نصر:"التقاعد المالي"لن يطول..والرئيس لم يرسل الوفد "فزعة عرس" ونخشى عليه من مصير "أبو عمار"

نصر:"التقاعد المالي"لن يطول..والرئيس لم يرسل الوفد "فزعة عرس" ونخشى عليه من مصير "أبو عمار"
إياد نصر الناطق باسم حركة فتح
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
أجرت "دنيا الوطن" حوارًا مع الناطق باسم حركة (فتح) إياد نصر، حول انتخابات الأقاليم في قطاع غزة، وانعقاد المؤتمر الثامن، وحل قضايا غزة العالقة، كتفريغات 2005 والتقاعد المالي، وتعقيبه حول ما قيل عن حصار الرئيس عباس في غزة. 

وأدرنا الحديث حول تعطيل زيارة وفد منظمة التحرير لغزة، وأفق إتمام التوافق الوطني، وسبل مواجهة (صفقة القرن) والبناء على الموقف الأوروبي الإيجابي، وسط التخاذل العربي والتطبيع. 

في الضفة الغربية تجري انتخابات للأقاليم.. فماذا عن غزة؟

الحالة التنظيمية دوماً تحتاج إلى تجديد دماء، والحالة التنظيمية دوماً بحاجة إلى استقرار، وهذا الاستقرار لا يأتي إلا بتداول قيادة العمل التنظيمي، بناء على أنه إما أن تتجدد الولاية التنظيمية للإطار، وإما أن توقف هذه الولاية ولا تجدد، ويتم انتهاء القيادة أو الإطار الموجود، وذلك بالعملية التنظيمية.

وتتجدد الولاية التنظيمية، من خلال أن من كان على رأس الإطار، أثبت جدارته وكفاءته في قيادة هذا الإطار، وحاز على القبول الجماهيري، وحاز على قبول الأطر التنظيمية، من أجل ذلك تتجدد الثقة به، ويصبح في ولاية تنظيمية جديدة.

أما من يفقدون هذه الثقة مباشرة، لا يكون لهم فرصة لتجديد هذه الولاية، أو يكونون في قيادة الإطار مرة أخرى، لأجل ذلك الحالة الديمقراطية بكل أبعادها هي تحديث، وتجديد لدماء هذا الإطار.

من هنا نقول بأننا في قطاع غزة، لا ننفصل بالمطلق عن الإطار التنظيمي، والأطر التنظيمية، بالضفة الغربية، وحالة الديمقراطية التي قامت بها الأقاليم ومفوضيات التعبئة والتنظيم بالمحافظات الشمالية، يجب علينا أن نقوم بها نحن كذلك في المحافظات الجنوبية.

لأجل ذلك نحن جاهزون للموضوع، وننتظر لحظة القرار في مكتب التعبئة والتنظيم بالمحافظات الجنوبية، وعلى رأسه عضو اللجنة المركزية الأخ أحمد حلس؛ لكي نذهب إلى الانتخابات، ونبدأ بتجهيز أطرنا، تمهيداً للذهاب إلى المؤتمر الثامن.

ومتى نتوقع انعقاد المؤتمر الثامن؟

الولاية التنظيمية للمؤتمر السابع، تنتهي بعد أربع سنوات مباشرة، وذلك لا يكون إلا في ظل الجاهزية التامة لأطر الحركة للذهاب إلى هذا المؤتمر، وهذا مرتبط بموقف القائد العام، واللجنة المركزية، والمجلس الثوري، ومتى تكون الجهوزية لهذا المؤتمر، نذهب فوراً إلى المؤتمر الثامن، خاصة أن المؤتمر السابع عقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، والولاية التنظيمية مدتها أربع سنوات، والولاية المستحقة، يجب أن تكون في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 بإذن الله.

