غازي حمد: الحديث عن كيان بغزة"مسخرة".. والمستشفى الأمريكي طرح على الفصائل.. ولسنا معنيين بالحرب

غازي حمد: الحديث عن كيان بغزة"مسخرة".. والمستشفى الأمريكي طرح على الفصائل.. ولسنا معنيين بالحرب
القيادي في حركة حماس غازي حمد
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
أجرت "دنيا الوطن" حوارًا مع القيادي في حركة حماس غازي حمد، حول سبب تأجيل زيارة وفد منظمة التحرير لقطاع غزة، والتخوفات من قدوم الرئيس عباس للقطاع، بالإضافة لموقف حركة من (صفقة القرن) والدول العربية المطبعة، وشكل العلاقة مع تركيا وإيران ومصر، وحقيقة التواصل السري مع الولايات المتحدة الأمريكية. 

من وجهة نظرك.. هل سننجح بالاختبار الوطني أمام الهجمة الشرسة على القضية الفلسطينية؟

أعتقد أولاً، أنه يجب استحضار خطورة (صفقة القرن) وهدفها الأساسي، وهو أن تصفي القضية الفلسطينية، ولا شك أن الصفقة عبارة عن استنبات ما كان بالسابق، بسبب الكثير من الخروقات التي حدثت في السابق، وبالأخص في اتفاق أوسلو، والتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن. 

هذه المرة، يجب أن يكون التحدي كبيراً، والإرادة الفلسطينية في مواجهه الصفقة، يجب أن تتعدى مرحله الشعارات والخطابات والمهرجانات، يجب أن يكون هناك قرارات وأفعال على الأرض، الحوار هذه المرة، يجب أن يكون مختلفاً تماماً، ولا يكون تكراراً للتجارب السابقة.

للأسف قضينا أكثر من 13 سنة في حوارات المصالحة، ولم ننجح، وأيضاً في حوارات كثيرة جداً بخصوص منظمه التحرير ولم ننجح، لذلك إذا أردنا أن نكون على مستوى التضحيات الفلسطينية، وشعبنا الفلسطيني، هذه المرة يجب أن يكون الحوار مختلفاً تماماً.

بمعنى ألا يكون الحوار مجرد فزعة، يلا نروح على غزة، ونلتقي مع الناس ونحكي.. لا؛ الأمر يحتاج إلى تحضير وتجهيز للقضايا التي ستطرح وأجندة الأعمال وطبيعة اللقاءات كيف ستتم؟

ويجب أن يكون اللقاء مطولاً، بمعنى ألا يكون الحضور ليوم أو يومين، نحن نتكلم عن قضية ذات أبعاد سياسية ووطنية كبيرة وعميقة جداً، حتى يكون الحوار ناجحاً.

كل الفصائل تكلمت حتى الشارع قال: نحن ضد (صفقة القرن)، لكن كيف سنترجم ذلك عملياً، أنا أعتقد أن هذا التحدي الذي يجب أن نجيب عليه، وبالذات من القيادة الفلسطينية، كما قلت أن نخرج عن الإطار التقليدي الممل الذي أوصلنا إلى حالة الانسداد السياسي والوطني.

ما وقفكم في حركة حماس من (صفقة القرن)؟ وما خطتكم كحماس لمواجهتها؟

حركة حماس قالت بشكل واضح وصريح بأن (صفقة القرن) مرفوضة، بل يجب أن نعمل على الغائها واجهاضها.

وأن تنتهي من المعادلة الفلسطينية تماماً، وأعتقد أن الموقف الوطني الجماعي كله يصب في هذا الاتجاه وهذا يعطي موقف فخر للشعب الفلسطيني، ورساله للعالم أجمع أن فلسطين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتنازل عن ذرة من حقوقه.

