عبد ربه: الحكومة لم تَقُم بدورها.. ولامبرر لبقاء السلطة.. ونستطيع ابتكار أساليب مقاومة جديدة

عبد ربه: الحكومة لم تَقُم بدورها.. ولامبرر لبقاء السلطة.. ونستطيع ابتكار 
أساليب مقاومة جديدة
ياسر عبد ربه مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
شن ياسر عبد ربه، مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأمين سر اللجنة التنفيذية السابق، هجوماً على الحكومة الفلسطينية، قائلاً: إحساس الفلسطينيين على نطاق واسع وتقدير العديد من مؤسسات المجتمع المدني، وهي مؤسسات تلقى الاحترام، بأن الحكومة الفلسطينية، لم تحقق الحد الأدنى مما يتوجب عليها في وضع مثل وضعنا أن تقوم به".

وأضاف عبد ربه خلال حديثه مع "دنيا الوطن": "هناك ثغرات هائلة في الحالة الوطنية بالمجتمع الفلسطيني، وهناك أيضاً انتكاسة وتراجع في دور هذه الحكومة تجاه قطاع غزة، وهناك أيضاً وعود مبالغ بها لم تلقَ التنفيذ لحد الآن".

وتوقع أن اتجاه الأمور في مسارها الصحيح، سيعطي الأمل بتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، تعمل باعتبارها أداة من أدوات النهوض والحراك الشعبي، وتصوغ أولوياتها على أساس خدمة المقاومة الوطنية الفلسطينية لصفقة القرن وللمسلسل الإجرامي، الذي وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

السلطة وعلاقتها الأمنية مع الاحتلال 

قال عبد ربه: إذا بدأ تطبيق (صفقة القرن) لا يعود لهذه السلطة أي مبرر للبقاء، ليس عند أعدائها وعند أعداء الشعب، بل عند قطاعات شعبية واسعة، وعند الفلسطينيين أينما كانوا، يُقال إن السلطة يجب أن تتحول إلى سلطة خدمات لكن من غير الممكن الفصل بين الخدمات، وبين المقاومة الشعبية والوطنية، فتقديم الخدمات، يمكن أن يكون عنصراً من عناصر الإسناد للمقاومة التي يمارسها الشعب الفلسطيني، ضد الجلاد الأمريكي والإسرائيلي.

وأضاف: "أظن أن المسالة ليست في حل أو بقاء السلطة، المسألة بعبارات صريحة، أن بعض وظائف السلطة، ينبغي أن تنتهي، ويتم إغلاق الأبواب أمامها، وفي المقدمة منها موضوع العلاقة الأمنية مع الاحتلال، وهذا الذي يمكن أن يُبرر بقاء السلطة بوظيفة جديدة، وبدور مختلف، وبالتفاف شعبي أوسع حولها، مما هو حاصل الآن".

دولة تحت الاحتلال

أوضح وأمين سر اللجنة التنفيذية السابق، أن الوقت الحالي غير مناسب للحديث عن دولة تحت الاحتلال، لأن الأمر رمزي وعديم التأثير، مؤكداً أن الحل يكمن بدعم وتعزيز الموقف الذي أجمعت عليه كل القوى الوطنية بالسلطة وخارج السلطة بقطاع غزة والضفة الغربية، وهو رفض (صفقة القرن) وتحديها.

واستدرك: "لكن هذا الإجماع ينبغي أن يتحول إلى وحدة عمل وبرنامج متفق عليه، عبر عقد مؤتمرات وطنية، تضم ممثلي النخب الفلسطينية، سواء أكانت نخباً سياسية أو ثقافية أو اقتصادية أو ممثلين عن الشباب والنساء، وهو أمر ممكن إذا تحقق نوع من المصالحة السريعة، بحيث تعقد مؤتمراً وطنياً بالضفة وآخر في غزة، وثالث في أحد البلدان العربية، وليكن لبنان، وذلك لحماية الحقوق الفلسطينية".

انتقال عباس لقطاع غزة

ورأى عبد ربه أن مواجهة (صفقة القرن) تحتاج لتكامل بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المختلفة، وبين الحراك الشعبي، مستطرداً: "حتى الآن هناك دور سياسي ودبلوماسي، تقوم به السلطة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، لكنه غير كافٍ، بالرغم من أهميته ومن تأثيره الذي يتفاوت بين منطقة وأخرى وبين تجمع دولي وآخر، وينبغي أن يستمر هذا الدور ويتسع أكثر فأكثر".

