الخارجية: صفقة ترامب وضعت العرب والعالم أمام لحظة الحقيقة

الخارجية: صفقة ترامب وضعت العرب والعالم أمام لحظة الحقيقة
رام الله- دنيا الوطن
قالت وزارة الخارجية والمغتربين: إنه وبعد الإعلان عن الفصل الأخير من (صفقة القرن) المشؤومة، أصبح العالم بجميع أطرافه ومكوناته أمام الحقيقة المرة، التي طالما حذرت القيادة الفلسطينية منها مراراً وتكراراً.

 وبادرت إلى وضع المجتمع الدولي، وقادة الدول في صورة نتائجها وتداعياتها وعواقبها الخطيرة ليس فقط على القضية الفلسطينية، وإنما على النظام العالمي برمته، خاصة وأن المنطق الأمريكي الإسرائيلي الذي تعتمد عليه هذه الخطة يقوم على استبدال القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها والإتفاقيات والمعاهدات الدولية الناظمة بين الدول بشريعة الغاب وسلطة القوة وجبروتها ومنطقها.

وأكدت أنه لا توجد أي دولة محمية من هذا التغول الأمريكي على مؤسسات النظام العالمي وقوانينه ومرتكزاته، بأن مجرد تعميم مبدأ "فوضى القوة" الذي تروجه له صفقة ترامب كمبدأ يتحكم بالعلاقات الدولية سيصبح عاماً وتطال أبعادهُ وتداعياته جميع الدول دون استثناء، وهو ما يجعل أي دولة تمتلك القوة الكافية أنها قادرة على الإعتداء، الضم، فرض السيطرة بالقوة على دول الجوار، في عودة غير محمودة لمرحلة الإستعمار الكولونيالي القديم.

وأضافت أنه لا عجب مع هذه الحالة أن تتخذ عديد الشعوب الإجراءات والخطوات التي ترتئيها مناسبة للدفاع عن حقها ووجودها وكينونتها أمام هذا التنمر والجبروت الطاغي، مما سيؤدي بالضرورة إلى ضرب مبدأ حل الصراعات والنزاعات بالطرق السلمية، ويقلص هامش المفاوضات بين الدول، ويؤدي لخلق بيئة مناسبة لنمو التطرف والعنف والكراهية إن لم يكن الإرهاب. فأين المجتمع الدولي ودوله من هذه الحقيقة المؤلمة.

وأضافت في بيان صدر عنها، السؤال الذي يطرح نفسه هنا أيضاً أين يقف الأشقاء العرب من هذه الحقيقة؟! خاصة وقد صدرت بعض البيانات التي تنظر بإيجابية لهذه الصفقة التي تقضي على حلم وآمال الشعب الفلسطيني. حقاً إنه أمراً مستغرب أن تصدر هذه البيانات والمواقف عن دول عربية شقيقة، ويبقى أملنا كفلسطينيين معقوداً على موقف عربي جماعي وموحد يعبر عن التضامن العربي مع شعبنا وحقوقه كمسؤولية جماعية تجاه القضية الفلسطينية بإعتبارها قضية العرب الأولى، وإسناده ودعمه في تصديه لمؤامرة القرن وذلك في الإجتماع المرتقب في الجامعة العربية السبت المقبل.

وأكدت الوزارة أن الواقع الراهن وبعد الكشف عن تفاصيل المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية يجعل من غير المقبول الإختباء وراء مواقف وبيانات وصيغ فضفاضة مبهمة كبوابة للهروب من استحقاق مواجهة تلك المؤامرة، والدفاع عن ما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة وقراراتها، ومن مصداقية للدول التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان وعلى تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وبينت الوزارة: روح هذا الظلم المستطير ستبقى تنزف في عروق كل فلسطيني، وكما اعتمد الفلسطيني اليوم وتمسك بمبدأ حقه في العودة إلى أرض آبائه وأجداده والصمود فيها، وبعد مرور أكثر من سبعين عاماً على نكبته المتجددة، يخطىء من يعتقد بأن هذا التغول والهيمنة وفرض المواقف بقوة امريكا واسرائيل أنه دائم، أو أن شعبنا الجبار سوف يقبل بهذه المهانة والذل وهدر الكرامة وحقوقه الوطنية، الآن وبعد آلاف السنين.

التعليقات