أصبح وزنه من رقمين بعدما شاهد طفله يُصلي على كرسي..17 نصيحة من محمد العشي

أصبح وزنه من رقمين بعدما شاهد طفله يُصلي على كرسي..17 نصيحة من محمد العشي
محمد العشي
خاص دنيا الوطن
"تخيّل أن يطلبَ منك طفلُك أن تلاعبه وتمرح معه في الحديقةِ وأنت تعجزُ أن تفعل هذا. أن تصلي وأنت تجلسُ على الكرسيّ، فيعتقد طفلك أن هذا هو السلوكُ الصحيح، فتراهُ يُحضر كرسيّه الصغير، يجلسُ عليه ويصليْ. يا إلهي"، تلك هي نقطة التحول في حياة المواطن محمد العشي (35 عاماً)، والتي جعلته يخسر أكثر من نصف وزنه.

بدأت معاناة العشي، حين وصل وزنه إلى 150.5 كجم، ما أدى إلى إصابته بمجموعة من الأمراض والوعكات الصحية، ومن أبرزها غضروفين في الظهر، الأول في الفقرات القطنية والثاني في الفقرات العجزية، بالإضافة إلى خشونة حادة في الركبتين، الأمر الذي نتج عنه شعور دائم بالآلام وعدم القدرة على الصلاة بشكل طبيعي إلا باستخدام الكرسي.

آلام متراكمة كالدهون

يقول العشي في حديثه لـ"دنيا الوطن": "معاناتي تجاوزت المعقول، حين أصبحت عاجزاً عن ممارسة أي نشاط أو البقاء واقفاً لدقائق متواصلة، وحتى عند المشي كنت أواجه آلاماً رهيبة، وأيضاً صعوبة وضيق في التنفس أثناء اليقظة والنوم، وكذلك مشكلات صحية أخرى في ضغط الدم والسكر، وتكون الحصوات في الكلى، والتهاب في المرارة، وحصوات فيها، ما أدى إلى إجراء عملية استئصال لها، وهو ما كان يؤثر سلباً عليّ في تأدية مهام العمل اليومية أو في حياتي العامة".

تراكم الآلام الجسدية والنفسية التي مر بها العشي ومعاناته الدائمة مع الملابس، وعدم وجود المقاسات المناسبة، وارتفاع أسعار ملابس مقاسات كبيرة مقارنة بالمقاسات الصغيرة، وتعرضها للتلف سريعاً، وكذلك في الأحذية، جعلته يُفكر في الحل.

يروى العشي اللحظة الحازمة، التي قرر أخذ القرار بها: "كانت الصدمة في يوم من الأيام لدى رؤيتي طفي الصغير، يحضر كرسيه ليصلي بجانبي، معتقداً أن هذا هو السلوك الصحيح لتأدية الصلاة، ورؤيته دائماً بحالة هزيلة على غرار والده، وعدم مشاركته في أي نشاط بدني رياضي متأثراً بوالده، هنا أيقنت أنني على حافة الخطر، وأن الأمر لم يقتصر عليّ فقط، بل وصل إلى أمل حياتي المتمثل في أطفالي الصغار".

خبراء التغذية وهم!

وحذر العشي من بعض خبراء التغذية في غزة، وقال: "خلال سنوات طويلة، خضت تجارب متعددة في خسارة الوزن، وتعاملت مع الكثيرين، ممن يدعون أنهم خبراء للتغذية في المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة، وفي مجملهم لا يمتلكون الخبرة الكافية، ولا تكاد تجد فيهم أو بينهم قدوة رائعة أو صاحب تجربة حقيقية في خسارة الدهون، ويمتلك جسداً صحياً ورشيقاً، بل يتعاملون مع أصحاب الأوزان ومشكلاتهم الصحية والنفسية كسلعة ومشروع استثماري من خلال تقديم وعود أو طرق وأساليب غير صحية لخسارة الوزن، وتسويق منتجاتهم المزعومة مقابل مبالغ ليست بالهينة، وأنظمتهم تقوم على الحرمان، وتبتعد عن ممارسة الأنشطة الرياضية".

