فتحي كليب: صفقة القرن نهاية مسار سياسي مختل منذ البداية

رام الله - دنيا الوطن
عقد "ملتقى المنظمات والحركات الشعبية في المنطقة العربية والمغاربية" اجتماعا في تونس في اطار "القمة العالمية للشعوب" تحت عنوان "من اجل التضامن ومناهضة الامبريالية والصهيونية والدفاع عن سيادة الشعوب" بمشاركة 31 حزبا ومنظمة شعبية يمثلون 11 بلدا.
ناقش الملتقى على مدار يومين الاوضاع في فلسطين، لبنان، العراق والسودان وآفاق التضامن مع ما يحصل فيها، اضافة الى "تجارب توحيد الحركات والمنظمات الشعبية"، و "برنامج عمل القمة المناهض للامبريالية".. وخلال القمة قدم عرض عام عن كل دولة، وقدم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق فتحي كليب عرضا سياسيا عن "صفقة القرن" باسم الوفد الفلسطيني المشارك قال فيه: ان "صفقة القرن" هي نتاج تراكمات سياسية خاطئة، وهي نهاية لمسار سياسي كان مختلا منذ البداية، وان سعى البعض الى بث الروح فيه اكثر من مرة".
واضاف قائلا: ان مشروع ترامب – نتنياهو هو عبارة عن مجموعة من العناوين كانت الادارة الامريكية قد حسمتها منذ زمن دون مراعاة حلفاءها في النظام الرسمي العربي، وكل عنوان منها هو مشروع حرب جديدة في المنطقة واداة لفتنة عربية فلسطينية.. لذلك فان صمت النظام الرسمي في الدول العربية والاسلامية، اليوم وامس، كان اشارة سلبية شجعت الادارة الامريكية على طرح مشروعها بهذه الوقاحة:
- فحين تفهم مؤتمرات القمم الاسلامية مثلا ان قضية القدس هي قضية الاماكن الاسلامية المقدسة وحرية الوصول اليها، فلا غرابة ان تأتي الصفقة لتزعم ان القدس الموحدة هي عاصمة لاسرائيل وهي تضمن حرية الوصول الى الاماكن المقدسة وتعترف بعاصمة فلسطينية في احدى ضواحي القدس.
وحين تسن لجنة الميزانيات في مجلس النواب الأمريكي قانونا عام 2013 بشأن المساعدات الخارجية وتسعى للعبث بقضية اللاجئين وحق العودة دون ان تكلف اي دولة عربية نفسها عناء الاحتجاج الرسمي على هذا القانون، فمن الطبيعي ان تعلن الادارة الامريكية مواقفها العدوانية ضد حق العودة وضد وكالة الغوث والمكانات السياسية والقانونية لقضية اللاجئين.
وعندما سن الكنيست الاسرائيلي في تموز 2018 ":قانون الدولة القومية للشعب اليهودي في اسرائيل" والذي اعتبر ان الاستيطان في فلسطين "قيمة قومية"، وهو بالتالي يشكل خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني بارضه وتاريخه ومستقبله، فلم نجد من الدول العربية والاسلامية لا مواقف منددة ولا تحركات سياسية داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
وحين تدعو المبادرة العربية آذار 2002 الى انشاء علاقات طبيعية مع اسرائيل في إطار سلام شامل معها، وان يعتبرها شارون في اليوم نفسه انها لا تساوي الحبر الذي كتب عليها، فمن الطبيعي ان تبادر بعض الدول العربية، في سباق محموم، الى فتح ابواب التطبيع مع اسرائيل على مصراعيه، غير آبهة بانعكاس ذلك على القضية الوطنية للشعب الفلسطيني..
كل هذا مضافا اليها عبث بحدود "الدولة الفلسطينية" والدول العربية سواء لجهة ضم المستوطنات ومنطقة الاغوار الى اسرائيل، او لجهة الشروط التي تقيد سيادة دولة فلسطينية على ارضها، ما يجعل من المشروع الامريكي الاسرائيلي وصفة حقيقية لتصفية القضية الفلسطينية بجميع عناوينها..
وتابع كليب مستعرضا "صفقة القرن" وتداعياتها قائلا: عندما وقع اتفاق اوسلو رفع النظام الرسمي، وبعض الحركات الشعبية، مقولة "نقبل بما يقبل به الفلسطينيون". ورغم ان هذه المقولة لم تكن سوى ذريعة للتساوق مع المشروع الاسرائيلي، فان الموقف الفلسطيني الجامع اليوم من صفقة القرن يسقط هذه الذريعة ويطرح امام العرب مسؤوليات وطنية وقومية متصادمة مع تداعيات هذا المشروع وعلى ارضية ان القاسم المشترك للصفقة هو استهدافها للحقوق الفلسطينية والعربية في آن، ما يجعل الترابط بين النضال الفلسطيني والعربي امرا حتميا يجب البناء عليه بمهمات مشتركة.
