هل يكون عام 2020 عام الاعتراف بدولة فلسطين؟

هل يكون عام 2020 عام الاعتراف بدولة فلسطين؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
شهدت الآونة الأخيرة، جهدًا فلسطينيًا، من الدبلوماسية الفلسطينية، من أجل الضغط لاعتراف دول الاتحاد الأوروبي جماعيًا بدولة فلسطين، وأن يكون عام 2020، هو عام الاعتراف بدولة فلسطين.

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن لدى أوروبا الفرصة لتعزيز دورها في صنع السلام، من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، باعتبار ذلك ليس مسؤولية أوروبية فحسب، بل خطوة ملموسة للتحرك نحو سلام عادل ودائم. 

ومؤخرًا، نشر عريقات مقالًا صحفيًا في صحيفة (الجارديان) البريطانية، تحت عنوان (من واجب الإتحاد الأوروبي الإعتراف بفلسطين)، وقال فيه: "تأمل حكومة نتنياهو ألا تتخذ أوروبا أي إجراء في هذا الصدد، وتعتمد على فشل الحكومات الأوروبية فرادى في التوصل إلى إجماع  بشأن محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الممنهجة للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة على مدار عقود".

وأكد سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، عبد الرحيم الفرا، أن هناك توجهًا في الاتحاد لمناقشة الموضوع بجدية وإعطائه حقه، وهناك قناعة بأنه لا يمكن حل الأزمة في الشرق الأوسط، دون حل القضية الفلسطينية، مستدركًا: "لكن من الصعوبة، أن يكون هناك اعتراف جماعي من دول الاتحاد بدولة فلسطين". 

أما دولة لوكسمبورغ، فقد قال وزير خارجيتها جان أسلبورن: إنه يجب على الأوروبيين الاعتراف بدولة فلسطين، حيث بعث برسالة إلى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ووزراء خارجية الدول الأعضاء الـ 27 دولة، أكد خلالها، أن على الاتحاد الدفع بحل الدولتين، وذلك عبر خلق ظروف متكافئة سياسياً بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي.

وعن امكانية أن يكون عام 2020، هو عام الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين، أكد الكاتب والمحلل السياسي، رياض العيلة، على صعوبة حدوث الاعتراف هذا العام، لأن بعض تلك الدول الأوروبية لها مصالح مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا تُريد أن تخسر تلك المصالح، بتصرف يعتبر متهوراً بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مثل الاعتراف بدولة فلسطين، بل قد يقوم ترامب بفرض عقوبات شديدة على تلك الدول، كما يفعل مع إيران، وكوريا الشمالية.

وأضاف العيلة لـ"دنيا الوطن": "نأمل أن يحدث هذا الأمر هذا العام، خصوصًا وأن عددًا من الدول الأوروبية الكبرى، تعمل في المنطقة لحل الصراع في الشرق الأوسط، لكن التخوف الأكبر من أن ينجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات المقبلة، وبالتالي إحباط كافة تلك المساعي".

وأوضح أنه بفوز ترامب ستكون الأمور أصعب، فهو سيستمر 4 أعوام إضافية، سيقضي على ما تبقى من القضية الفلسطينية، ففي فترته الأولى أعطى الإسرائيليين أكثر مما يحلمون به، وسلب من الفلسطينيين كل حقوقهم، بل واتخذ إجراءات وقرارات لم يقو كافة رؤساء البيت الأبيض على فعلها.

بدورها، اعتبرت الكاتب والمحللة السياسية، رهام عودة، أنه في عام 2020 ستستنفر السلطة الفلسطينية، وتحشد كافة مقوماتها من أجل اقناع وضغط دول العام، وتحديدًا دول الاتحاد الأوروبي، للاعتراف بدولة فلسطين جماعيًا.

وقالت عودة لـ"دنيا الوطن": إنه رغم ذلك فمن الصعوبة حصول دولة فلسطين على هذا الاعتراف، بل يبدو الأمر مُعقدًا، لعدة أسباب، منها: وجود قضايا شائكة في الشرق الأوسط، وعدم استقرار الأوضاع في فلسطين في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني، وأيضًا عدم وجود قيادة إسرائيلية منتخبة في ظل استمرار الفراغ الحكومي، وعدم انتخابات حكومة جديدة.

وأشارت إلى أن فوز ترامب بولاية ثانية، يعني استمرار هذه الأوضاع، وبالتالي صعوبة الحصول على الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية، وهو لن يدعم أي مقترح، بل سيعترف بضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار لصالح إسرائيل، كما سيعزز من فرص إطلاق خطته للسلام (صفقة القرن) والتي تروج لمساحة محدودة للدولة الفلسطينية، والتي لن تشمل القدس الشرقية، وستعطي إسرائيل مساحات واسعة من الضفة، وضم غور الأردن.

التعليقات