ماذا تُريد إسرائيل من السودان؟

ماذا تُريد إسرائيل من السودان؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه التقى في أوغندا، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان؛ بهدف تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، واصفًا اللقاء بـ "التاريخي".

وقالت رئاسة الوزراء في إسرائيل: إن نتنياهو والبرهان، بحثا الاثنين في العاصمة الأوغندية، سبل التعاون المشترك الذي من شأنه، أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن اللقاء، جرى بدعوة من أوغندا.

وأضاف: أن "الجنرال البرهان يرغب في مساعدة بلده على المضي قدماً في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم". 

وقالت مصادر إسرائيلية: إن نتنياهو طلب من البرهان، خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين، فتح الأجواء السودانية أمام الطيران الإسرائيلي القادم من أميركا اللاتينية، بما يختصر الرحلات الجوية بواقع ثلاث ساعات، في حين طلب منه المسؤول السوداني التوسط لتخفيف العقوبات الأميركية على بلاده، وشطب اسمها من لائحة الإرهاب.

وفلسطينيًا، دان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، اللقاء الذي عقده البرهان مع نتنياهو في أوغندا، حيث وصف اللقاء بأنه طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخروج صارخ عن مبادرة السلام العربية.

بدورها، دانت حركة فتح اللقاء، واعتبر أمين سر اللجنة المركزية للحركة، جبريل الرجوب، أن اللقاء يتناقض مع موقف الشعب السوداني الشقيق، المناصر لحق الشعب الفلسطيني، وأنه خروج عن مبادرة السلام العربية.

كما استنكرت حركة حماس الاجتماع، وقال الناطق باسمها حازم قاسم: إن اللقاءات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه وعدوانه ضد الفلسطينيين، وأن ينتهك حرمة مقدسات الأمة العربية والإسلامية.

بدورها، دانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة اللقاء، وأكدت أنه لا يعبر عن موقف الشعب السوداني المساند للقضية الفلسطينية، كما دعت الحركة الشعب السوداني وقواه الحية وثواره لرفض وإدانة هذا اللقاء.

بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إن اللقاء يضرب في الصميم مصالح الشعب السوداني، وموقفه الذي لم يتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، وانخراط الكثير من أبنائه في صفوف المقاومة الفلسطينية.

إضافة إلى فتح الأجواء بين البلدين، ماذا تُريد إسرائيل من السودان، سواءً في الجانبين السياسي أو الاقتصادي؟

أكد الباحث في الشأن الإسرائيلي، يسري خيزران، أن نتنياهو يُقلد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، عندما كان هذا الأخير يُعزز علاقاته بالمحاور الثلاثة: وهي المحور العربي، المحور الإسلامي، المحور الإفريقي، ومؤخرًا استطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن يُحدث اختراقًا في كل منها، فمثلًا: التقى بأكبر مسؤول سوداني وهو البرهان، وأقنع أوغندا الدولة الإفريقية بنقل سفارتها للقدس، وكذلك، استطاع أن يُرتب العلاقة مع أذربيجان الدولة الإسلامية.

وقال خيزران لـ"دنيا الوطن": إن نتنياهو في كل لقاء بأي مسؤول عربي أو إسلامي، يُقنعه بأن القضية الفلسطينية عقبة في وجه التطبيع، لذا فإن الأسلم والأفضل هو التطبيع السياسي والاقتصادي والعسكري، موضحًا أن نتنياهو قلب المعايير فبدلًا أن تكون القضية الفلسطينية هي السبب في عزل إسرائيل، أصبحت إسرائيل توظف علاقاتها بالدول العربية والإسلامية لعزل القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الدول العربية التي لم تُطبع علاقاتها مع إسرائيل أصبحت أقلية، ومعظمها دول لها إرث أيدلوجي وقومي، كالجزائر، وسوريا، ولبنان، والعراق، وستكون هذه الدول سدًا منيعًا في وجه التطبيع، وفي وجه نتنياهو، ويمكن إضافة الكويت لهم، فهي الدولة الوحيدة في الخليج من أصل 6 دول تقف إلى جانب السلطة الفلسطينية بمواجهة التطبيع، و(صفقة القرن).

وأضاف: "الأردن ومصر لهما علاقات متكاملة مع إسرائيل بحسب الاتفاقيات الموقعة، وخمس دول الخليج تُقيم علاقات عديدة مع تل أبيب، وكذلك المغرب والسودان، سيقيمان علاقات لاحقًا مع إسرائيل"، مؤكدًا أن السبب في تهافت العرب نحو التطبيع هو عدم وجود دولة ذات ثقل عربي قوية، كما كانت في السابق جمهورية مصر العربية.

قال الباحث في الشأن الإفريقي، عبد الرحيم الليثي: إن إسرائيل ومنذ أن وضعت أقدامها في الأراضي العربية، تحاول استقطاب الساسة العرب إليها، والآن تستقطب بعض الزعامات والمسؤولين الذين من الممكن أن يدعمون (صفقة القرن) لكي تنتهي من الصداع المزمن الذي يسببه لها الصراع العربي الدائم.

وأضاف الليثي لـ"دنيا الوطن"، أن إسرائيل تعمل على استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها السودان، في محاولة لاغرائه بمساعدات مالية، ووعود استثمارية في مقابل زيادة أعداد الموافقين على (صفقة القرن) من العرب.

وأوضح أن الهدف الإسرائيلي الثاني من التطبيع مع السودان، هو الوصول إلى القارة الإفريقية، والسيطرة على مقدراتها، وثرواتها، ومحاولة تحسين الصورة والسمعة السيئة المشهورة بها إسرائيل في القارة السمراء.

وذكر، أن نتنياهو يعمل كل ما بوسعه من أجل الحصول على تطبيع مجاني في مقابل عدم حل القضية الفلسطينية، ويجر بعض الدول خلفه، باستخدام البُعبُع الإيراني.

التعليقات