وقال: "ان الحركة الشعبية العربية مطالبة بالاستجابة لثلاث مهمات رئيسية يقع في مقدمتها لعب دور ايجابي لجهة دفع الفصائل الفسطينية لاستعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، مواجهة عمليات التطبيع بجميع اشكالها العلنية والسرية وتفعيل اسلحة المقاطعة للشركات الامريكية وللمؤسسات والمنظمات الداعمة للاحتلال الاسرائيلي.
وختم بالاشارة الى المهمات الفلسطينية المطلوبة والى موقف الجبهة الديمقراطية التي ستبقى تناضل الى جانب كل قوى شعبنا من اجل استراتيجية وطنية جديدة تتصادم مع تداعيات صفقة القرن في الميدان وايضا في المجال السياسي خاصة لجهة تطبيق ما انتجته الهيئات الوطنية الجامعة خاصة المجلس الوطني من قرارات وتوجهات وفي مقدمتها: الخروج بشكل نهائي من اتفاق اوسلو وافرازاته سواء لجهة وقف التنسيق الامني او الغاء التعاون الاقتصادي ورفع القضية الفلسطينية الى جميع المنظمات والمنتديات والمنابر الدولية في اطار معركة سياسية تواكبها انتفاضة شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزه وفي جميع الساحات والتجمعات..
كما قدم القيادي في الجبهة الديمقراطية الرفيق جهاد سليمان مداخلة حول مسؤوليات اليسار تجاه القضية الفلسطينية معتبرا ان مواجهة واسقاط المشروع الامريكي الاسرائيلي يجب ان تكون جزءا من مهمات وبرنامج عمل اليسار العربي والدولي، انطلاقا من عدوانية الصفقة ليس فقط في تعاطيها مع الشعب الفلسطيني وقضيته بل ولأنها مشروعا يكرس السيطرة الاستعمارية والامبريالية في تحالفها الوطيد مع الحركة الصهيونية ومشروعها السياسي، وتناقضها ثانيا مع منطق القانون الدولي ومبادئه العامة، وتنكرها ثالثا لمنطق العدالة والقيم الانسانية، لذلك تصبح مهمة كل البشرية التصدي لها واسقاطها.
ودعا سليمان اليسار العربي والعالمي والقوى المدنية المختلفة الى ادانة "صفقة القرن" ودعم الشعب الفلسطيني على مختلف المستويات وتعزيز اواصر التعاون فيما بينها استنادا الى برنامج عمل واضح يخاطب الحكومات العربية والغربية والرأي العام للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومواجهة الادارة الامريكية ومشاريعها الاستعمارية في فلسطين والمنطقة، معتبرا ان هذه الصفقة هي فرصة لاستعادة دور الحركة الشعبية وفي المقدمة منها اليسار بمختلف تشكيلاته.


عقد "ملتقى المنظمات والحركات الشعبية في المنطقة العربية والمغاربية" اجتماعا في تونس في اطار "القمة العالمية للشعوب" تحت عنوان "من اجل التضامن ومناهضة الامبريالية والصهيونية والدفاع عن سيادة الشعوب" بمشاركة 31 حزبا ومنظمة شعبية يمثلون 11 بلدا.
ناقش الملتقى على مدار يومين الاوضاع في فلسطين، لبنان، العراق والسودان وآفاق التضامن مع ما يحصل فيها، اضافة الى "تجارب توحيد الحركات والمنظمات الشعبية"، و "برنامج عمل القمة المناهض للامبريالية".. وخلال القمة قدم عرض عام عن كل دولة، وقدم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق فتحي كليب عرضا سياسيا عن "صفقة القرن" باسم الوفد الفلسطيني المشارك قال فيه: ان "صفقة القرن" هي نتاج تراكمات سياسية خاطئة، وهي نهاية لمسار سياسي كان مختلا منذ البداية، وان سعى البعض الى بث الروح فيه اكثر من مرة".
واضاف قائلا: ان مشروع ترامب – نتنياهو هو عبارة عن مجموعة من العناوين كانت الادارة الامريكية قد حسمتها منذ زمن دون مراعاة حلفاءها في النظام الرسمي العربي، وكل عنوان منها هو مشروع حرب جديدة في المنطقة واداة لفتنة عربية فلسطينية.. لذلك فان صمت النظام الرسمي في الدول العربية والاسلامية، اليوم وامس، كان اشارة سلبية شجعت الادارة الامريكية على طرح مشروعها بهذه الوقاحة:
- فحين تفهم مؤتمرات القمم الاسلامية مثلا ان قضية القدس هي قضية الاماكن الاسلامية المقدسة وحرية الوصول اليها، فلا غرابة ان تأتي الصفقة لتزعم ان القدس الموحدة هي عاصمة لاسرائيل وهي تضمن حرية الوصول الى الاماكن المقدسة وتعترف بعاصمة فلسطينية في احدى ضواحي القدس.
وحين تسن لجنة الميزانيات في مجلس النواب الأمريكي قانونا عام 2013 بشأن المساعدات الخارجية وتسعى للعبث بقضية اللاجئين وحق العودة دون ان تكلف اي دولة عربية نفسها عناء الاحتجاج الرسمي على هذا القانون، فمن الطبيعي ان تعلن الادارة الامريكية مواقفها العدوانية ضد حق العودة وضد وكالة الغوث والمكانات السياسية والقانونية لقضية اللاجئين.
