بعدما أثارت جنازة لينا بن مهنّي الجدل.. ما حُكم الشرع في حمل النساء للنعش؟

بعدما أثارت جنازة لينا بن مهنّي الجدل.. ما حُكم الشرع في حمل النساء للنعش؟
نساء يحملن جثمان في تشييع جنازة (ارشيفية)
خاص دنيا الوطن
أثارت جنازة المدونة والناشطة الحقوقية التونسية، لينا بن مهنّي، جدلاً واسعاً، ظهر جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب مشاركة عدد من النساء في حمل نعشها من منزلها، وحتى مقبرة الجلّاز.

تلك المُشاركة غير المُنتشرة في الأوساط العربية، حولت الأنظار من قضية وفاتها، إلى جواز حمل النساء للنعش، وبدأت السجالات بين الإسلاميين والعلمانيين، فكتب راشد الخياري، وهو نائب بالبرلمان التونسي، عبر صفحته على (فيسبوك): "لم يفعلها اليهود ولا المسيحيون ولا حتى قريش فعلوها، هؤلاء الشرذمة المرضى، يمنعن الرجال من حمل النعش، وهن يرددن "مساواة مساواة" الله يقطع ريحتكم حتى الموت، يتاجروا بيه ويخدموا بيه".

 ووصف الشيخ  التونسي لطفي الشندرلي ما حدث في الجنازة بـ"البدعة"، وكتب عبر صفحته الرسمية على (فيسبوك): "رحم الله لينا مهني رحمة واسعة، وأسكنها فراديس جنانه، ولكن أن تتحول جنازتها إلى فوضى، وتصفيق، ورفع شعارات، وأحقاد أيديولوجية، ومطالب ترفع في جنازة، الأصل فيها هو العبرة والهدوء، وطلب الرحمة، وفرصة لنسيان الأحقاد والخصومات السياسية، فهذا أمر غير مقبول".

  


وأضاف: "ما جرى اليوم هو أمر محدث، وكل محدثة بدعة، ما وقع اليوم من رفع النساء النعش على أكتافهن والغناء عند القبر، هو فعل ليس من عاداتنا وتقاليدنا، وليس من ديننا وسنة نبينا".

ودافع الناشط المصري وائل عباس، عما حدث في جنازة لينا، وعلق عبر صفحته الرسمية، مُستدلاً بعدة صور، وكتب: " لم تكن جنازة لينا بن مهني، أول جنازة يحمل فيها النساء النعش لكنها
 حقارة الإسلامجية، لأن لينا أحد رموز اليسار والعلمانية والتقدمية في تونس، لابد ننزل بالفتاوى الدينية، وندين الجنازة!".

  


وأضاف عباس: "حتى الإعلام العربي والغربي، انساق وراء الهجوم الزبالة للإسلامجية، واعتبروها هم أيضا أول مرة".

وأكد عباس أن حمل النساء للنعش حصل أكثر من مرة في فلسطين، حين حملت النساء نعوش أزواجهن، وفي أفغانستان، في جنازة فرخندة، وفي سوريا، جنازة هفرين خلف، وفي إيران، وفي لبنان، وفي تركيا.

من المدافعين أيضاً، الباحثة التونسية، رجاء بن سلامة، والتي وصفت الجنازة بـ"ثورة نسائيّة داخل الثّورة"، وعلقت عبر صفحتها على (فيسبوك): "جنازة لينا بن مهنّي ثورة نسائيّة داخل الثّورة، ورسالة إلى السيّاسيّن والإعلاميّين، الذين يواصلون تغييب النّساء برافو حرائر تونس".


 وللوقوف على الحكم الشرعي لمُشاركة النساء في الجنائز وحمل الجثمان، تواصلت "دنيا الوطن" مع ماهر السوسي، أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية، والذي أكد أنه جائز.

وقال السوسي: "هو جائز، ولكن لم تجر العادة، أن تخرج النساء في الجنازة، وتحملن النعش، وفي الشرع لم يرد منع الأمر، ولكن المُتعارف عليه، أن يحمل الرجال النعش".

وأكد السوسي، أن طبيعة الجنازة لا تسمح للمرأة بأن تشارك فيها، وأضاف: "أثناء حمل النعش والسير في الجنازة، يكون هناك تزاحم، وتدافع بين الرجال، وبالتالي صعب على المرأة أن تتواجد بينهم، وتحتك بالرجال، ويُمكنها أن تُشارك بعيداً عن حمل النعش والازدحام".

يُذكر، أن الناشطة لينا توفيت بعد صراع مع المرض (القصور الكلوي) عن عمر يُناهز الـ 36 عاماً، وشارك في موكب نقل الجثمان سيراً على الأقدام عدد من الناشطات الحقوقيات اللواتي أصررن على إخراج جثمانها وحمله على أكتافهن مرددات النشيد الوطني، وشعارات كانت ترددها الراحلة للمطالبة بالمساواة والدفاع عن حقوق المرأة والوفاء لدماء الشهداء و"مانيش مسامح".
 
صور من مُختلف أنحاء العالم لنساء يحملن الجثمان أثناء تشييع الجنازات:












التعليقات