هناك اجماع فلسطيني يكاد يكون بنسبه مئة بالمئة أنه لا أحد يقبل بصفقة القرن، وأعتقد أن هذا ينبغي أن يدفعنا نحن كفلسطينيين إلى أن يكون الآن عملنا عمل جماعي وعمل مثمر وأن نتناسى الخلافات الحزبية والداخلية. 

لذلك حماس ما تطرحه الآن أن يكون بالفعل العمل لمواجهة صفقة القرن، ليس مجرد برنامج حماس ولا برنامج فتح ولا الجهاد أو غيره، نريد أن يكون العمل عملاً وطنياً جماعياُ، بمعنى أن تكون هناك خطة ورؤية، وأول خطوة أن يكون هناك لقاء وطني وهذا اللقاء بدون شروط مسبقة ويتمخض عنه رؤية استراتيجية وطنية، تهدف إلى تصحيح البوصلة وتصحيح المسار.

لأنه بصراحة بعد 27 سنة من الإخفاق في اتفاق أوسلو وفي مفاوضات السلام، وفي كل اللقاءات التي تمت، ينبغي على السلطة الفلسطينية وعلى قيادة حركة فتح أن تكون الآن صاحبة قرار جريء وأن تعترف أن هذا المسار السياسي وصل إلى مصار الفشل، وأن السلام مع إسرائيل بهذه الطريقة لا يمكن أن يتم واتفاقيات مع إسرائيل بهذه الطريقة لا يمكن أن تتم. 

هل نتوقع أن تقوم حماس بإنزال الناس للشارع والعودة لمسيرات العودة؟

حماس قامت بمسيرات ومهرجانات كثيرة جداً في كل قطاع غزة، ودعونا أن تكون هناك مسيرات بالضفة الغربية، ولكن للأسف كان التجاوب هناك ضعيف، بالذات الضفة الغربية هي الأساس في مواجهة صفقة القرن سواء في مسألة ضمن الأغوار، التخلي عن القدس، موضوع اللاجئين، موضوع مصادرة الأراضي، يجب أن يكون مركز الثقل هناك بمواجهة الاحتلال.

وكنت أتمنى أن تتخذ السلطة الفلسطينية قرارات وأفعال، لا أن تقول فقط أنا أرفض صفقة القرن، الآن ما قامت به إسرائيل على الأرض يمثل جزء من صفقة القرن عبر مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات توسيع المستوطنات تحويل الضفة الغربية إلى كنتونات معزولة، سلخ مدينة القدس عن الضفة الغربية، الإعلان عن القدس عاصمة إسرائيل، هذه القضايا يجب أن تعطي إشارة حمراء للسلطة الفلسطينية بأن موضوع مسيرة السلام قد انتهى وحل الدولتين قد انتهى، الآمال التي كان يراهن عليها الرئيس عباس قد انتهت. 

أنا أعتقد أنه لا يجب أن يراهن أحد على مسيرة السلام، مع الأسف الشديد لا زال هناك قول بأننا نريد الاستمرار في موضوع التفاوض، لم يبق شيء نتفاوض عليه، يجب أن نعود إلى الشعب الفلسطيني، وإلى القوى السياسية الحية، وأن نتفق على رؤية استراتيجية وطنية نحدد بعدها كيف سنواجه هذا الاحتلال. 

ألستم في حركة حماس مع خطوات الرئيس بمواجهة صفقة القرن؟ 

كمجموع الرئيس قال نحن ضد صفقة القرن، كلنا جميعاً ضد صفقة القرن، هذا شيء جيد ولكن لا يكفي، نحن نريد أن نترجم ذلك على أرض الواقع، كنت أتوقع من السلطة الفلسطينية أن تتخذ قرار جريء بالانسحاب من اتفاق أوسلو، طالما هم تخلوا عن هذا الاتفاق، أن تتخذ قرار بسحب الاعتراف من إسرائيل، كل فلسطيني بلا استثناء سوف يصفق لمن سيتخذ مثل هذا القرار، لأن إسرائيل لن تتراجع عن خطواتها ولن تتراجع عن إجراءاتها على الأرض إذا لم يكون هناك ضغط.

