مستشفى الملك فيصل أول مؤسسة طبية تحصد "جائزة ديفيز للتميز"

مستشفى الملك فيصل أول مؤسسة طبية تحصد "جائزة ديفيز للتميز"
رام الله - دنيا الوطن
انضمّ "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" إلى أهم أربع مؤسسات طبية عالمية حصلت على "جائزة ديفيس للتميز" (Davies Award of Excellence) لعام 2020، والمقدّمة من جمعية نظم المعلومات والإدارة الصحية "هيمس" (HIMSS)، لتدخل بذلك قائمة أفضل 100 مؤسسة طبية حول العالم تفوز بالجائزة المرموقة. ويعتبر المستشفى أول مؤسسة طبية تحصد هذه الجائزة الدولية في المملكة العربية السعودية.

وتمنح جمعية نظم المعلومات و الإدارة الصحية "جائزة ديفيز للتميز" للمؤسسات الطبية التي تطبق حلول تكنولوجيا المعلومات الصحية لتحسين نتائج المرضى، من خلال تبادل أفضل الممارسات القائمة على البراهين  بشأن استراتيجيات التنفيذ وتصميم سير العمل وإدارة التغيير وإشراك المرضى.

وقال الدكتور ماجد الفياض، المدير العام التنفيذي لـ "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث": "يعكس حصولنا على هذه الجائزة المرموقة مستوى نضج وكفاءة وفعالية "نظام المعلومات السريرية المتكامل" (ICIS) وقابليته للتشغيل البيني منذ أن بدأنا العمل به قبل 17 عاماً. ويمثل وصولنا إلى هذا المستوى من التميز، بلا شك إنجاز كبير على مستوى المؤسسة ككل ويعكس قدرة وتفاني موظفينا في استخدام التكنولوجيا والاستفادة منها."

ويدير "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" ثلاثة مرافق طبية في المملكة، مقدّماً دوراً مهماً باعتباره مزوداً رائداً للخدمات الطبية المتخصصة من المستوى الثالث، مثل الأورام وأمراض القلب وزراعة الأعضاء والخصوبة، بالاضافة الى استقبال ما يقرب من مليون زيارة لمرضى العيادات الخارجية سنوياً. ومنذ تطبيق نظام المعلومات السريرية المتكامل مع سجل الصحة الإلكتروني في العام 2002، حقق "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" العديد من التطورات والتحسينات طويلة الأمد والتي برزت بوضوح أمام لجنة التقييم في "هيمس".

وللوقوف على فوائد ومزايا نظام المعلومات السريرية المتكامل، أجرى "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" دراسات مفصلة عن لقاح الإنفلونزا وفحوصات سرطان الثدي والقولون وبرنامج "تكنولوجيا ذكية لرعاية ذكية" بالاستفادة من مشروع "الغرفة الذكية". وأظهرت هذه الدراسات تحسناً في تجارب المرضى والموظفين وآليات التواصل، وكذلك طرقاً أكثر ذكاءً لإشراك المرضى في رحلتهم الصحية.

لقاح الإنفلونزا

يزور مكة المكرمة خلال موسم الحج حوالي 3 مليون حاج من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى 18 مليون زائر على مدار العام. ومع تزايد أمراض الإنفلونزا في أنحاء العام منذ العام 2010 (بما في ذلك إنفلونزا الخنازير وفيروس كورونا)، عمل "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" على زيادة تطعيمات وفحوصات الإنفلونزا.

واستفاد المستشفى من تطبيق العناية بالصحة لـ "سيرنر"، وهي جزء من منظومة "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث"، لتذكير الأطباء بالمرضى الواجب تطعيمهم ضد الإنفلونزا. ولتعزيز عملية الامتثال، كانت رسائل التذكير هذه بمثابة الجزء الأول من المعلومات المقدمة للأطباء خلال عملهم، كما تم تقديمها مباشرة للمرضى من خلال بوابة المرضى الخاصة بهم كإجراء وقائي.  

وقدم "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" تطعيمات الإنفلونزا بمتوسط زيادة قدرها 300%[1]. كما زادت المستشفى من فحوصات الإنفلونزا بأكثر من 7 مرات ورفعت بشكل كبير من عدد الوصفات الطبية لعلاج المرضى المصابين.

فحوصات سرطان الثدي والقولون

يعتبر سرطان القولون وسرطان الثدي من الأمراض الأكثر شيوعاً لدى الرجال والنساء على التوالي في المملكة العربية السعودية. وتقوم وحدة العناية بالصحة من "سيرنر" لفت انتباه الممارس الصحي  الى المرضى الواجب فحصهم للكشف عن هذه الأمراض مباشرة أثناء سير عملهم. كما يتم، وكإجراء وقائي، تقديم رسائل التذكير للمرضى مباشرة من خلال بوابة المرضى الخاصة بهم.