وعندما سن الكنيست الاسرائيلي في تموز 2018 ":قانون الدولة القومية للشعب اليهودي في اسرائيل" والذي اعتبر ان الاستيطان في فلسطين "قيمة قومية"، وهو بالتالي يشكل خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني بارضه وتاريخه ومستقبله، فلم نجد من الدول العربية والاسلامية لا مواقف منددة ولا تحركات سياسية داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
وحين تدعو المبادرة العربية آذار 2002 الى انشاء علاقات طبيعية مع اسرائيل في إطار سلام شامل معها، وان يعتبرها شارون في اليوم نفسه انها لا تساوي الحبر الذي كتب عليها، فمن الطبيعي ان تبادر بعض الدول العربية، في سباق محموم، الى فتح ابواب التطبيع مع اسرائيل على مصراعيه، غير آبهة بانعكاس ذلك على القضية الوطنية للشعب الفلسطيني..
كل هذا مضافا اليها عبث بحدود "الدولة الفلسطينية" والدول العربية سواء لجهة ضم المستوطنات ومنطقة الاغوار الى اسرائيل، او لجهة الشروط التي تقيد سيادة دولة فلسطينية على ارضها، ما يجعل من المشروع الامريكي الاسرائيلي وصفة حقيقية لتصفية القضية الفلسطينية بجميع عناوينها..
وتابع كليب مستعرضا "صفقة القرن" وتداعياتها قائلا: عندما وقع اتفاق اوسلو رفع النظام الرسمي، وبعض الحركات الشعبية، مقولة "نقبل بما يقبل به الفلسطينيون". ورغم ان هذه المقولة لم تكن سوى ذريعة للتساوق مع المشروع الاسرائيلي، فان الموقف الفلسطيني الجامع اليوم من صفقة القرن يسقط هذه الذريعة ويطرح امام العرب مسؤوليات وطنية وقومية متصادمة مع تداعيات هذا المشروع وعلى ارضية ان القاسم المشترك للصفقة هو استهدافها للحقوق الفلسطينية والعربية في آن، ما يجعل الترابط بين النضال الفلسطيني والعربي امرا حتميا يجب البناء عليه بمهمات مشتركة.
وقال: "ان الحركة الشعبية العربية مطالبة بالاستجابة لثلاث مهمات رئيسية يقع في مقدمتها لعب دور ايجابي لجهة دفع الفصائل الفسطينية لاستعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، مواجهة عمليات التطبيع بجميع اشكالها العلنية والسرية وتفعيل اسلحة المقاطعة للشركات الامريكية وللمؤسسات والمنظمات الداعمة للاحتلال الاسرائيلي.
وختم بالاشارة الى المهمات الفلسطينية المطلوبة والى موقف الجبهة الديمقراطية التي ستبقى تناضل الى جانب كل قوى شعبنا من اجل استراتيجية وطنية جديدة تتصادم مع تداعيات صفقة القرن في الميدان وايضا في المجال السياسي خاصة لجهة تطبيق ما انتجته الهيئات الوطنية الجامعة خاصة المجلس الوطني من قرارات وتوجهات وفي مقدمتها: الخروج بشكل نهائي من اتفاق اوسلو وافرازاته سواء لجهة وقف التنسيق الامني او الغاء التعاون الاقتصادي ورفع القضية الفلسطينية الى جميع المنظمات والمنتديات والمنابر الدولية في اطار معركة سياسية تواكبها انتفاضة شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزه وفي جميع الساحات والتجمعات..
كما قدم القيادي في الجبهة الديمقراطية الرفيق جهاد سليمان مداخلة حول مسؤوليات اليسار تجاه القضية الفلسطينية معتبرا ان مواجهة واسقاط المشروع الامريكي الاسرائيلي يجب ان تكون جزءا من مهمات وبرنامج عمل اليسار العربي والدولي، انطلاقا من عدوانية الصفقة ليس فقط في تعاطيها مع الشعب الفلسطيني وقضيته بل ولأنها مشروعا يكرس السيطرة الاستعمارية والامبريالية في تحالفها الوطيد مع الحركة الصهيونية ومشروعها السياسي، وتناقضها ثانيا مع منطق القانون الدولي ومبادئه العامة، وتنكرها ثالثا لمنطق العدالة والقيم الانسانية، لذلك تصبح مهمة كل البشرية التصدي لها واسقاطها.
ودعا سليمان اليسار العربي والعالمي والقوى المدنية المختلفة الى ادانة "صفقة القرن" ودعم الشعب الفلسطيني على مختلف المستويات وتعزيز اواصر التعاون فيما بينها استنادا الى برنامج عمل واضح يخاطب الحكومات العربية والغربية والرأي العام للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومواجهة الادارة الامريكية ومشاريعها الاستعمارية في فلسطين والمنطقة، معتبرا ان هذه الصفقة هي فرصة لاستعادة دور الحركة الشعبية وفي المقدمة منها اليسار بمختلف تشكيلاته.


التعليقات