نحن كفلسطينيين لدينا أوراق ضغط كثيرة جداً، شعبنا موجود في داخل الأرضي المحتلة في الضفة وغزة والقدس والـ 48، ولدينا إمكانية أن نضغط على هذا الاحتلال، إسرائيل دولة لا تستحي ولا تحترم قانون ولا اتفاقيات ولا تعطي بالاً لموضوع المجتمع الدولي والموقف الدولي، فهمنا المعادلة جيداً، إسرائيل تحتاج لأن يكون عليها ضغط قوي بكل أشكاله من الشعب الفلسطيني.

نحتاج إلى خطوة صادمة للاحتلال، بأن نقول جميعاً أننا نتخلى عن اتفاق أوسلو ونسحب الاعتراف بإسرائيل، هذا الموقف هو الذي يمكن أن يوحدنا كفلسطينيين لنواجه هذا الاحتلال ونسقطه.
 
كيف تقيم علاقتكم مع حركة فتح.. وحركة الجهاد الإسلامي.. والفصائل الأخرى؟ 

للأسف علاقتنا مع فتح علاقة متوترة وليست مستقرة، نحن في حركة حماس منفتحين جداً، ونريد أن تكون علاقتنا مع الأخوة في حركة فتح علاقة وطنية ومفتوحة وقائمة على الثقة.

لكن للأسف الأخوة في قيادة حركة فتح منذ أكثر من سنتين اتخذوا قرار بالمقاطعة وأعتقد أن هذا القرار خطأ استراتيجي وقرار له سلبيات كبيرة جداً، غير معقول مع بعض الخلافات التي تحدث أن يكون هناك قطيعة بين الطرفين مع الأسف الشديد. 

لقد حاولنا أن تربطنا علاقة جيدة، أو علاقة مستقرة، حركة فتح حركة وطنية لها تاريخ وامتداد وتنظيم موجود على الأرض، دائماً ما نقول أن العلاقة مع فتح يجب أن تكون متكاملة، ولا شك أن هناك بعض الأخطاء ارتكبت من حركة حماس ولا أخفيها، ولكن حركة فتح أخطأت عندما قررت أن تقاطع. 

أما عن علاقتنا مع الأطراف الأخرى كالجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، أعتقد أن العلاقة ممتازة جداً، لأننا وبصراحة تخلصنا كثيراً من بعض القيود الحزبية التي كانت علينا بالسابق، كانت زمان حماس تعاني من هذا الحصار الحزبي.

ولكن اليوم هناك نوع من الانفتاح على القوى السياسية، الاجتماعات شبه يومية، المواقف تُتخذ بشكل شبه جماعي، أصبح لدينا قيادة موحدة لمسيرات العودة وقيادة مشتركة للغرفة العمليات المشتركة، توجه حماس أن تكون أكثر انفتاحاً وهذا ثبت بالفعل ونتمنى أن ينعكس ذلك على حركة فتح التي تحاول أن تنئ دائماً عن التواصل مع حركة حماس.

ماذا عن زيارة الرئيس محمود عباس لقطاع غزة؟ 

أكثر من مرة قائد الحركة في غزة وجه خطاب للرئيس أبو مازن بأن يتوجه إلى قطاع غزة، وقال إذا جاء لغزة سوف نرحب به ونوفر له الحماية وهذا بلدك وهذا وطنك، ورئيس الحركة هنية أيضاُ بادر واتصل بالرئيس أبو مازن ودعاه لأن يكون على رأس وفد الحوار وأن يفتح العلاقات ويلم الشمل الفلسطيني، أعتقد حماس بادرت بهذا الموضوع.

اليوم العلاقات الوطنية بقطاع غزة جيدة ومتطورة عما كان بالسابق، هناك لقاءات ومشاورات دائمة، ومواقف شبه مشتركة بين الفصائل رغم بعض الاختلافات البسيطة الموجودة. 

