قطر توقع اتفاقية لإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم

قطر توقع اتفاقية لإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم
رام الله - دنيا الوطن
اتفاقية لإنشاء محطة الخرسعة الكبرى للطاقة الشمسية التي تعد الأكبر في العالم بسعة كلية تقدر بنحو 800 ميغاواط.

وتقع محطة الخرسعة غرب الدوحة على مساحة 10 كيلومترات، وبتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 1.7 مليار ريال قطري (الدولار يساوي 3.65 ريالات)، وتقدر السعة الكلية للمشروع بنحو 800 ميغاواط، وسيجري ربط 350 ميغاواطا مع الشبكة كمرحلة أولى في الربع الأول من 2021 على أن يبدأ التشغيل التجاري للسعة الكلية في الربع الأول من 2022 بحسب (الجزيرة).

ويعد هذا المشروع هو الأول من نوعه في قطر، وسينتج كهرباء بطاقة تصل إلى 10% من ذروة الطلب على الكهرباء في البلاد، ويأتي المشروع ضمن جهود الدولة للحفاظ على الطاقة والبيئة بما يضمن الموازنة بين منفعة الجيل الحالي ومنفعة الأجيال المقبلة، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030.

مشروع محطة الخرسعة ليس بعيدا عن ملف قطر لكأس العالم 2022 حيث يأتي ضمن مساهمة قطاع الطاقة في الوفاء بالتزامات الدولة في ملف كأس العالم 2022، حيث سيولد حوالي ثمانية أضعاف الطاقة الشمسية التي التزمت قطر ببنائها في هذا الملف، كما يساعد المشروع على ضمان حيادية الكربون.

شراكة دولية
وبموجب الاتفاقيات التي جرى توقيعها بحضور رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ستقوم المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، وهي الجهة المالكة والمشغلة لمنظومة شبكات نقل وتوزيع الكهرباء والمياه في قطر، بشراء الطاقة الكهربائية التي ستُنتج من المشروع، في حين تتحمل مسؤولية تشييد وتشغيل المشروع شركة سراج1، وهي شركة مملوكة لكل من شركة سراج للطاقة (بنسبة 60%) وتحالف شركة ماروبيني اليابانية وشركة توتال الفرنسية (بنسبة 40%)، وذلك بآلية البناء والتشغيل لمدة 25 عاما ثم نقل الملكية.

تعد محطة الطاقة الشمسية الكبرى بالخرسعة إنجازا على مستوى المنطقة، حيث سيتضمن المشروع أحدث الحلول في تكنولوجيا الطاقة الشمسية كاستخدام الألواح المزدوجة، وتطبيق أحدث الأنظمة الآلية لتعقب الشمس، إضافة إلى استخدام الروبوتات في عملية التنظيف المستمرة للألواح الشمسية لضمان استمرارية كفاءة الإنتاج وتقليل كلفة التشغيل في المحطة وغيرها من التقنيات.

نجحت "كهرماء" من خلال هذا المشروع في الحصول على أسعار تنافسية لإنتاج الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز، وتوفير الغاز الطبيعي المستخدم في الإنتاج التقليدي، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات وتحسين البيئة المحيطة، حيث تسهم المحطة في خفض حوالي 26 مليون طن من الانبعاثات طوال فترة المشروع، وهو ما يتفق مع أحد أهداف البرنامج الوطني لترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد" بخفض مليون طن من الانبعاثات على الأقل سنويا حتى عام 2022.

شركات رائدة

وكانت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء قد طرحت مناقصة عامة لإنشاء أول محطة طاقة شمسية كبرى لإنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الخلايا الكهروضوئية في دولة قطر، واستقطبت الشركات ذات الخبرة في مجال تطوير مشاريع الطاقة الشمسية الكبرى، وأهلت 16 شركة من كبرى الشركات العالمية الرائدة في إنشاء وتطوير محطات الطاقة الشمسية، واستلمت خمسة عروض تنافسية من التحالفات والشركات العالمية، وهي عروض كثيرة في مثل هذه المشاريع، مما يعد دليلا على قوة وجاذبية السوق القطري واهتمام المطورين العالميين بالمشاركة فيه.

وفي كلمة له عقب التوقيع على الاتفاقيات، أكد وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول المهندس سعد بن شريده الكعبي، أن إنشاء محطة الخرسعة الكبرى للطاقة الشمسية يأتي تنفيذا لسياسات دولة قطر في تنويع مصادر إنتاج الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءتها، وهو ما يعد ركيزة أساسية نحو مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

ومن جانبه، قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة ماروبيني اليابانية ماسومي كاكينوكي إن ماروبيني تهدف إلى تحقيق زيادة بنحو 20% في نصيب الطاقة المنتجة من الموارد المتجددة بصافي إمدادات الشركة للطاقة بحلول عام 2023، مشددا على أن الشركة ستعمل بكل جهد ممكن لإنجاح هذا المشروع بما يسهم في نهضة قطر وتحقيق رؤيتها.

أما رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية باتريك بويانيه فعبّر عن فخره بالمشاركة في تنفيذ أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم على أرض قطر، مؤكدا أن توتال تطمح لتوسيع بصمتها في مجال الطاقة المتجددة إلى 25 غيغاواطا بحلول عام 2025.

التعليقات