وأضاف: "دائماً ما تكون النتائج غير مرضية والوصول إلى ثبات الوزن وتشوهات كاملة في الجسد نتيجة انهيار الكتلة العضلية، وظهور ترهلات شديدة في أنحاء مختلفة من الجسم، فضلاً عن مضاعفات صحية تؤثر على الكبد والكلى والقلب والأجزاء الداخلية عموماً، وفي النهاية يصل الشخص إلى طريق مسدود يؤدي به إلى العودة إلى سلوكياته الخاطئة في التغذية، والتي تسهم في عودة وزنه السابق سريعاً، بل الحصول على زيادة أكثر في الوزن".

تلك الأسباب، أدت بالعشي إلى سلوك طريق آخر لخسارة الوزن، وهو التدخل الجراحي، يقول: "لجأت إلى إجراء عملية تكميم المعدة، وكلي ظن أن الأمل والنجاة، يكمن في هذا النوع من العمليات؛ للوصول إلى النتائج المرجوة في خسارة الوزن والحصول على جسد رشيق وصحي، وبعد إجراء العملية في غزة خسرت نحو 25 كيلو من إجمالي وزني، ثم مررت بفترة ثبات امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر، والتي بدورها أصابتني بحالة من الإحباط والألم".

الخبير الذي أنقذني

بعد هذه الأشهر الثلاثة، صادف العشي عبر (فيسبوك) تجربة وصفها بـ"الرائعة" لخبير تغذية مختص، والذي يتحدث عن الطرق والأساليب الصحيحة والصحية والسليمة لخسارة الدهون، ويستعرض مجموعة من قصص النجاح من الحالات التي تخلصت من الدهون، ووصلت إلى نتائج رائعة، يقول:"ألهمني الأمر، وشعرت بوجود شيء جديد وغير تقليدي، وأن ما يقوله في منهجيته، يختلف عن الآخرين ممن صادفتهم، كما أنه ينسجم مع مخزوني الثقافي والمعرفي، الذي تكون على مدار سنوات طويلة من الاطلاع والقراءة في هذا المجال".

قام العشي بزيارة هذا المختص وإطلاعه على واقعه، وتعرف على تجاربه وما مر به، فأعد له خطة غذائية متكاملة لا تقوم على الحرمان، ويتوفر فيها كافة احتياجات الجسم من مصادر الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل البروتين والدهون والكربوهيدرات، مع مجموعة من المكملات الغذائية الأساسية والضرورية، ووجود نظام رياضي متكامل يقوم على ممارسة تمارين المقاومة، والحديد لخسارة الوزن، وليس تمارين (الكارديو) التقليدية.

يستطرد العشي في قصته: "بدأت في اتباع النظام بحذافيره وتطبيقه بدقة متناهية، وحققت نتائج رائعة منذ الأسبوع الأول، وعلى مدار عشرة أشهر، نجحت في تحقيق ما لم أحققه في العملية، وخسرت كتلة كبيرة من الدهون أكثر من التي خسرتها بعد العملية، ليصل وزني من 150 كجم إلى 92 كجم، وذلك في مدة 16 شهراً فقط، وحققت حلم عمري وحياتي بأن أرى وزني من رقمين فقط، وبدأت في امتلاك جسد رياضي ممشوق أعمل يومياً على بنائه وتقويته بممارسة الأنشطة الرياضية".

قبل وبعد

يُقارن العشي حياته قبل وبعد خسارة الوزن: "قبل التغيير كانت حياتي جحيم لا يطاق، الآلام الجسدية دائمة لا تفارقني، والآلام النفسية كذلك، حتى أنني كثيراً ما تمنيت الموت، لأنهي مأساتي التي أعيشها، وكنت في عزلة دائمة عن الأنشطة الميدانية أو الرياضية، وصديق دائم للصيدليات والعقاقير الطبية، خاصة المسكنات ومثبطات الألم".