كنا نتمنى أن يأتي الرئيس أبو مازن إلى غزة من بعد حرب 2014، لا أحد يمنعه من القدوم لغزة وبأن يلتقي بأبناء شعبه، السؤال يجب أن يوجه للرئيس أبو مازن لماذا لم تأتي لغزة.
 
لماذا أجلت الزيارة.. قيل من قبل حركة فتح لم نجد ترحيباً من حركة حماس؟

لا بالعكس، أقول بشكل واضح، حماس رحبت بالزيارة على لسان أكثر من قائد، سواء أكان من الدكتور خليل الحية، أو الدكتور صلاح البردويل، رحبوا، وإن وفد منظمة التحرير، مرحب به أن يأتي إلى قطاع غزة.

حماس لم يكن لديها أي تحفظ أو أي مانع على أن الوفد يأتِ إلى قطاع غزة، يُوجد ترتيبات حاولوا من قبل الحركة أن يكون الترتيب جماعي للقوى السياسية الحية الموجودة، نحن لا نريد في حركة حماس، أن نستفرد باللقاء أو بوفد منظمة التحرير.

نحن نريد دائماً أن يكون القرار واللقاء والموقف جماعياً، أنا أعتقد هذا فيه تصليب للساحة الفلسطينية، وثقة للمواطن الفلسطيني، وأيضاً فيه رسالة قوية للعالم أننا لا زلنا نعمل كفريق واحد.

الإخوة في حركة فتح لديهم بعض الملاحظات، وأعتقد أن المشاورات مازالت مستمرة، ونأمل أن نصل إلى حل.

في لقاء مع دنيا الوطن محمود الزق ناشد الرئيس عباس بعدم الحضور إلى غزة لأن إسرائيل وأمريكا يريدان إقامة الكيان الفلسطيني في غزة ما تعليقك أو ردك عليه؟

كلام كله كلام فاضي ومسخرة ولا أصل له، وأعتقد أنه كلام تكرر كثيراً وروج له كثيراً، ولكن الكلام الذي أعرفه وأسير عليه، أن حماس قالت بشكل واضح ليست معنية بإقامة كيان في غزة، وحتى الآن حماس لم تُنشئ حكومة في غزة؛ كي يبقى الباب مفتوحاً للمصالحة، مع أن ما يقارب 3 سنوات قيادة السلطة، تخلت عن المصالحة، وتركت قطاع غزة، يغرق في المشاكل والأزمات، ومع ذلك بقي الباب مفتوحاً، ورددنا أكثر من مرة نحن مع المصالحة، ولكن أناساً يتهمون حماس لا يريدون الحقيقة.

ومنذ 2007 حماس تسيطر على قطاع غزة، لو كانت تريد أن تقيم كياناً، لكان لها ما أرادت منذ فترة طويلة، ما الذي يمنعها فهذه ليست مسالة واقعية، ولا تفكير بها من حركة حماس، نحن نتطلع إلى أن الوطن الفلسطيني كله كتلة واحدة، حتى أتكلم عن فلسطين والتاريخ، وفلسطين يجب أن تعود إلينا، وبالتالي أن نقيم دولة في غزة، هذا كلام غير مقبول على الإطلاق.

كيف تصف علاقتكم مع السلطة الوطنية حالياً؟

الحديث عن السلطة، وعن حركة فتح، الأمور ما زالت متوترة، وإن فيها الكثير من الشكوك، وعدم الثقة، وأحياناً تبادل بعض الاتهامات، أعتقد هذه العلاقة ليست صحية، وليست في صالح الوطن، وليست في صالح القضية.

أعتقد نحن بحاجة إلى إعادة تصليب هذه العلاقة؛ لأن كل ما كانت العلاقة بين حركتي حماس وفتح علاقة جيدة وإيجابية ومنفتحة وقائمة على التكامل والاحترام كل ما كان ذلك يصب في القضية الفلسطينية، أما حالة التوتر فإنها تجعل الناس في حالة من الحيرة والقلق والارتباك.

