النمورة يكشف لـ"دنيا الوطن": مكاتب سياحية تنصب بـ"فيزا مضروبة" على شباب غزة..وهذا مصيرهم

النمورة يكشف لـ"دنيا الوطن": مكاتب سياحية تنصب بـ"فيزا مضروبة" على شباب غزة..وهذا مصيرهم
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
حذّر سفير دولة فلسطين لدى البوسنة والهرسك، رزق النمورة، المواطنين من شركات سياحية في قطاع غزة، تقوم بتزوير تأشيرات للبوسنة والهرسك، مقابل مبالغ ضخمة، مشيراً إلى أنهم لا يتعاملون مع أي مكاتب في القطاع، بل مع أفراد بذاتهم، وعبر سفارتهم بالأردن ومصر، وفق سلسة من الإجراءات. 

وأضاف السفير النمورة لـ "دنيا الوطن": "في الواقع تواصل معي عدد من شباب قطاع غزة، وقالوا لي إنهم حصلوا على تأشيرات مقابل 2000 دولار و3000 دولار.. الخ، وبعضهم وصل إلى مطار (سراييفو) وتمت إعادته من المطار، وقيل له من أمن المطار بأن هذه الفيزا والتأشيرة مزورة وغير حقيقة". 

وأوضح أنه ولخصوصية وضع فلسطين، لم تُخضعهم الجهات الأمنية المختصة، لإجراءات قضائية أو قانونية، واكتفوا فقط بإعادة ترحيلهم إلى مطار إسطنبول في تركيا، ومن ثم إلى مطار القاهرة في مصر. 

وأكد على أن سفارة البوسنة والهرسك في الأردن أو في القاهرة، تتعاطي مع كل شخص بذاته، وليس عبر شركات أو وكلاء، ولدى السفارات سلسة من المطالب والإجراءات، أي شخص يستوفيها، يحصل على الفيزا وفق الأصول، ومن لا يستوفيها لا يحصل على الفيزا، وهذه إجراءات البلد وقانونها.

وأكمل: "مرة أخرى أتوجه لأبنائنا ولشبابنا في قطاع غزة، لا تضعوا أنفسكم فريسة لبعض الشركات، التي تحاول أن توهمكم أنها تستطيع أن تؤمن لكم تأشيرة، لأن كل ذلك مزور وغير صحيح".

وكشف أن السفارة الفلسطينية، تواصلت مع الجهات المختصة، حول عمليات التزوير التي تمت وهل لديهم علم بها، ولبحث سبل التعاون للحد من الأمر، حتى لا يترك المجال لبعض الشركات لاستغلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية العامة للشباب في فلسطين بشكل عام، وبقطاع غزة بالأخص.

وقال: من يصل أوروبا لن يكون أكثر من شخص متشرد في الشوارع لا مستقبل له ولا عمل له، أنا أفضل كمواطن فلسطيني، أن أعيش في وطني، حتى لو على الرصيف، ولا أن أكون مشرداً بالخارج.

حلم الهجرة 

ووجه السفير الفلسطيني بالبوسنة والهرسك، كلمة لكافة أبناء وشباب فلسطين، قائلاً: مهما كانت الأحلام التي تراودهم حول الهجرة، والإشاعات التي يسمعون بها عن الحياة في أوروبا والعيش بكرامة، هذا الكلام غير صحيح بشكل مُطلق، لأسباب عديدة منها وقف أوروبا لاستقبال المهاجرين منذ فترة طويلة، وأصبحت إجراءاتهم معقدة جداً؛ للحد من الهجرة واللجوء والإتجار بالبشر.

ووصف حالة المهاجرين من كافة الجنسيات العربية إلى البوسنة والهرسك بـ "المشردين بالشوارع"، متمماً: أن الجالية الفلسطينية ضئيلة جداً، ولا تتجاوز الـ 300 شخص، معظمهم يحملون الجنسية البوسنية، ويعيشون كمواطنين وموزعين في مقاطعات مختلفة وليسوا في مدينة واحدة 

وأضاف "هناك العديد من الحالات توفيت خلال رحلة الهجرة بكل أسف، مثل المرحوم تامر السلطان، الذي توفي على الحدود مع كرواتيا، أثناء محاولته المرور إلى أوروبا الغربية، وشاب آخر من عائلة حمد، توفي أثناء محاولة عبوره من صربيا إلى البوسنة، فهناك نهر خطير جداً، يحاولون قطعه سباحة، وهناك العديد من الحالات الأخرى".

وأشار إلى أن الحالات التي تعرف السفارة بها محدودة، لتقوم بدورها، والتواصل معهم وتسهيل أمورهم، وإعادة جزء منهم للوطن بناء على رغبته، متمماً: "سهلنا عملية عودتهم عن طريق استصدار وثيقة سفر لسفرة واحدة، حتى يتم تسهيل عملية العودة إلى الوطن أو بتقديم بعض المساعدة المادية".

وأردف: "أنا أتواصل مع الجميع عبر الهاتف، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل شخصي، ولا أترك مجالاً حتى لموظفي السفارة بالرد، حتى يكون الرد دقيقاً وواضحاً ومحدداً، وأجيب على كافة الاستفسارات".

الموقف من القضية الفلسطينية

وأشار السفير النمورة، إلى أن البوسنة والهرسك مع حل الدولتين، وإحلال السلام من خلال الوصول إلى حل الدولتين، وفقاً لمقتضيات الشرعية الدولية.

وأضاف: "هذا الموقف هو موقف ثابت ودائم لديهم من القضية الفلسطينية، ونسمعه من كل مستويات الدولة لديهم، سواء من الرسميين أو غير الرسميين، بغض النظر عن تركيبة البلد وتشكيلتها، وطبيعة الأحزاب التي تشكل الحكومة أو التي تصل إلى مجلس الرئاسة أو غيره.

التعليقات