كوشنير وحلاق اليتامى بالسلطة الفلسطينية

كوشنير وحلاق اليتامى بالسلطة الفلسطينية
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
يقول المثل الشعبي الفلسطيني عن حلاق جاهل: إنه يتعلم الحجامة برؤوس اليتامى حيث إن اليتيم لا أب له ولا أم إذ رأى حلاقة ابنه اليتم سيئة جداً، فيتراجع الحلاق فيقول له لماذا حلقت لابني بهذا الشكل السيئ، وإذ كان الطفل يتيماً فلا أحد سيُراجع الحلاق، وهذا المثل ينطبق على كوشنير صهر الرئيس ترامب، فهو شاب جاهل لا يفقه بالسياسة شيئاً، وكل ما عرفه أنه يريد إرضاء إسرائيل بأي شكل، فتحول إلي مستوطن إسرائيلي.

 فكل ما يصدر عن كوشنير من أفكار وتصريحات هي أفكار وتصريحات مستوطن، فإذا كان السفير الأمريكي بالقدس هو فعلياً أحد المستوطنين، فأي نكبة نعيشها الآن مع هذه الإدارة الأمريكية بهذا الشكل، وعلى مر العصور الماضية، لم نعرف إدارة أمريكية على هذا النحو، وحتى الرؤساء السابقين جورج بوش الأب وجورج بوش الابن، اتخذوا مواقف قريبة من إنصاف الشعب الفلسطيني، ولاسيما الرئيس كلينتون والرئيس أوباما، لم يصلوا إلى هذا المستوى من الانحدار.

وحتى عندما قام الرئيس كلينتون بزيارة المنطقة، قام أولاً بزيارة غزة بعهد الرئيس الراحل أبو عمار، ثم انتقل إلى زيارة إسرائيل، وجورج بوش الابن، عندما شاهد صور خرائط قدمها الرئيس أبو مازن له، ذُهل بوش من الخرائط والصور الجوية التي قدمتها مصر للرئيس أبو مازن، والتي صورتها مصر بواسطة القمر الصناعي المصري، فقال بوش أي دولة فلسطينية هذه التي ستقوم بهذا الشكل تتخللها المستوطنات مثل قطعه الجبن.

يجب أن تقوم دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي، وكان جورج بوش الابن، قد خاض حرب الخليج، وعايش مشاكل الشرق الأوسط كلها، وأعطى وعداً للرئيس أبو مازن بقوله: لا تنتهي ولايتي حتى تقام الدولة الفلسطينية ذات تواصل جغرافي، ولكنه لم يستطع أن ينفذ وعده، فترك المهمة للرئيس أوباما.

وعلى ما يبدو أن الرئيس ترامب وصهره كوشنير، لم يحاولا الاتصال بجورج بوش الابن والرئيس كلينتون؛ ليفهما منهما كيف تعالج مشاكل الشرق الأوسط، وبدلاً من ذلك تحول ترامب وكوشنير إلى ناطقين باسم المستوطنين.

عندما يقول ترامب إن إسرائيل سوف تتولى حماية الدولة الفلسطينية، وبموجب ذلك تقوم الدولة الفلسطينية بدفع الأموال اللازمة لإسرائيل، ويقول بأن صفقة القرن ليست جديدة بالنسبة له، فقد أبرم صفقات أكبر منها للعقارات بأمريكا، أي أننا نعيش مرحلة من المهازل لم يسبق لها مثيل في ظل وجود موقف عربي متخاذل، فقد انتهت مرحلة تجييش الجيوش العربية دون استثناء لتحرير فلسطين، ومد الثورة الفلسطينية بالسلاح والأموال.

وعلى مدى سبعين عاماً لم تقترب الإدارات الأمريكية المتعاقبة من خطوط حمراء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومحاولة اتخاذ مواقف متوازنة قدر الإمكان، حتى جاء الرئيس ترامب وإدارته الفاشلة في ظل تخاذل عربي، وتسابق عربي للتنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، ولكن الشعوب العربية تغلd كالبركان، وستنفجر في وجه إسرائيل وأمريكا يوماً ما.

ويذكر الجميع أنه بعد نكبة عام 1948 اجتاحت المنطقة العربية كلها انقلابات عسكرية، تريد تصحيح الأوضاع وإنقاذ فلسطين والمتوقع بهذه المرحلة قيام ثورات عربية شعبية، بهدف إنقاذ فلسطين.

التعليقات