نحن في حركة حماس، نريد أن تكون علاقة إيجابية، ولم يكن هناك فرصة للحوار إلا وذهبنا إليها، وللمصالحة إلا وذهبنا إليها، لا أعلم لماذا يكون هناك تشكيك، وليس أنني مجرد أدافع عن حماس، ولكن ما أعلم وما سمعت أيضاً، نريد أن تكون العلاقة مع حركة فتح علاقة إيجابية.

وآخرها كان اتصال أبو العبد، بالرئيس أبو مازن، ومسؤول العلاقات الوطنية، حسام بدران، اتصل بأكثر من قيادي في حركة فتح، كان هناك مبادرات دائماً من حماس، تفتح أبواباً من أجل أن نصل إلى علاقة متينة وصلبة.

في كل محاولة واجتماع للمصالحة كان الناس يتأملون.. وبعد ذلك تتلاشى آمالهم.. هل نحن على أبواب مصالحة حقيقية حسب المعطيات حالياً؟

أنا قلق جداً، أنه في الداخل الفلسطيني مازال هناك قلق وخوف من حالة التشتت، لكن أعتقد أنه في حركة فتح يحتاجون إلى خطوات كثير من القوي السياسية، مثل مبادرة الفصائل الثمانية جميع الفصائل وافقت على المبادرة الوطنية على إنهاء الانقسام، وإعادة المصالحة، والوحيد التي لم يوقع هو حركة فتح.

الآن الموقف الوطني كله، سواء أكان موقف حماس أو الجهاد أو الشعبية، هو أن نوحد الوفد، أن يأتي إلى قطاع غزة، وحماس لم يكن هناك أي اعتراض موجود، وأعتقد المطلوب من حركة فتح أن تتخذ خطوات جدية بالفعل، أن تتجاوز بعض الحوادث أو الشكوك التي ليست مبنية على حقائق، مثل أن حماس ضد الحوار ومتمسكة بقطاع غزة.

الوضع الفلسطيني محزن؛ لأنه مادام يوجد انقسام فيوجد ضعف، ومادام يوجد ضعف، هذا يتيح للاحتلال باتخاذ إجراءات، ويجر الأمريكان والإسرائيليين، وحتى العرب لأن يفتحوا أبواب التطبيع.

وأنا أناشد أن يكون هناك خطوة جدية، لا أريد لحركة فتح كل شيء، لكن يوجد عليها ثقل، وأن أبو مازن هو قائد فتح ورئيس السلطة الفلسطينية، عليه واجب أكبر أن يكون له مبادرة، أن يدعو القوى السياسية أن تأتي، وتجتمع.

وأن يضع على الطاولة قضية واحدة، وهي كيفية صياغة رؤية استراتيجية وطنية فلسطينية حقيقية، من أجل مواجهة ليس فقط (صفقة القرن) بل الاحتلال بكل أذرعه، والخطابات والمواجهات والمسيرات جيدة، ولكن لا تصب في الدائرة الحقيقة لمواجهة الظلم.

ما رأيكم بالمواقف العربية المؤيدة لصفقة القرن وآخرها لقاء السودان وموقف المغرب؟

بشكل واضح، موقف الدول التي دعمت أو صمتت، مواقفها مُخزية ومُخجلة وعار على هذه الدول أن تقبل بـ (صفقة القرن)، أو حتى أن تصمت عليها، وكان لا بد أن تعطى إشارات مباشرة وغير مباشرة، وعار عليها أن ترضى بالصفقة الجائرة الظالمة والمتعسفة.