ويستطرد: "بعد التغيير، لا أجد كلمات حقيقية تصف حجم السعادة والفرح التي أحياها بفضل الله، الآن اختلفت الأمور بشكل كامل وتحولت، وانقلبت حياتي رأساً على عقب، ولكن في الاتجاه السليم، الحمد لله، اختفت آلامي وأوجاعي وأمراضي بشكل كامل، صحتي البدنية رائعة جداً، على الصعيد النفسي متفائل وطموح لأبعد الحدود، ولدي طاقة هائلة لمواجهة المزيد من التحديات والتغلب على الذات".

أصبح العشي مصدر إلهام للكثيرين من حوله، وبدأ بنقل تجربته عبر منصات التواصل الاجتماعي، والإعلام، ليُحفزهم على الانطلاق، والبدء بشكل سليم وخسارة الوزن بطُرق صحية وتجنب التسويف.

  نصائح ذهبية

ووجه العشي عدة نصائح لمن يُعانون من مشاكل في الوزن نوجزها بالنقاط التالية:

1. لا يوجد شيء اسمه خسارة وزن، هذه الكلمة شاملة وعامة وخاطئة، الأصل أن نقول خسارة الدهون، لأن خسارة الوزن تشتمل على خسارة السوائل في الجسم، وخسارة النسيج العضلي، وكذلك خسارة بعض الدهون، وفي حال خسارة الدهون، فإن الجسم سيصل إلى حالة جمالية رائعة.

2. مفهوم الوزن المثالي أيضاً أكذوبة كبيرة، الأصل أن نهتم بجمالية الجسد، قد يشترك اثنان في نفس الوزن، ولكن الأول عبارة عن كتلة عضلية ممشوقة، والآخر دهون كبيرة تتراكم على عقله وقلبه وجسده، وبجمالية الجسم تحقق الرضا الكامل عن النفس.

3. الأنظمة الغذائية التي تقوم على الحرمان أو الاقتصار على أصناف محددة فقط، هي أنظمة فاشلة بامتياز، تحقق نتائج قصيرة المدى لا تلبث، وتزول بعد ثبات الوزن، وعودة الشخص إلى الأكل منتقماً من نفسه وتجربته الفاشلة، وبالتالي عودة الوزن بشكل مضاعف.

4. الاعتقاد أن ممارسة الرياضة مع الأكل العشوائي، تؤدي إلى خسارة الوزن، هو اعتقاد خاطئ، المعادلة الحقيقية تنقسم إلى 50% للأكل، و30% للرياضة، و20% للنوم، حيث يحتاج الجسد إلى راحة كبيرة، بعد عناء يوم من الحركة والعمل.

5. الاعتقاد أن المشي كفيل بخسارة الوزن، خاصة لأصحاب الأوزان الكبيرة، هو اعتقاد خاطئ، ومن واقع تجربتي الشخصية فإنني أقولها صراحة، أن المشي لمسافات شبه طويلة كان السبب الرئيسي وراء إصابتي بخشونة الركبتين، وكذلك تفاقم الغضروف في ظهري، وذلك لضعف الكتلة العضلية لدي في الفخذين والمعدة والظهر، وبالتالي ضغط الوزن على الركبتين.

6. خسارة الدهون الحقيقية، تبدأ من اتباع نظام غذائي صحي متكامل ومتوازن، مع نظام رياضي صحيح، يقوم على ممارسة تمارين المقاومة والحديد، وليس (الكارديو).

7. العمليات ليست الحل الأمثل لخسارة الوزن، وفي حال إجرائها يجب مباشرة السير على خطة غذائية صحية وخطة رياضية لخسارة الدهون، وليس خسارة النسيج العضلي، الذي يمثل أفران حرق الدهون في الجسم، وبالتالي إصابة الجسد بترهلات وتشوهات.

8. يوجد في مجتمعنا الغزي الكثيرين ممن يدعون الخبرة والكفاءة في مجال التغذية، ويتعاملون مع آلام أصحاب السمنة المفرطة كمشاريع استثمارية، ومصادر دخل منتظمة، ويتاجرون بآلامهم وأوجاعهم، وينقلون إليهم تجارب فاشلة وقصيرة المدى في خسارة الوزن لها العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة.

