خبير طبي بارز يسلط الضوء الجوانب الأخلاقية والتقنية والعملية لعمليات زرع الرحم

خبير طبي بارز يسلط الضوء الجوانب الأخلاقية والتقنية والعملية لعمليات زرع الرحم
رام الله - دنيا الوطن
يشهد مجال عمليات زرع الرحم تطورات بوتيرة متسارعة لا سيما مع نجاح أول حالة ولادة بعد عملية زرع رحم من متبرع حي في عام 2015، إضافة إلى نجاح أول حالة ولادة في أمريكا الشمالية والثانية في العالم بعد عملية زرع رحم من متبرعة متوفية، والتي أُجريت في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي.

ومع زيادة الاهتمام بهذا النوع من العمليات وتوجه العديد من الدول لتقديم برامجها الخاصة، يواجه الأطباء والمتخصصون في هذا المجال تحديات عدة؛ أهمها الاعتبارات الأخلاقية والعملية المتعلقة بهذا النوع من العمليات، وذلك بحسب خبير طبي بارز من مستشفى كليفلاند كلينك.  

وأشار الدكتور توماسو فالكون، المدير الطبي، والباحث في مجال أمراض العُقم والجراحة التناسلية وأحد المشاركين في تطوير برنامج زرع الرحم في مستشفى كليفلاند كلينك إلى أنه بحسب التقديرات فقد تم إجراء نحو 70 عملية زرع رحم في جميع أنحاء العالم حتى الآن، نتج عنها ولادة 20 طفلاً سليماً، مما يمنح الأمل للنساء اللواتي ليس بمقدورهن الإنجاب ولا يلمكن سوى خيار التبني أو استئجار أرحام.

وسيكون الدكتور فالكون أحد ممثلي وفد مستشفى كليفلاند كلينك المشارك في مؤتمر الصحة العربي 2020 الذي سيُعقد في دبي هذا الأسبوع، حيث يضم الوفد نخبة من أبرز أطباء مستشفيات كليفلاند كلينك حول العالم.

وستركز الكلمة التي سيلقيها الدكتور فالكون خلال المؤتمر على مناقشة وتسليط الضوء على إيجابيات وسلبيات عمليات زرع الرحم من متبرعات أحياء أو متوفيات.

وأوضح الدكتور فالكون أن سلبيات عملية زرع الرحم من متبرعة حية تشمل الحاجة لإجراء عملية جراحية تستغرق وقتاً طويلاً لإزالة الرحم من المتبرعة والتي يتبعها فترة نقاهة طويلة أيضاً؛ هذا بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بالعلاج بالهرومنات البديلة (HRT)، ومخاطر الصحة العقلية الناجمة عن التعامل مع حقيقة أن السيدة المتلقية للرحم الجديد قد لا تكون قادرة على الحمل حتى بعد عملية الزرع.

مضيفاً: "على الرغم من أن هذه المضاعفات يمكن تجنبها عند إزالة رحم من متبرعة متوفية، إلا أن هذا الخيار لا يخلو من مشاكله أيضاً. ففي حالة المتبرع المتوفى، يلعب العمر عاملاً حاسماً هنا، حيث لا يمكن إعطاء المتبرع علاجات الهرمونات البلديلة لتهيئته لعملية الزرع كما هو الحال مع المتبرع الحي، لذلك عادة ما يلزم أن يكون المتبرع المتوفى في فترة ما قبل انقطاع الطمث عند إجراء عملية إزالة الرحم. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً المسائل المتعلقة بموافقة وضرورة احترام وجهات نظر أسرة المتبرع المتوفى، إلى جانب المسائل الأخرى المتعلقة بعدم وجود وقت كافٍ لإجراء التقييمات اللازمة وإدارة وجدولة متطلبات الجراحة وإزالة رحم المتبرعة المتوفية".

كما أكد الدكتور فالكون على أنه سواءً كان المتبرع حي أو متوفى، فإن المتلقي معرض للعديد من المخاطر بما في ذلك بعض المضاعفات وعدم استجابة الجسم للرحم الجديد، فضلاً عن الأدوية اللازمة لتثبيط الجهاز المناعي. بالإضافة إلى ذلك، نصح الدكتور فالكون بإزالة الرحم بعد ولادتين كحد أقصى، مشدداً على أنه ليس كل النساء مؤهلات لإجراء العملية.