إذا ما تحدثنا عن الملفات العالقة.. ملف تفريغات 2005 متى نتوقع حله بشكل نهائي؟

منذ اللحظة الأولى التي وصل فيها الدكتور محمد اشتية إلى رئاسة الوزراء، كان هناك قرار حكيم، بإعادة رواتب تفريغات 2005 من النصف 750 شيكلاً إلى 1500 شيكل، هذه كانت خطوة جريئة وكانت خطوة حقيقة، قدمت بشكل إيجابي، باتجاه الحلول لهذه القضية العالقة، التي تؤرق شعبنا، خاصة أن عدد تفريغات 2005 يصل تقريباً إلى 15 ألف كادر أو فرد، وهذا يستدعي، أن تكون هذه القضية على سلم أولويات مجلس الوزراء، والحكومة الفلسطينية.

ومن هنا أقول: إن المبادرة التي أقدم عليها رئيس الوزراء إيجابية جداً، وباعتقادي بأن اتجاهه بوجود معالجات لكافة القضايا بقطاع غزة، أمر ننتظره بفارغ الصبر، وخاصة فيما يتعلق بـ 2005 وبالتقاعد المالي، والرواتب، وكافة الاستحقاقات المطلوبة لقطاع غزة.

وهنا نقول: إننا ننتظر من الحكومة الفلسطينية، وعلى رأسها الدكتور محمد اشتية، أن يقدموا لهذا الملف ما يستحقه؛ لإنهاء معاناة هذا العدد الكبير من أبنائنا وأسرنا، التي كان لها الدور الأول في الدفاع عن الشرعية الفلسطينية، والدور الكبير في التزامهم بهذه الشرعية، وخاصة أنهم دخلوا مؤسسات السلطة الفلسطينية في ريعان شبابهم، واليوم بات لديهم التزامات مالية وأسر، وبات الفرد منهم ملتزماً بالتزامات كبيرة، تستدعي أن يحافظ فيها على كرامته وبقائه وإنسانيته، ومن هنا باعتقادي دور الحكومة، سيكون إيجابياً معهم.

ملف التقاعد المالي حاز على اهتمام كبير من قيادات حركة فتح بغزة.. وسمعنا عن بشريات بقرب حله.. ولكن الوضع ما زال على ما هو عليه؟

فيما يتعلق بالتقاعد المالي، بحسب ما سمعته شخصياً، بأن ملف التقاعد المالي جريمة، ويجب أن ينتهي، وأيضاً توقعاتي بأنه لن يطول، وبأن رئيس الوزراء، سيعمل جاداً على إنهاء هذ الملف.

حرصنا في حركة فتح على معالجة كافة القضايا المتعلقة بقطاع غزة، ليس من باب المباهاة، بقدر ما أننا ندرك حجم المعاناة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، الأمر الذي يستدعي أن نحافظ على أطرنا وأهلنا وناسنا وقواعدنا، التي نستمد منها القوة والبقاء والوجود.

لأجل ذلك كنا ننتظر من قيادة الحركة، ولا زلنا ننتظر من أخينا أبو إبراهيم، رئيس الوزراء، أن يقدم حلاً واقعياً وجدياً لهذه المشكلة، التي أرقت قطاعاً كبيراً من موظفينا، الذين باتوا لا يعرفون فيها أنهم على رأس عملهم أم أنهم ليسوا على رأس عملهم، نتمنى أن تنتهي هذه الأزمة قريباَ جداَ، وكما عرفت هناك فعلاً معالجات لكثير من القضايا، يتم العمل عليها، وإن شاء الله، تكون قريبة جداً.

هناك انتقادات في الشارع لأعضاء المركزية المحسوبين على غزة.. بأنهم لا يثيرون قضاياها- باستثناء البعض- فما تعقيبكم؟

هذا الكلام عارٍ عن الصحة، وفي اعتقادي، أمر غزة وقضايا غزة ليست مناطة فقط بأعضاء مركزية غزة، وكذلك قضايا الساحة اللبنانية، ليست مناطة، بعضو اللجنة المركزية عن الأقاليم الخارجية، الأخ سمير الرفاعي، وقضايا الضفة الغربية، ليست مناطة فقط بأعضاء المركزية بالضفة الغربية، نحن حركة واحدة وجسم واحد، لا مجال للفصل والتجزئة فيما بينه.

