنتم مع خطوات الرئيس أبو مازن في مواجهة صفقة القرن؟

نحن مع كل طرق ضد (صفقة القرن)، ونحيي موقف الرئيس بهذه القضية، الاجتماع الأن مطلوب تجسيده، الكل يقول نحن ضد صفقة القرن، والمعركة الان مفتوحة معركة سياسية، دبلوماسية، شعب بكل إمكانيته، والفصائل بكل إمكانياتها.

هذا هو المفتاح بيد الرئيس أبو مازن، الآن يعلن بلقاء قيادي ثوري لكل القيادة الفلسطينية؛ لنضع استراتيجية جديدة، رأينا في اللقاء الماضي، وضع كل القوى في هذه الصورة، بناء على مسؤولية عالية لدى الفصائل.

والآن نقول أن الوقت من دم، وعلى الرئيس أبو مازن بصفته رئيس الشعب الفلسطيني، أن يدعو لهذا اللقاء اليوم قبل الغد؛ حتى نستطيع مواجهة الصفقة وخطرها داهم ومعركة وجود أو لا وجود.

ما رأيكم بالمواقف الدول العربية من صفقة القرن.. وآخرهم السودان؟

كل الشعوب العربية معنا، وكل أحرار العالم معنا، وأيضاً الأنظمة العربية، جزء منها للأسف رغم المؤتمر الذي حصل، ونعتبر أن التطبيع هو خنجر في ضهر الثورة الفلسطينية، وهذا عبرنا عنه من كل القوى.

وبالتالي حتى يلتزم الآخرون، علينا أولاً، أن نلم أنفسنا وجبهتنا الداخلية، وأن نأخذ قرارنا في تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وإلغاء أوسلو، الذي يفترض أن يكون خلفنا لان إسرائيل دعسته بالدبابات، والتنسيق الأمني، حتى لا نسمح لأي ذريع عربي أن يقول إننا على علاقة مع إسرائيل.

والسلطة قالت الانفكاك التدريجي، وإنا أقول إنه كلنا عندما نتفق على استراتيجية نطبع المقاومة، وبنفس الوقت نستطيع أن نلزم الدول العربية بهذا النضال، والشارع العربي نطالبه، وأن صفقة القرن ليس علينا فقط كفلسطينيين، بل استخدموها كبوابة للدخول إلى الثروات العربية، والسيطرة عليها، وأمريكا على رأس هذا الموضوع.

ونحن البوابة الأولى لو سقطت فلسطين، لا سمح الله ستسقط كل الأمة العربية في هذا المعنى، لذلك فإن شعار إسرائيل من الفرات إلى النيل ولسنا جزءاً منها، أن هذه إرض اسرائيل الكبرى، ويريدون التخلص من المصيبة الكبرى التي اسمها فلسطين وبعض الأنظمة العربية، التي ركزت على التطبيع، تعتقد أن أمريكا ستحميهم.

وأنا أقول: إن من يحمي أي نظام عربي هو شعبه، وليس أي نظام خارجي، وأمريكا عمرها ما كانت مع الشعوب وما جرى في الربيع العربي، هو محاولة من إسرائيل وأمريكا أن تجعل الأنظمة العربية فاشلة.

وبالتالي موقفنا واضح، يجب على الجماهير العربية، أن تخرج إلى الشارع، لتمنع هذا التطبيع لحماية القضية الفلسطينية، لأنها جزء من الأمة العربية، وخطرها مردود وسلبي على الأمة العربية.

 


التعليقات