معنى الحياة

معنى الحياة
معنى الحياة
 د. يسر الغريسي حجازي

"علينا ان نمنح المعنى لحياتنا، من اجل ايجاد الرضاء. لا يمكننا العيش دون سبب عميق، وبدون  إظهار إنسانيتنا وحبنا للآخرين. في هذه الحالة، سنصل إلى العقلانية والقيم السماوية والكونية. ان قلوبنا هي أيضًا قلوب الآخرين، وتعتمد سعادتنا كذالك على سعادة الآخرين".  

كيف نفهم الحياة والسعادة؟ ما هو الغرض من الحياة؟ نحن دائما نسأل أنفسنا هذه الأسئلة، وقد عرفنا دائما من خلال آهالينا أن الحياة تجد معناها، عندما يجد كل واحد منا اعمال طيبة نقوم بها حينها نجد السعادة. ولكن ما هي السعادة وكيف نجدها؟  في الميتافيزيقيا، يرتبط  تفكيرالانسان  بمعرفة روحه الفلسفية ، ومبادئه مع الأسباب التي تدفعه إلى الانضمام إلى الظواهر تجارب الحياة و قوانينها المادية والسببية. نحن نتحدث هنا عن الأبعاد العلمية في موضوعات التقدم البشري وتحول الكائنات الحية والنباتات والحيوانات والبشر، وهي البيولوجيا الجزيئية والتقنية الحيوية التي تمنح الاجتهاد في الابحاث والتخصصات.

بينما تركز علوم الحياة على أشكال الحياة والتكوينات الجماعية، والروح الإنسانية في عبقريتها. إنها كلها متماسكًة من ضمن قوام واحد، وهي مطابقة للبيئة حسب وحدة التنوع للكائنات الحية. 

في حين أن الجينات الوراثية، هي الانتشار الذي يحكم مخطط المضاربة لتمحور الابحاث  واستغلال المعلومات. لا تتضمن سعادتنا سعادة الآخرين فحسب، بل تشمل أيضًا جميع الكائنات الحية في بيئتنا وفقًا لمبادئ الأسباب العليا والفريدة.

إن ظواهر الحياة تتبلور باكتشافاتنا التي تؤدي إلى المعرفة، وكذلك لصياغة مبادئ الحياة التي هي الأسباب الرئيسية لترتيب الكون. ان سعادتنا مشروطة بموجب القوانين الفيزيائية، والمبادئ الروحية للطبيعة وانسجامها مع الكائنات الحية. هذا يوضح أن القوانين الفيزيائية، تستجيب فقط للجوانب العقلانية للحياة والتي تضمن استدامتها. ببساطة نحن البشر، لدينا طموحات لمعرفة ما يمكن أن يمنحنا الرضا، من اجل التعرف علي ذاتنا وكيفية السعى إلى معنى الحياة والسعادة.

والسؤال هو كم مرة فكرنا في الآخرين؟ هل كنا خائفون من غضب الله علينا؟ ماذا لو ربطنا وجودنا بقوانين الكون؟ على سبيل المثال، ماذا لو كنا نخاف من عواقب افعالنا اذا كانت غير عادلة تجاه الاخرين بغض النظر عن السبب الذي دفعنا إلى القيام بذلك؟ كيف كانت المعادلة  الإلهية في المقابل؟ من السهل معرفة ما إذا كنا قد مررنا بهذه التجارب، علينا ان نذكرها بشجاعة تمامًا والاعتراف باننا قد اطلقنا العنان للإطاحة  بشخص ما وكيف تحول الكيد وارتد علينا مثل ضربة البرق. ليس فقط اننا نجذب الظلم للاخرين، بل لأنفسنا كذلك ووفقًا للوائح حكم الله علينا.

أليس هناك طريقة أخرى لنشعر بالسعادة بدون تجريح الاخرين؟  نعم وبكل تاكيد، لأن فرح الحياة يعبر عن تحقيق الاماني وسعادة الاخرين تمامًا كما نود لأنفسنا. هذا ما يعنيه العثور على معنى الحياة والسعادة. ذلك سبب وجودنا وجميع أعمالنا الطيبة التي تشمل التضامن، والإحسان والإنسانية. إن الموضوع الرئيسي للوجود والكون، يتمحور في  تقدم و تطوير أعمالنا وإيماننا بالأبعاد الإنسانية والضمير.

انها أساس سبب الوجود وضبط النفس، من خلال مواقفنا وأفكارنا والصدق الذي نلتزم بإظهاره. ولكن مع ذلك، يجب ان نتعلم ان نحب الاخرين وان نعبر عن مشاعرنا وامتنانا لانها  هي الممارسات التي تمنحنا فرحة العيش، وتقدير ما لدينا وهبة الحمد والقناعة و الاعتراف بالقيم الفضيلة و التي تغرس فينا ما يكفي من الأمل للعيش في السكينة. وفقًا لما ذكره ديكارت، ان معنى الحياة يتمثل في تحديد القواعد العملية لتوجيه وجودنا، والتصميم على اتخاذ الإجراءات الازمة لنعيش في بيئة سليمة ومثمرة. ان المثابرة هي نتيجة المنطق ومعنى الحياة، التي نريد أن نعيشها. دعونا نشرب فنجانًا من اللطف والحب والأمل والتفاهم والحرية، حتى نعيش في سعادة أبدية. 

التعليقات