وللأسف أنا خجل من بعض الدول، كيف لها أن تفتح لإسرائيل وأرضها، وقدسنا محتلة، وشعبنا الفلسطيني مشتت، ولا أعلم كيف لهم أن يواجهوا شعوبهم بهذا المنطق، وهذا الأسلوب، وأن يفتحوا أبوابهم لدولة مجرمة وقاتلة وظالمة، وترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني، دولة تعتبر عاراً على العدالة، وعلى حقوق الإنسان.

وآخرها موقف السودان، المخجل جداً لرئيس المجلس الانتقالي والسيادي، كيف له أن يستقبل نتنياهو، وأيديه ملطخة بالدم الفلسطيني، وكيف للشعب السوداني، أن يسكت على هذه الخطوة المجرمة، التي تريد أن تشق صف الشعب العربي، وهذا ما تريده إسرائيل، من خلال فتح أبواب للتطبيع من هنا وهناك، وتوهم العالم أن الكل يتعامل معها.

أنا أعتقد، أن الشعوب العربية والإسلامية بأكملها ترفض وجود إسرائيل، وترفض العدوان الإسرائيلي، ولكن هناك للأسف أنظمة فاسدة، وطاغية، وغير مقبلة على شعوبها، هي التي تحاول أن تطبع مع إسرائيل، لذلك أنا أقول بشكل واضح، يجب على الشعوب أن تقف ضد الحكام، الذين يفتحون الأبواب للتطبيع مع الاحتلال.

كيف تصف علاقتكم بتركيا؟

العلاقة حتى الآن جيدة مع تركيا، والرئيس أردوغان، استقبل السيد إسماعيل هنية، أكثر من مرة، وعبر عن موقف واضح، ومن أكثرها وضوحاً أنه ضد (صفقة القرن) وهذه الصفقة ليست لصالح الشعب الفلسطيني، وأعتقد أن تركيا واقفة حتى الآن بإيجابية تجاه القضية الفلسطينية.

كيف تصف علاقتكم بمصر؟

العلاقة بمصر جيدة.

أحمد يوسف في مقابلة صحفية قال: انه يوجد تواصل سري مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما شكل هذا التواصل؟

اعتقد أن حماس موقفها واضح من الإدارة الأمريكية، هذه الإدارة متصهينة، ولا تعترف بحق الشعب الفلسطيني، تؤمن فقط بشيء واحد اسمه إسرائيل، لذلك أنا أعتقد انه يجب أن يكون الموقف العام لكل القوى السياسية الفلسطينية، وكل الشعب الفلسطيني، أن تقاطع هذه الادارة.

هذه إدارة مجرمة وظالمة وطاغية، وليس عندها ذرة إنصاف للشعب الفلسطيني، لذلك نرفض أن يكون هناك حوار بين الشعب الفلسطيني، بمختلف أطيافه السياسية مع الإدارة الأمريكية.

كيف تصف علاقتكم مع ايران؟

العلاقة مع ايران علاقة جيدة حتى الآن، نحن في حركة حماس معنيون بأن تكون علاقة حركتنا مع كل الأطراف التي تريد أن تدعم القضية الفلسطينية علاقة متينة، ونحن لا ننظر لأحلاف أو تكتلات أو محاور، نحن ما يشدنا لبعض الدول، هو استعدادها لدعم القضية الفلسطينية، لكننا لم ندخل في  محور ضد محور آخر.

لا نريد أن نكون في جيب أحد، ولا نريد أن نتدخل في نظام سياسي عربي أو غير عربي، نحن كل ما يهمنا أن نجمع الدعم السياسي، والمالي، وكل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، وإذا وجدنا أي دولة، ولو كانت بآخر أفريقيا، تُريد أن تدعم الشعب الفلسطيني، سنذهب إليها، وقد نختلف معها في بعض السياسات نعم، ليس بالضرورة أن تكون هناك كمية تطابق بهذا الموضوع، هذه عبارة عن مصالح سياسية، وعلاقات تقوم بالأساس على دعم القضية الفلسطينية بشتى أنواع الدعم.