لأجل ذلك قضايا غزة هي قضايا وطن، وكل الإخوة في اللجنة المركزية مطالبون بالعمل على إيجاد حلول لها، وكذلك فيما يتعلق بأي أزمة خارجية للحركة، وتتعلق بأبناء الحركة، بما فيها الأزمات التي يمر بها أهلنا في لبنان، والتي نقول فيها أنها مطلوبة من كافة الأطر التنظيمية.

أما فيما يتعلق بإخوتي من أعضاء اللجنة المركزية من قطاع غزة، سواء هنا في غزة أو في الضفة الغربية، إنهم على ذات القضايا وعلى ذات الاهتمام بقضايا أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، وإنهم دوماً مع الأخ أحمد حلس، على تواصل دائم في كافة القضايا والهموم، التي تمر على أهلنا في غزة.

نجحنا في موضوع العجول.. فهل سنحقق نفس النجاح والنتائج في الحرب الاقتصادية؟

في اعتقادي، أن موضوع المعركة الاقتصادية، وحالة الانفكاك الاقتصادي من إسرائيل، معركة بدأتها الحكومة الفلسطينية الحالية، وبدأت الخطوة بنجاح، وفي تقديري، أنه لا مناص لنا إلا الخلاص من هذا الاقتصاد، الذي يحاول تقزيم دورنا، وتقزيم اقتصادنا الفلسطيني، وجعله اقتصاداً مسيطراً عليه أو مهيمناً عليه من قبل إسرائيل، لأجل ذلك سنستمر بذات الخطوات، خاصة أن ما سمعناه في التصريحات الأخيرة من بينت، فيما يتعلق بعدم استيراد المواد الزراعية من مناطق السلطة الفلسطينية، وذاك لن يوقفنا عن خطواتنا، وسنستمر لأن هذا الاحتلال، يجب الا يستمر احتلالاً بلا كلفة، وبلا ثمن.

هذا الاحتلال، يجب أن يدفع التكلفة، وثمن احتلاله لأراضينا المحتلة عام 1967، لأن ما نراه اليوم، وخاصة في ظل (صفقة القرن) أنهم يريدون أن يقسموا حقوقنا، ويقزمونها كيفما تُريد الرؤية الإسرائيلية.

لماذا أُجلت أو عُطلت زيارة وفد منظمة التحرير لغزة؟

دعيني أتحدث بصفتي ناطقاً باسم هذه الحركة، وأقول عن حركة فتح، من بادر ومن تحدث بموضوع الزيارة، هو السيد الرئيس محمود عباس، وحتى عندما تحدث معه السيد إسماعيل هنية على موضوع وموقفه تجاه (صفقة القرن)، وإننا سنلتقي، كان رغبة السيد إسماعيل هنية، أن نلتقي في دولة خارجية، فكان رد الرئيس لماذا في دولة خارجية، أنا سآتي إلى غزة؛ لنلتقي في غزة.

المبادرة للوفد، كانت مبادرة من السيد الرئيس، وتم الترتيب لزيارة الوفد، وبدأت الإجراءات الفنية لهذه الزيارة، وأُبلغت حماس من خلال الحركة، ومن خلال بعض الفصائل، بأننا نريد موعداً، وأن الوفد قادم، ونريد موعداً لزيارة الوفد.

لأجل ذلك كنا ننتظر موقفاً رسمياً واضحاً ورداً رسمياً وجهوزية تامة لاستقبال هذا الوفد، هذا ما كنا ننتظره، وأنا في نظري أيضاً أقول برغم ذلك، وعلى الرغم من أننا لم نجد ترحيباً إلا من خلال التصريح الإعلامي، الذي خرج به الناطق باسم حماس في تصريحه الأخير.

وأعلن أنه مرحب بالوفد، الترحيب كان يجب أن يكون رسمياً، ولا زلنا نقول: إن الترحيب يجب أن يكون رسمياً، وفق حالة التبليغ التي تمت لحماس، يكون الرد رسمياً أيضاً، وبنفس الطريقة.

ولأجل ذلك أقول: برغم هذه الأمور، التي قلت ولا زلت أقولها والتي من اللحظة التي أعلنت فيها (صفقة القرن)، برغم ما أحدثته من ألم في عقول وقلوب الفلسطينيين، كم كان جميلاً وكم بدد هذا الألم، مشهد القيادة الفلسطينية، وحالتها الموحدة، فكم كان جميلاً ذلك المشهد، لا نريد أن نعود إلى نقطة الصفر.