ورفع "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" بشكل كبير من حجم الفحوصات الاستباقية لهذه الأمراض من أجل المساعدة في الكشف المبكر عن الحالات المصابة، حيث أسفرت هذه الفحوصات عن زيادة هائلة في عمليات الكشف المبكر عن السرطان. فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد اختبارات الدم الخفي في البراز في الفترة من 2014-2018 بنسبة 59%. وبالمثل، ارتفع عدد فحوصات الصور الشعاعية للثدي بنسبة 30% خلال نفس الفترة، مقارنة بالبيانات الأساسية. كما ارتفع عدد النتائج الإيجابية من خلال هذه الزيادة في الفحوصات بنسبة 267% فيما يتعلق بفحوصات سرطان القولون وبنسبة 600% بالنسبة لفحوصات سرطان الثدي.

تكنولوجيا ذكية لرعاية ذكية

بذل الفريق القيادي في "مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد" (KACOLD)، الذي يعتبر جزءاً من "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث"، جهوداً سبّاقة في سبيل إحداث تغيير جذري وإيجابي في منهجيات تقديم الرعاية الصحية للمرضى ومواجهة القضايا المتعلقة بوسائل التواصل بين الموظفين مع بعضهم البعض من جهة وبين الموظفين والمرضى من جهة أخرى، سعياً وراء الارتقاء بتجربة المرضى وتحقيق أقصى مستويات الرضا. 

واتّخذ "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" قراراً لتعزيز أطر التواصل لتحسين توقيت توفير الرعاية الصحية، فضلاً عن زيادة التواصل الفعال مع فريق الرعاية والارتقاء بالمستويات الحالية لدعم اتخاذ القرارات السريرية، ما ساهم في النهاية في رفع مستويات سلامة المرضى وتخفيض عدد التدخلات اليدوية والقوى العاملة وتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفى.

وعمل فريق "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" مع "سيرنر" في سبيل تصميم وتطبيق "غرفة سيرنر الذكية" (Cerner Smart Room)، بالاستفادة من عدد كبير من الحلول المبتكرة والأدوات الجديدة والمتفرّدة في المنطقة والعالم. ونجح المستشفى في تخفيض متوسط مدة الإقامة بحوالي 9% من خلال قابلية التشغيل البيني لهذه الحلول الجديدة مع "غرفة سيرنر الذكية"، إلى جانب الإرشادات المبنية على الأدلة و البراهين السريرية لتحسين النتائج وتعزيز الاتصال الفعال[2].

وبالمقابل، وبالمقارنة مع التدابير الأساسية لنفس الوحدة، سجلت درجة رضا المرضى ارتفاعاً بنسبة 28% للنظافة البيئية، و25% لإدارة الألم، و12% للتواصل مع الممرضة و14% للتواصل مع الطبيب (كما ورد في دراسات الإدراك الموحد للمريض). وتم تقليل حجم أخطاء إدخال البيانات بنسبة 99% من خلال أتمتة وثائق العلامات الحيوية. وتوفر الأتمتة في المتوسط 140 دقيقة من وقت الموظفين لكل مريض يومياً في وحدات الرعاية الحرجة، و58 دقيقة من وقت الموظفين لكل مريض يومياً في وحدات الرعاية غير الحرجة[3].

وقال الدكتور أسامة السويلم، مدير قطاع تقنية المعلومات في "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث": "يؤكد التكريم الأخير من جمعية نظم المعلومات والإدارة الصحية "هيمس" التحول الإيجابي والأثر الجذري الذي يمكن أن تحدثه التكنولوجيا الحديثة في عالم الرعاية الصحية. وبدأت تقنية المعلومات تؤثر بصورة كبيرة وملموسة على الجودة والتكلفة والوصول كما يتضح في التحول الرقمي المتسارع في "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث". ويمكننا القول اليوم بأنّ ثورة الرعاية الصحية قد بدأت للتو بما يواكب ثورة التكنولوجيا والمعلومات."

من جهته، قال علاء عادل، نائب الرئيس والمدير العام في "سيرنر" لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: "يشرفنا أن يكون "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" أحد عملاء "سيرنر" منذ فترة طويلة من الزمن. ونتقدم الى المستشفى بالتهنئة بمناسبة حصوله مؤخراً على "جائزة ديفيز للتميز" المرموقة، والذي يمثل إنجاز هام يأتي نتاج سنوات من العمل الجاد والتصميم والإرادة والجهود السبّاقة لتبني أحدث الابتكارات التكنولوجية الرائدة التي من شأنها الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية. ونفخر بأن نكون في "سيرنر" إحدى الدعامات الأساسية التي ساعدت المستشفى في تحقيق هذه البصمة الإيجابية اللافتة، متمنين له المزيد من النجاحات والتقدم في المستقبل.