الجماهير بمخيم الشاطئ تؤكد رفضها لصفقة القرن وتدعو دول لعدم التعاطي معها

الجماهير بمخيم الشاطئ تؤكد رفضها لصفقة القرن وتدعو دول لعدم التعاطي معها
رام الله - دنيا الوطن
أكدت جماهير اللاجئين في مخيم الشاطئ بغزة رفضها القاطع لصفقة القرن التي يحاول الرئيس الأمريكي فرضها على الشعب الفلسطيني، واعربت عن غضبها واستيائها من التصرف الأحادي المعادي لشعبنا والمتجاوز على حقوقه.

جاء ذلك خلال الوقفة الشعبية التي دعت إليها اللجنة الشعبية للاجئين صباح اليوم رفع خلالها المشاركون اللافتات الداعية لإسقاط صفقة القرن ومرددين الهتافات المنددة والمعادية لشعبنا التي تقودها أمريكا بحضور حشد من الوجهاء والمخاتير ورجال الإصلاح والطلاب وشباب المخيم والمرأة الفلسطينية ووسائل إعلام مختلفة قامت بتغطية الحدث.

وقال م. نصر أحمد رئيس اللجنة الشعبية في كلمة اللجنة إن الشعب الفلسطيني يعيش أحلك الظروف في هذه الأوقات التي تتعرض فيه قضيته ووجوده إلى أنذل أنواع المؤامرات وأخطرها من قبل أعتى قوى الشر والإرهاب والاستكبار العالمي، هذه القضية العادلة وهذا الشعب المجاهد والمرابط يتعرض لأقسى وأبشع أنواع الابتزاز السياسي والمقايضة على حقوقه وعلى وجوده عبر ما بات يعرف بصفقة القرن التي يسعى للإعلان عنها الحزب الجمهوري والرئيس الأمريكي الإرهابي اليميني المتطرف دونالد ترمب، وتطبيقها وفرض وقائع جديدة على أرض الواقع مستغلين حال الضعف العربي والإسلامي.

وقال لقد أبت الولايات المتحدة إلا أن تصطف إلى جانب دولة الاحتلال وتناصب الشعب الفلسطيني العداء عبر تبني مواقف هذه الدولة المارقة وإرضاءً لليمين المسيحي واللوبي الصهيوني، وفرض هذه الصفقة المشبوهة والمشؤومة التي تستهدف كيانية الشعب الفلسطيني ووجوده وإنهاء قضيته والافتئات على حقوقه المشروعة والمقرة من الشرعية الدولية والمكفولة بالمواثيق والأعراف الدولية كافة.

وأشار إلى أننا جئنا اليوم لنعبر عن غضبنا وامتعاضنا ورفضنا لصفقة القرن بشقيها الجغرافي والسياسي الذي بدأ ترمب بتطبيقه بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وتشجيع عدد من دول العالم للحذو حذوه بالضغط عليها وابتزازها بوقاحته المعهودة، وكذلك الاعتراف بضم هضبة الجولان المحتلة وشرعنة الاستيطان، وكذا محاولاته اليائسة لإنهاء قضية اللاجئين من خلال إنهاء الأونروا الشاهد الدولي الوحيد على مأساة اللاجئين وتشريدهم والتي كان مصيرها الفشل الذريع نتيجة للجهود الدبلوماسية للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ووقوف الشعب الفلسطيني صفًا واحدة لإفشال هذه المؤامرة الدنيئة، ويريد اليوم أن يعلن عن الشق السياسي للصفقة العار متجاهلًا غضب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ومتحديًا للشعوب الإسلامية، موضحًا ان هذا الإعلان يتبنى كيانًا فلسطينيًا جديدًا منقوص السيادة ومنزوع السلاح ومحمي من قبل دولة الاحتلال ومدفوع الأجر بتمويل عربي، أي أن حاميها حراميها.

وأكد احزد أن الإعلان عن صفقة القرن وفرض وقائع جديدة على الأرض من قبل الولايات المتحدة ودولة الاحتلال إنما هو تصرف أحادي الجانب يتعارض مع القانون الدولي وهو تصرف مرفوض من قبل القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهو ابتزاز سياسي رخيص سيتصدى له الشعب الفلسطيني ويفشله ويسقطه كما أسقط عشرات المؤامرات التي حيكت ضده على مدى سبعين عامًا من مشاريع التوطين والتهجير والإبادة إلى غيرها من المشاريع التصفوية والمشبوهة، مشددًا على أنه إذا كان وعد بلفور المجرم قد مر فإن وعد ترمب الصليبي لن يمر وسيتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني المتمترس خلف قيادته الوطنية الشجاعة.

وشدد رئيس اللجنة الشعبية على أن شعبنا الفلسطيني لن يسمح بتطبيق صفقة العار وسيسقط هذه الصفقة ويدفنها تحت أقدام من صنعها ولن يسمح بأن يكون ضحية لمشروع ترمب الانتخابي ومشروع نتنياهو ولن يكون جسرًا لعودة هذا الفاسد إلى الحكم من جديد.

وأضاف إن تطبيق صفعة القرن لا يعني فقط إنهاء حلمنا ولكنه يستهدف أيضًا المواطنين الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام 1948 ويستهدف وجودهم عبر الإعلان المزمع عن يهودية الدولة، كما يستهدف ملايين اللاجئين في فلسطين والشتات، من خلال تضييق سبل العيش عليهم وتعريضهم لهجرات أخرى.

وحذر احمد من أننا الآن على مفترق طرق خطير ولحظة تاريخية حاسمة تستهدف وجودنا وإنهاء قضيتنا وشطب حلمنا ومشروعنا الوطني المتمثل في إقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة على أرضنا وعاصمتها القدس.

واكد أحمد أننا في اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم الشاطئ ودائرة شؤون اللاجئين ورئيسها الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نحذر من أن تطبيق صفقة القرن سيفتح أبواب جهنم على الولايات المتحدة ودولة الاحتلال وعلى كل الدول المتآمرة على الشعب الفلسطيني وقضيته. مشددا على دعوة كل الفصائل والتنظيمات للعمل الجاد والحقيقي لإنهاء الانقسام البغيض واستعادة اللحمة الوطنية والوحدة الحقيقية لأن ذلك كفيل بتوحيد الجهود والنضال المشترك لإسقاط كل المؤامرات المشبوهة والدنيئة على شعبنا الفلسطيني.

كما ندعو الدول العربية والإسلامية لعدم التعاطي مع دعوة ترمب لتطبيق صفقة القرن ورفضها ومواجهتها بكل قوة، مقدرين عاليًا مواقف الدول التي رفضت دعوة ترمب لحضور الإعلان عن الصفقة.

وطالب احمد دول العالم التي وقفت معنا وصوتت في صالح قرار تجديد التفويض للأونروا أن تمتلك الإرادة وتقف ضد قرار ترمب الأحادي الجانب وتدخله السافر في الشأن الفلسطيني وإيقاع الظلم به. ووقوفنا خلف القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن المتمسك بالثوابت رغم ما يتعرض له من ضغوطات، ونقدر عاليًا وقوفه ضد ما يحاك لنا من مؤامرات ورفضه لكل المشاريع والمؤامرات التي تنتقص من حقوق شعبنا وحقه في عودة اللاجئين وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.