وأقول بكل صراحة: إن السيد الرئيس لم يقرر إرسال الوفد فزعة، لا ليس فزعة ولا فزعة عرس، الفكرة كانت حقيقية، ودوماً كان السيد الرئيس، ومنذ قراءته لملامح (صفقة القرن) كان يُصر على وحدة البيت الفلسطيني، تحت ظل منظمة التحرير الفلسطينية.

لأجل ذلك، الموقف لدى الرئيس ليس آنياً، الموقف لدي الرئيس رغبة حقيقية، بأن ينتهى هذا الانقسام، وتحدث في ذلك أكثر من مرة، وتحدث في ذلك لمجابهة هذه الصفقة اللعينة والمشؤومة، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها.

والتي لا تستهدف فتح، بل تستهدف الوجود الفلسطيني، وأي تساوق مع هذه الصفقة، هو تساوق مع الخيانة، وتساوق مع الانزلاق في المشروع الصهيوني؛ لأن هذه الصفقة لم تكن صفقة أمريكية، بل هي صفقة إسرائيلية بامتياز.

وكما قال الدكتور صائب عريقات: هي قدمت من نتنياهو، وكان نتنياهو يفاوض فيها الدكتور صائب عريقات في عام 2011، إضافة إلى ذلك أنها قدمها رؤساء مجالس المستوطنات، والولايات المتحدة الأمريكية تبنتها.

ما نقوله: إن السيد الرئيس عندما تحدث، وأعطى تعليماته بتوجه الوفد إلى قطاع غزة، لم يكن إلا بناءً على قناعته الراسخة، بأن التصدي لهذه الأزمة والصفقة اللعينة، لا يكون إلا بموقف فلسطيني واحد.

ومن هنا فإن إرسال الوفد، كي نتجاوز مسافات طويلة من الحوارات العميقة، ونتجاوز حالة المناكفات الصغيرة أمام قضية القدس، ونتجاوز كثيراً من القضايا البسيطة أمام فلسطين والدولة الفلسطينية، في حدود الرابع من حزيران/ يونيو، وحالة الاستهداف الأمريكية لشعبنا، والاستهداف الإسرائيلي لأرضنا، أمام ذلك كله تسقط كل القضايا الخلافية.

من هنا نقول، هذا ينم عن حرص الرئيس في موضوع ذهاب الوفد مباشرة إلى غزة، كما ينم عن إدراكه العميق للمشكلة التي يتعرض لها شعبنا، وإدراكه لحجم الهجمة التي تستهدفنا من الولايات المتحدة الأمريكية.

من هنا كان يجب أن يأتي الوفد، لكننا لم نجد ترحيباً واضحاً، لا من حركة حماس، ولا من حركة الجهاد الإسلامي، كما تفضل الأخ عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة.

لأجل ذلك نقول إننا مصرون، على أن تنتهي الحقبة السوداء من تاريخ شعبنا، وأن نذهب إلى وحدة وطنية واحدة، وموقف وطني واحد موحد، هذا ليس خطاب إعلامي، بل هذه حقيقة، يكفي.

من وجهة نظرك هل هناك أفق لتوافق وطني بعد عرض هذه الصفقة؟

التوافق الوطني يجب أن يكون، ما هي المخارج الفلسطينية غير الدبلوماسية، وغير الحراك الدبلوماسي، الذي تقوم فيه القيادة الفلسطينية، لا حراك دبلوماسياً ولا معنى للوجود القوي في الساحة الدولية، إن لم نكن موحدين، ومن يصر على إبقاء حالة الانقسام هو تساوق مع الصفقة، وإسرائيل لا تريد لنا وحدة وطنية، إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ستعيق أي حالة من حالات الوحدة لشعبنا، وستعود لذات الخطاب، وستعود لتصنيف حماس منظمة إرهابية، وستتحدث عنها، أنه كيف على أبو مازن، أن يتفق أو يلتقي مع منظمة إرهابية، وستعود لذات الخطاب، الذي كانت تُهاجم به حركة حماس.

