عاجل

  • (القناة 12) الإسرئيلية: نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى خلال لقاء بواشنطن أنه لا يمكن إنجاز صفقة شاملة بل جزئية

  • 63 شهيدًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الخميس

  • وزير الخارجية الأمريكي: متفائلون بشأن اتفاق غزة وويتكوف سيعقد محادثات غير مباشرة قريبا

قيادة حركة فتح بلبنان تصدر بياناً بشأن التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية

رام الله - دنيا الوطن
أصدرت قيادة حركة فتح في لبنان بياناً بشأن التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية.

وفيما يلي نص البيان الذي وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه:

(لقد كان الانجازُ الاول في مواجهة ترامب وصفقته هو وحدة الصف ، وشطب الانقسام الأسود من السجلِّ الفلسطيني) .

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات...

في غياب الإرادة الدولية القادرة على حماية الشعوب المضطهدة، وفي غياب حالة التوازن الدولية التي تحول دون القمع والاضطهاد، وفي غياب العدالة وحماية حقوق الانسان، فإنَّ العالم أصبح محكوماً من قبل قيادات صهيونية عنصرية، تتحكم بمقدرات العالم الاقتصادية والعسكرية، وتمارس القمعَ، والقتلَ، والتجويعَ، والتشريد، والتركيع، وهذا ما أدى بالطبع إلى هيمنة وسيطرة الحركة الصهيونية، ممثلةً بترامب رئيس الولايات المتحدة، ونتنياهو الذي يقود الكيان الصهيوني، وكلاهما مجبولان بالحقد والشر والكراهية للشعوب. وأصبح هدفهما الأسمى ليس بناء دولة ونظام يتعايش مع الجوار، وانما جوهر التفكير والعقيدة لديهما هو تدمير الكيان الفلسطيني الوطني صاحب الارض تاريخياً، والعمل ليل نهار على إبادة الشعب الفلسطيني، وتمزيق وحدته الاجتماعية والجعرافية والسياسية. وهذا ما لمسناه عبر السنوات السابقة حيث كانت واشنطن، وخاصة في زمن الارهابي الصهيوني ترامب تنحاز دائماً وتصطف مع العدو المحتل لأرضنا، وتقدم له كل أنواع الدعم العسكرية، والاقتصادي، والسياسي، ومباركة كل أعمال وجرائم القتل التي يرتكبها قادة الكيان الصهيوني بحق الضفة، وقطاع غزة، والقدس.

والحؤول دون محاسبة قادة الكيان النازي الصهيوني، وانما استهداف الوجود الفلسطيني كوطن، وكشعب، وكقضية، وكتاريخ حضاري ووجودي.

هذه العقلية الصهيونية الاستعمارية التي أصبحت تهيمن وتسيطر على المؤسسات والهيئات الدولية، مارست حربَ العقوبات الاقتصادية، والحركة التجارية، والتحكم بالعلاقات السياسية بين الدول.

هذا الواقع الملموس أصبح يفرض نفسه دولياً، فالدول وخاصة الصديقة تشاهد وتدرك أبعاد ومخاطر ما يجري في العالم، ولكن من الواضح أن الاعتراض على هذه السياسة الاميركية العدوانية المكشوفة يبقى في الهامش اللفظي، خوفاً من التصعيد العسكري، والانجرار إلى حروب كونية. وكل دولة حريصة على أمنها الذاتي، وعلى مصالحها.

من هنا كان الشعب الفلسطيني هو الضحية الأبرز لهذا الجنون الأميركي الحالي الذي ليس له حدود، والذي يستهدف الوجود الفلسطيني على الاراضي الفلسطينية، التي يريدها الكيان الصهيوني برعاية ترامب أرضَ الدولة القومية اليهودية. أي هناك استهداف وجودي وجذري للشعب الفلسطيني.

بات واضحاً أن ترامب وحليفه نتنياهو بما يمثلان، يعتبران أن إقامة الكيان الصهيوني على هذه الاراضي الفلسطينية التاريخية يتطلب إزالة الوجود الفلسطيني بقوة الارهاب، والقمع، والقتل، والتدمير، والاعتقالات، ولو بشكل تدريجي يؤدي إلى طمس الهوية الفلسطينية.

من هنا فإنَّ العبء أصبح ثقيلاً اكثر من أي وقت مضى على شعبنا، وعلى قيادتنا بشكل خاص ،  حتى نحسن الخروج من عنق الزجاجة وبأقلِّ الأضرار، مع ضرورة الحفاظ على مشروعنا الوطني الفلسطيني التاريخي. ونحن نعتز في حركة فتح كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وكعمود فقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وللثورة الفلسطينية ، بأن يكون قائد مسيرتنا الوطنية اليوم وفي هذه الظروف المعقدة سيادة الرئيس محمود عباس، المتمسك بثوابت ياسر عرفات، والذي لا يخشى في الله لومة لائم. وفي ظل الصمت الدولي كان المعبِّر الصادق عن أهدافنا، وعن طموحات شعبنا، والذي يتصدى يومياً للهجمة الإعلامية السوداء، التي يفبركها ترامب وشريكه في الارهاب نتنياهو في ظل صمت عالمي واسع.