9. لا تجعل من نفسك فأر تجارب أو مصدر تكسب لمشعوذي التغذية، بل ابحث عن الصواب والرشاد، واقرأ وثقف نفسك، وتسلح بالعلم والمعرفة، واعلم يقيناً أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا بد أن تتحقق منهجية مختص التغذية على نفسه قبل الآخرين، بحيث يكون أكثر قدرة على التأثير، وأكثر صدقاً في نقل التجربة، وأن يمتلك جسداً صحياً ورشيقاً وليس غير ذلك.

10. مصطلحات "ابتعد عن السكر والنشويات والخبز والعشا بتخسر وزن" هي مصطلحات مغلوطة وغير دقيقة، الجسم يحتاج إلى حصص منتظمة وأساسية من الكربوهيدرات والدهون والسكريات، وكذلك وجبة العشاء، هي من الوجبات الرئيسية، ولكن يجب أن ينفذ الأمر بالطرق الصحيحة، والأساليب السليمة التي تقوم على الكم والنوع، والخطر الحقيقي، يكمن في السمنة والبدانة، وممارسة سلوكيات خاطئة في التغذية.

11. ابتعد عن الحلول السريعة والشعارات الرنانة المدغدغة للمشاعر والعواطف في خسارة الوزن، وزن تكون على مدار سنوات لا يمكنك التخلص منه في يوم وليلة، وإن خسرت كميات كبيرة من الوزن وفي أوقات قياسية، فإنك ستعاني من التشوهات والترهلات طوال بقية أيام عمرك، وستتمنى لو أنك بقيت على وضعك القديم.

 12. امتلاك جسد صحي ورياضي، يكسبك احترامك لذاتك واحترام جميع من حولك، يجعلك تنظر للحياة بتفاؤل، وتكون أكثر حيوية وتفاعلاً وعطاء، على عكس الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، والذين يجبرون على سماع كلمات النقد اللاذع والتدخل في خصوصياتهم، والسخرية المبطنة في قالب النصيحة، أو نظرات الشفقة من غيرهم. 

13. الصحة والعافية من أعظم نعم الخالق علينا، والاستثمار في صحة الجسد أعظم استثمار ممكن أن يحققه الإنسان لنفسه، والكون مليء بنعم الله من المأكولات والمشروبات، لذا لنحافظ على أجسادنا وصحتنا من أجل أنفسنا بداية، ومن أجل من يحبوننا، وأن نتخير ما يدخل إلى جوفنا من غذاء وشراب، وأن نجعل التغذية الصحية وممارسة الأنشطة الرياضية منهاج حياة.

14. لا يوجد شيء اسمه المستحيل، المستحيل نحن نفرضه على أنفسنا من خلال زنزانة نحبس فيها عقولنا وإرادتنا، ونظن أن الآخرين عبارة عن أبطال خارقين قادرين على تحقيق المستحيل ونحن عاجزون عن تحقيق ما وصلوا إليه.

15.  أعظم تحدٍ للإنسان هو تحدي نفسه وذاته والتغلب على شهواته المختلفة، وفي مقدمتها شهوة الطعام، وفي حال نجح في تحدي نفسه، فإنه سيصبح قادراً على قهر المستحيل وخوض كافة التحديات، سيصبح أكثر قدرة على التأثير الإيجابي في الآخرين.

16. لا تقول سأبدأ غداً، بل انطلق من الآن، وشمر عن ساعد الجد والاجتهاد، وكلي أمل ويقين أنك فور رؤية النتائج الحقيقية ستصاب بالإدمان، وستواصل المسير، ولا تظن أن الأمر مستحيل، ولكنه في نفس الوقت ليس بالهين أو اليسير، ولو كان كذلك لحققه الجميع، ولكنه يحتاج إلى عزيمة وإرادة فولاذية لا تلين.

17. اجعل غايتك من خسارة الدهون، والحصول على جسد صحي رياضي متناسق، هو الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، بأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وبقوتك ستكون عوناً للآخرين، وعندما امتلاكك لجسد رياضي، تستطيع التأثير فيمن حولك من أسرتك وأصدقائك.

مجموعة صور لمحمد العشي قبل وبعد خسارة الوزن:
























التعليقات