سطوة القرن الصهيوأمريكية

سطوة القرن الصهيوأمريكية
سطوة القرن الصهيوامريكية 

بسام صالح 

ابدع الفلسطيني اينما وجد بوصف المشروع الصهيوني الامريكي، بكافة الاشكال وبكافة الوسائل التعبيرية بالكلمة والصورة والكاركاتير، للتعبير عن رفضه المطلق لهذا المشروع  اولا لانه مشروع تصفية قضيته الوطنية والقومية والانسانية، وثانيا لانه ينسف اصول العلاقات الدولية الممثلة بالقانون الدولي، ومبداء حق تقرير المصير الذي ضمنته القوانين الدولية للشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار القديم والجديد باقنعته المتعددة. وثالثا الرفض الشعبي الفلسطيني هو دفاعا عن حق الانسان بالحرية والعيش الكريم، وهوبذلك يتصدر من جديد مسيرة الشعوب التي مازالت تناضل و تبحث عن حريتها من نير وجشاعة الرأسمال الامبريالي الذي مازال يسلب وينهب ثرواتها الطبيعية.

وابدع الفلسطيني في رده العملي على هذا المشروع الصهيوامريكي الذي يبدو نمرا من ورق امام صمود هذا الشعب الاعزل، هذا الصمود الذي زعزع الارضية التي نشأت عليها الحركة الصهيونية قبل اكثر من مائة عام بترديد الاكذوبة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض، الى الكبار يموتون والصغار ينسون، ربما كما يقول المثل ردد الاشاعة / الاكذوبة اربعين مرة تصبح حقيقة، تنطلي على البعض وابدا لن تنطلي على صاحب الحق الذي يعرف الحقيقة، فهذه الارض العربية الفلسطينية ملك للشعب العربي الفلسطيني ولم تكن ابدا بلا شعب، الكبار نعم يموتون ولكن الصغار لم ولن ينسوا لانهم تغذوا حب الوطن وحب هذه الارض حتى وان فرض عليهم ان يولدوا خارجها في مخيمات الشتات والمهاجر. فهولاء الاطفال اشبال الثورة بالامس اليوم هو رجال الوطن المتمسكين بكل ذرة تراب فيه. 

الصمود الخارق للشعب الفلسطيني على ارضه، واقول ارضه كل فلسطين، وخاصة بعد النكبة وبعد النكسة،بقي شعبنا ثابتا متمسكا بهذه الارض جذوره تغوص عميقة وافرعه تعانق السماء، رغم الاحتلال والعذاب والقهر والتجويع ومحاولات الابعاد واغراءات الهجرة بقي صامدا صخرة فوق صدر الاحتلال، وحجارة يلقن بها العابرون درسا في الصمود والمقاومة حبا ودفاعا عن الوطن الذي ارتوي بدماء الشهداء والجرحى. وحافظ على بقائه في ارضه متمسكا بثقافته وتقاليده و وطنيته المتجذرة وحقه التاريخي في ارضه، كل هذه العوامل هي رصاص موجه للحركة الصهيونية التي بدأت تشعر بقرب انتهائها وانتهاء كيانها الاستعماري الاستيطاني واكاذيبه التي بدات تتكشف حتى لمن كانوا اكثر المدافعين عن الكيان الغاصب. 

ان نظرة بسيطة وجادة لموقف شعوب ودول العالم الرافض لمشروع ترامب نيتنياهو يظهر حقيقة الخوف والهستيريا التي يعيشها هذا الكيان وحكامه. فلجأ قبل سنوات وخاصة في الدول الاوروبية التي تشهد ظاهرة عودة اليمين واليمين الفاشي للحكم، لاستخراج قوانين لمكافحة العنصرية والعداء للسامية ليشملها ايضا مساواة العداء للصهيونية بالعداء للسامية. وهو ما يمس مبادىء حرية التعبير والتفكير في هذه البلدان وتقييد لحركات المقاطعة لدولة الاحتلال وتجريم العاملين بها ومن بينهم يهود ديموقراطيين يرفضون الاحتلال ويحاربون الصهيونية. 

ايام قليلة مضت على اعلان مشروع السطو الثلاثي الفاشل، لم تتوقف انتفاضة شعبنا في القدس والخليل وجنين ونابلس وقلقيلة وكل محافظات الوطن، ولم تتوقف البلالين عن السقوط على مستوطنات غلاف غزة المخطوفة والمحاصرة، جن جنون النتن ياهو وظغمتة الفاشية الدينية، وبوقاحته المعروفة يقول للرئيس ابو مازن: "الدهس والطعن والتحرض لن يساعدوك، سنعمل كل ما هو مطلوب للحفاظ على أمننا ! سوف نحدد حدودنا ! لتأمين مستقبلنا، سنفعل ذلك معك او بدونك". .. فشرت عينك. وشعبنا بيقول لنتن ياهو انت والاحتلال والاستيطان والاعتقال والقتل وتدمير البيوت وترامب ومن معه الى زوال وفلسطين ستبقى عربية فلسطينية. 

لن تحظوا بالامن والامان مالم يحظى به كل الشعب الفلسطيني، والشاهد هم شهداء الامس وشهداء اليوم هل تذكر جنين والقدس والخليل والشهداء يزن ابوبطيخ/  طارق بدوان. اول شهداء ما يمسى صفقة العصر! 

7/2/2020

التعليقات