وأشار إلى أن الحراك الشعبي، يعني قيام القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، وكل التجمعات الفلسطينية في داخل الوطن وخارجه، بواجبها في تشكيل جبهة موحدة لمقاومة (صفقة القرن) وأي محاولة لتطبيقها على الأرض.

وأضاف: "هذا يستدعي القيام بخطوات عديدة بمقدمتها العمل على توحيد الصف الوطني الفلسطيني، والقضاء على كل مظاهر الانقسام بشكل فوري وحاسم، وإعادة الاعتبار للقوى الحية في المجتمع، وبكافة التجمعات الفلسطينية بالداخل والخارج من خلال مؤتمرات وطنية تعقد، ويلتزم بها الشعب الفلسطيني بكل فئاته وبكل اتجاهاته بألا يُساوم ولا يتراجع أمام الجهوم الأمريكي والصهيوني الشديد التطرف".

وشدد على أن استعادة الوحدة الفلسطينية، ستعطي المؤشر للشعب الفلسطيني حول جدية السلطة الوطنية والقوى الوطنية في التصدي لهذه المجزرة الشاملة، التي تهدد وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، مشيراً إلى أن الخطوة الأولى بانتقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقطاع غزة، وتكريس الوحدة بشكل قاطع وقوي.

وأكمل: أظن أن مئات الألوف من الغزيين، سيكونون معنا في هذا التوجه، وفي العمل؛ لإنهاء الانقسام، وكذلك في التأسيس لثورة شعبية فلسطينية شاملة وواسعة في داخل الوطن، وبين كل التجمعات الفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية، وفي خارج الوطن في المنافي وأماكن اللجوء.

معيقات التوافق الوطني شأن صغير

أكد مستشار الرئيس الراحل أبو عمار، أن العوائق أمام إتمام الوحدة شأن ثانوي وصغير، وذلك إذا ما قورنت بالتحديات التي تواجه القضية حالياً، بما فيها من تدمير لكل مقومات الوجود الوطني الفلسطيني على الأرض.

وأضاف: "حتى الرئيس أبو مازن عبّر في خطابه الأول بعد الإعلان عن (صفقة القرن)، بأن كل ما يمنع الوحدة هو الآن أمور فرعية، وعديمة القيمة في مقابل حماية المصير الوطني، وحقوق شعبنا في أرضه".

أساليب "المقاومة الشعبية" غير مُجدية وعقيمة

وحول أساليب المقاومة المتبعة في قطاع غزة كمسيرات العودة والبالونات الحارقة، قال عبد ربه: أنا أعتقد أن الجماهير الفلسطينية تستطيع أن تبتكر أساليب أكثر فعالية في مقاومة الاحتلال، والآن نحن أمام وثيقة تنكر حق أي لاجئ فلسطيني بالعودة لوطنه، حتى إنها تنكر عليه أن يعود للدولة الفلسطينية المزعومة، هذا كله يُبرر للشعب الفلسطيني، أن يجعل من أشكال نضاله المختلفة أمراً محتماً بل يلقى التأييد والدعم من القوى، التي تناصر قضية شعبنا، وتدافع عن القانون الدولي.

وأضاف: "لا أظن أن هناك وصفة واحدة مستمده من التجربة السابقة، تكفي الآن، ولكن خبرة الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة، أصبحت غنية إلى حد أن بمقدورهم، أن يميزوا بين الوسائل غير المجدية، بل والعقيمة، وبين وسائل أكثر تعبيراً، وتتيح المشاركة الواسعة للجماهير الفلسطينية في قطاع غزة، بل وفي عموم العالم بأسره".

الشعب السوادني لن يُطبّع

وقال تعقيباً على لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: أنا أثق أن الشعب السوداني، الذي أنجز ثورة تدخيل تاريخ المنطقة والعالم بكفاح لا مثيل له ومثابرة، دمر بموجبها كل العوائق التي تعيق طريقه نحو التقدم، هذا الشعب العظيم، لن يسمح بأن يتم الالتفاف على دوره من خلال رشاوى، حاول نتنياهو، أن يقدمها، وكأن إسرائيل تملك بيدها مفاتيح الموقف الأمريكي، وبالتالي تستطيع أن تخلص السودان من حالة الحصار، التي سببها نظام البشير السابق.

وأضاف: "هذه كلها خزعبلات، تنشرها إسرائيل من أجل استغلال المأزق السوداني، أو المأزق في مناطق وبلدان عربية أخرى، لهذا فالشعوب ستكون كفيلة برد وتصحيح المسار، وإغلاق هذه المنافذ التي يحاول الإسرائيليون التسلل عبرها".

التعليقات