نقول: إن إسرائيل لن تكون حريصة على موضوعات الوحدة الوطنية، ويجب ألا نتساوق مع ذلك، ويجب أن يكون موقفنا أكبر من الحدث، وليس أصغر منه، الحدث كبير ويستهدف فلسطين، الحدث يستهدف القدس، الحدث يستهدف قضيتنا برمتها، ويستهدف كل الوجود الفلسطيني، هذا الأمر يستدعي على الكل الفلسطيني أن يقف موقفاً واحداً، من أجل ذلك، نحن في إطار الوفد جاهزون وعلى أتم الاستعداد لذلك.

ما تعقيبكم في حركة فتح على بعض الدول العربية التي طبعت بشكل علني مع إسرائيل وكان آخرها السودان ؟

الانحراف عن الموقف العربي، هو خيانة، وتفريط بفلسطين وتفريط بقضيتنا وشعبنا، لكن لازلنا نراهن على ظهيرنا العربي، هذا الظهير، الذي نرى فيه أنه سيكون معنا، وأحراره سيكونون معنا، ولا ضير في دولة هنا أو هناك انحرفت، لا ضير لنا في ذلك لأننا من يقرر في قضية فلسطين، وفي مصير قضية فلسطين، هو شعب فلسطين، ولا يستطيع أحد كائناً من كان، ولم ولن نوكل أحداً بالحديث نيابة عنا أو عن القيادة الفلسطينية.

قيادتنا الفلسطينية قادرة، قالت موقفاً متقدماً أكثر من دول قائمة أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وبجرأة أشعرتنا أننا دولة عظمى والعظمة هنا هي الكرامة، وعظمة دولتنا وعظمة قيادتنا في كرامتها، وعندما قال السيد الرئيس، ولم يقبل حتى باستلام الصفقة ومضمونها، ولم يقبل حتى بالرد على اتصالات ترامب، هذا قمة في الكرامة، والكيانية الفلسطينية، والمحافظة على شخصيتها.

عندما تجدون قائداً بحجم محمود عباس، اعلموا أنكم تسيرون في المسار الصحيح، عندما يكون قائد لقضيتكم رجلاً صلباً وثابتاً بهذا الشكل، وعلى الثوابت، اعلموا أنه خير خلف لخير سلف، اعلموا أنه خلف الشهيد القائد ياسر عرفات، وسيحمل القضية الفلسطينية بأمانة واقتدار.

والمطلوب من العرب، لا أن يقاتلوا نيابة عنا، ولا أن يكونوا في موقع الصدارة، والتصدي للموقف الأمريكي والإسرائيلي نيابة عنا، بل نريدهم كما قال الأخ حسين الشيخ في لقائه عندما قال: نريدهم فقط أن يقولوا ما يقبله الفلسطينيون نحن نقبله، وما يرفضه الفلسطينيون نحن نرفضه.

الموقف العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب، كان موقفاً رائعاً وجميلاً، القادة الفلسطينية لن تتوقف عند الموقف العربي، بل استمرت مع منظمة التعاون الإسلامي، وكان موقفها أيضاً رائعاً، المواقف في كثير من دول العالم جميلة جداً، وهذا أشعرنا بأن الصفقة وُئدت في مهدها، وهذا أوصلنا لقناعة، بأننا سننتصر، وسننتصر بإذن الله.

نحن ذاهبون لمجلس الأمن، وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وسننتصر، وقناعتنا بأن القدس عاصمة دولة فلسطين، وأن الدولة الفلسطينية لا مناص عنها، وعن وجود القدس عاصمة لها، ودرة تاجها، لأنه لا معنى لمشروع فلسطيني بدون القدس، لن يمر، وأصغر شبل من أشبالنا سيرفضها.