زيارة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية لإيران.. هل أثرت على العلاقة مع مصر أو وترتها ؟

حماس علاقتها مع ايران ليس جديدة، وهذه ليست أول مرة، حسب اعتقادي هي المرة الثالثة، السيد اسماعيل هنية يزور ايران، وقيادات حماس زارت إيران كثيراً، وينبغي ألا تؤخذ المسألة بحسابات معينة، إنها زيارة ليست مع أحد أو ضد أحد، لا، بل حماس معنية بها، رغم انتقادات كثير من الدول في موضوع إيران.

الشعوب لها انتقادات على إيران وسياساتها الإقليمية، لهم حق في هذا الأمر أن ينتقدوا، وتكون لهم تحفظات وانتقادات، ونحن لن نستطيع أن نجبر الناس على رؤية معينة بهذا الموضوع، لكننا في حركة حماس، نحاول أن تكون سياستنا متوازنة، وأن تكون هدفها دعم القضية الفلسطينية، بعيداً عن خلافات بين إيران والدول الأخرى.

بالعودة إلى الملف المحلي.. البالونات الحارقة والصواريخ في الفترة الأخيرة.. هل من الممكن أن تجرنا لحرب؟

لسنا معنيين أن ندخل في حرب، بل نريد الاستتباب والاستقرار في غزة، وأن تكون الحياة أفضل، وأن نفتح الأبواب للناس، وأن تكون هناك مجالات لحياة كريمة وأفضل، لكن لا شك بأن الاحتلال والحصار المفروض على قطاع غزة، يحول حياة الناس لحياة صعبة وقاسية.

حاولنا بعدد من القضايا التي دخلنا فيها، مثلاً، قضية التهدئة بوساطة مصرية، ووساطة أطراف أخرى، هدفنا لم يكن سياسياً، بل التخفيف عن القطاع، وتخفيف المعاناة، وتسهيل حياة الناس، ومع الأسف البعض كان يفهم خطأ أن هذا جزء من (صفقة القرن)، وهذه جزء من (جان كانسيز)، هذه كلها لا أصل لها.

نتمنى أن يكون هناك مصالحة وسلطة وحكومة واحدة، وبعد ذلك نبحث عن مجالات أخرى، لأن المصالحة أفضل حل يمكن أن يغير طبيعة الحياة الموجودة، لكننا اضطررنا للذهاب لهذا الموضوع من أجل أن نخفف الحياة عن الناس، لكن الاحتلال للأسف لا يلتزم بالاتفاقيات ويتلاعب بها، ويحاول الضغط على القطاع، بالتالي تصبح بعض الضغوط من هنا وهناك، ومن بعض الأطراف للاستجابة لمطالب الناس.

بعض الفصائل كانت تتحدث عن الدور القطري كالجبهة والجهاد وأن الأموال القطرية مشكوك بها ولها مقابل ما ردكم؟

سمعناه كثيراً، لكن أنا أتحدث وأطلب دليلاً واحداً، وإذا وجدوا دليلاً واحداً أن المال القطري مشبوه، أو ملوث سياسياً، سنتراجع ونقول إننا مخطئون، ولكن للأسف لم يأت أحد بهذا الدليل، والموضوع له أكثر من سنوات، قطر لها مشاريع ضخمة في البلد، في البنية التحتية،  والمشافي والمدارس والكهرباء ومجالات كثيرة جدا، وقدمت خدمة كبيرة للناس.

نحن بصراحة نشكرها من قلبنا على هذا، ووقفت لجانب الشعب الفلسطيني، ولكن لم تفرض علينا موقفاً سياسياً، وأتحدى أي فصيل فلسطيني، أن يأتي بدليل واحد، أن قطر مقابل هذا الدعم، فرضت علينا أن نتوجه اتجاهاً سياسياً معيناً أو أن نقبل بشيء ما، هذا الأمر لم يحدث إطلاقاً، ولن يحدث.