الأخ أبو مازن قائد مسيرتنا الثورية اليوم لم يهادن، ولم يجامل، ولم يراوغ، ولم يساوم وانما كان على قدر المسؤولية والتحدي وكلماته المشحونة بحرارة المصداقية، وما زالت تطرق أبواب العالم من أقصاه إلى أقصاه:

لا لصفقة العصر.. لا لترامب وفريقه.. القدس لنا، وهي عاصمة دولتنا.. القدس أمانةٌ في أعناقنا ، وهي مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد عيسى المسيح عليه السلام.. هذه ارضنا أرض الانبياء، فلترحلوا منها.

نعم هذا هو برنامجنا السياسي، والثوري، والوطني. وكما كنا في انتفاضتنا الأولى، والثانية سنكون اليوم أيضاً، ولكن أكثرَ حكمةً وصلابةً، ووعياً، وتماسكاً، لأننا نخوض معركة وجود وانتصار مبين ، وليس معركة انتحار لأن معركتنا القادمة والتي بدأناها هي معركة مصيرية، فإما أن نكون أو لا نكون، ونحن نأبى إلاَّ أن نكون حيث يجب أن نكون، نقاتل من أجل حياة كريمة تليق بأرضنا المباركة وبمقدساتنا ، وبتاريخنا الذي كتبناه بدماء الشهداء.

منذ الاعلان عن صفقة القرن والشعب الفلسطيني في حالة غليان سواء أكان ذلك على أرض الوطن المحتل أَم في الشتات .

لقد استشعر الجميع المخاطر التي تهدد الكلَّ الفسطيني ، وكان الانجاز الاول هو الاعلان من الجميع عن وحدة الصف الفلسطيني ، وشطب الانقسام الاسود من السجل الفلسطيني .

أما الانجاز الثاني فهو حالة التهيُّؤ والاستعداد الشعبي والرسمي لمواجهة تداعيات هذا العدوان الصهيوني المباشر ، والحاقد على الوجود الفلسطيني ، الذي يقف سداً منيعاً بوجه الكيان الصهيوني و ةطلعاته الاستعمارية . والمسارعة إلى أخد المبادرة في اعداد العدة ، وتعبئة الشارع الفلسطيني ، وشحنه وطنيا ً وتعميم الوعي السياسي حول أبعاد هذا المخطط الاستعماري ، ومخاطره على القضية الفلسطينية ، وعلى المقدسات الاسلامية والمسيحية ، وبالتالي على المحيط الاسلامي والمسيحي في المنطقة العربية .

إنَّ ما شهدته الأيام القليلة الأخيرة ، منذ يوم الخميس الماضي يؤكد بأن ردَّ الفعل الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال بدأ خطواته الأولى.

ففي مدينة جنين استشهد الطالب الجامعي يزن منذر أبو طبيخ ( 19 ) عاماً أثناء المواجهات مع قوات الاحتلال العسكرية ، وقد شيَّعه الآلاف إلى مثواه الأخير.

أما الرقيب أول في الشرطة الفلسطينية طارق لؤي بدوان ( 25 عاماً ) من قلقيلية فقد استشهد برصاص إسرائيلي أثناء المواجهات في جنين اثناء خدمته .

أما الشهيد شادي بنا ( 45 عاماً ) من سكان حيفا والذي اكدت الشرطة الاسرائيلية أنها قتلته لأنه هو المسؤول عن عملية قتل الجنود الصهاينة .

ولا ننسى الشهيد محمد سلمان الحداد ( 17 عاماً) وهو من الخليل.

أنَّ ما سجلته الاحداث الأخيرة في مقاومة الاحتلال هي بدايات مرتقبة قابلة للتصعيد النضالي ، ومؤشر واضح على الألتفاف الشعبي والجماهيري حول ضرورة تسخين جبهات المواجهة ، طالما أن الاحتلال مصرٌ على تنفيذ مشاريعه العدوانية .

وإعلان ترامب عن صفقته المدِّمرة لطموحات شعبنا المشروعة، والبدء بالتنفيذ عملياً متجاهلاً وجود شعب له جذوره التاريخية ، وله ثقافته وحضوره السياسي ، فإنَّ ترامب بذلك سيشعل الحريق في المنطقة ، وسيقضي على آخر أنفاس عملية السلام الدولية .

والأهم أن الصهاينة الذين جاؤوا إلى أرضنا من مختلف دول العالم لكي يكونوا القاعدة العسكرية المتقدمة للاستعمار الاميركي سيندمون ،  وسيدركون متأخرين أنهم استُخدِموا كوقود للمشروع الاستعماري الاميركي ، وأنَّ الحركة الصهيونية التي أحد اكبر قادتها ترامب يهمها ان تكون الارض الفلسطينية تحت سيطرة هذا الكيان الصهيوني ، من أجل تمرير المشاريع والبرامج التي تستهدف المنطقة ، ودولها وشعوبها ، وإخضاعها للسيطرة الاستعمارية .

من لبنان ، ومن كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية فإننا باسم قيادة حركة فتح نحيي أهلنا في الضفة والقطاع ، والقدس ونشدُ على أيديهم ، ونعتزُّ بوقفتهم الوطنية في كافة المحافظات ، وهم يثبتون مصداقيتهم في تحُّمل المسؤوليات . ونحيي أهالي الشهداء ، وأهالي الأسرى وأسراهم. ونحن ندرك أنَّ شعبنا هو شعب الجبارين الذي تمرَّس على القتال ، ولم يرفع يوماً راية بيضاء.

التعليقات