لا يستطيع أحد أن يقول أو أن يشكك كما اعتدنا على خطاب التشكيك، وخطاب التخوين، وفتح تنازلت، والقيادة الفلسطينية فرطت، يكفي.. من يقود أم المعارك هي فتح، ومن يكون في مقدمتها فتح، وصمام أمان المشروع فتح، وهذا لم يكن من اليوم، بل كان على مر التاريخ الطويل، حملته فتح بأمانة، دفعت قادتها شهداء على مذبحه، وحفاظاً له وثباتاً على الثوابت الوطنية الفلسطينية.

ياسر عرفات، مدرسة في النضال والثبات، ونحن على ذات المدرسة، محمود عباس، مدرسة بالثبات والصمود والدبلوماسية، وسمه الإسرائيليون بأنه الإرهابي الدبلوماسي، الذي يمارس الإرهاب الدبلوماسي، ووضعوا صوره على الحواجز العسكرية، لماذا؟ لأنه فعلاً مخلص لوطنه وقضيته، هذا ليس من باب التطبيل، بل من باب القناعة أنه من أراه في المواقف السياسية واضحاً تماماً أنني وجدت قائداً حقيقياً، يثبت أمام الولايات المتحدة الأمريكية، بكل عنجهيتها على مستوى العالم.

هذا يذكرني بجمال عبد الناصر، أثناء بناء السد، وحالة التحدي التي دخل بها مع أمريكا، لكنني مقتنع أن القيادة ستنتصر بإذن الله، كما انتصر عبد الناصر في بناء السد العالي في مصر، وحقيقة يذكرني بقول الشاعر، عندما قال(حقق المعجزات عزم جمال/ فاحمدو الله أن حباكم جمالاً/ هو والنيل واهباً السد هذا/ سال تبراً وذاك فاض نضالاً) ، وأنا أقول حقق المعجزات عزم محمود، فاحمدوا الله أن حباكم إياه فهو وفتح بإذن الله واهباً النصر للقدس وللقضية الفلسطينية، وهذا ما نقتنع به قناعة راسخة.

هناك أصوات تنادي بعدم حضور الرئيس محمود عباس لقطاع غزة، خوفاً من حصاره في القطاع فالمعركة في الضفة الغربية ما رأيكم؟

نحن لا نخشى حصاراً، والوطن واحد، ونخشى على فخامة الرئيس من مؤامراتهم ومن خياناتهم، ونخشى على الرئيس من أن يتآمر المتآمرون، كما تآمروا على الشهيد القائد ياسر عرفات، لكننا نثق أن طريقنا هو النصر أو الشهادة، وفي اعتقادي أن القيادة الفلسطينية على قدر هذه المسؤولية.

الموقف الأوروبي من خطة ترامب جيد.. كيف يمكن البناء عليه؟

الموقف الأوروبي كان جميلاً جداً وجيداً جداً، خاصة عندما أعلن الاتحاد الأوروبي، عدم قبوله لهذه الصفقة، والطريقة في التعامل مع القضية الفلسطينية، وأنه لا لحل للقضية الفلسطينية إلا بحل الدولتين، كحل أولي، ومن ثم استناد الحوار أو المفاوضات ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى قرارات الشرعيات الدولية، وهذا بحد ذاته موقف جميل.

نحن كفلسطينيين، نقول: إنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بحل الدولتين، الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 67 وعاصمتها القدس، بالإضافة للتفاوض مع الاسرائيليين على أرضية قرارات الشرعية الدولية، وأن الوساطة لأطراف دولية لا تحسم ولا تنصب نفسها عدواً لشعبنا.

يمكن البناء على الموقف الأوروبي، لأننا لازلنا نطالب الاتحاد الأوروبي، بالاعتراف بدولة فلسطين، وهنا نقول: إنه من خلال الدبلوماسية الفلسطينية، التي تقودها القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها السيد الرئيس، وهذا الحراك القوي، بدأ يؤتي ثماره، وبدأنا نرى آفاقه القريبة جداً، وفي اعتقادي رب ضرة نافعة، ورب هذه الأزمة التي مرت علينا، وصنعتها الولايات المتحدة، بطرق ملتوية وبصبيانية في سلوك من اعتبروا أنفسهم بأنهم هم من تخطوا الصفقة، ربما تقربنا بإذن الله إلى الدولة الفلسطينية.

 

التعليقات