أعتقد أن الأمور يجب أن تُؤخذ بالحقائق، وليس بالإشاعات، وتحاورت كثيراً مع بعض الناس على الفضائيات، يقولون إن المال القطري ملوث، وإنه يدخل من خلال إسرائيل، نعم من خلال إسرائيل يدخل لأنها دولة محتلة، وهي المتحكمة في المعابر، وتتحكم بكل شيء، وبالتالي المسألة ليست مسألة جديدة، هذا الكلام من عام 2012، تقريباً 8 سنوات.

الفصائل الفلسطينية جلست مع السفير القطري، واستمعت له، وشرحت له كل التفاصيل، والسفير القطري، يذهب للضفة الغربية، ويلتقي بقيادات السلطة، والسفير العمادي، التقى مع الرئيس أبو مازن، وبعض قيادات السلطة، الأمر ليس سراً أو مخبأ.

بعد فترة طويلة من مسيرات العودة كيف تُقيّم التجربة وهل يمكن أن تعود بهذا الزخم أو الشكل القديم؟

مسيرات العودة لها وعليها، ولا شك انها كانت عبارة عن صورة تقول بشكل واضح، نحن كشعب فلسطيني موحدون ضد الاحتلال، ونريد العودة لأراضينا، ونكسر هذا الحصار، وبالتالي كانت اللقاءات مع القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، موحدة بهذا الاتجاه، والمسيرة استمرت فترة طويلة جداً حوالي ما يقارب سنتين، أعطت صورة للعالم، أن هذه مسيرة سلمية ولا شك أن الاحتلال ارتكب كثيراً من الجرائم، وقتل ما يقارب 300 شهيد فلسطيني، بالإضافة إلى 20 أو 30 ألف جريح فلسطيني، وأن هناك بعض الأخطاء والعثرات والقصور، وأعتقد أن الناس في محاولة إعادة تقييم للمسيرة، بحيث تقلل من نسبة الخسائر فيها، وتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها.

أعتقد أنه يوجد عمليات تقييم ومراجعة، وهذا شيء جيد وممتاز، أن تكون هناك عمليات تقييم، وتصحيح الأخطاء الموجودة، وإن شاء الله، تكون هناك صيغة ورؤية أفضل، مما كانت عليه في السابق.

المشفى الأمريكي وتمسك حماس به بالتزامن مع صفقة القرن وتدخل ترامب ما رايك بهذا؟

المشفى كموضوع المال القطري، تثير كثيراً من الإشاعات والأقاويل، رغم أن الموضوع طرح أمام الفصائل الفلسطينية، على الطاولة بلا استثناء بالتفاصيل، وهو موضوع بسيط وفكرة بسيطة، الناس في قطاع غزة لديهم مشكلة كبيرة جداً، خاصة مرضى السرطان، إنهم يجدون تحويلات، يسافرون عبر معبر بيت حانون/ إيرز، وكثير من المرضى لا يتمكن من العلاج، وبعضهم كان يموت بشكل بطيء جداً.

ولذلك؛ طرح هذا المشفى من أجل أن يكون نوعاً ما مساعداً للمرضى؛ لتقديم علاج للناس، وليس له علاقة بالوضع السياسي ولا الأمني، وبالتالي كل ما يثار حول المشفى بأن له علاقة بـ (صفقة القرن)، كلام فارغ وفاضٍ، وهذا المشفى عبارة عن مشفى ميداني، يقدم علاجاً للناس، نقطة، وبداية سطر جديد.

وبالتالي عندما نوقشت تفاصيله، وضعت الكثير من الضوابط والمحددات التي قالت: إن هذا المشفى، يقوم فقط بعمله الطبي لا أكثر ولا أقل، والأمر ليس حكراً على حركة حماس، وبالتالي من له اعتراض على أن المشفى له بعد سياسي أو أمني فليأتِ ويقول، ونحن مستعدون لسحب كل شيء نتفق عليه بهذا الموضوع.

 

التعليقات