هل يتكفل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي بالرد عن إيران؟

هل يتكفل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي بالرد عن إيران؟
توضيحية
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
اعتبر العديد من المتابعين لقضية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في إيران، أن الرد الإيراني على عملية الاغتيال لم تكن بمستوى حجم القائد العسكري، الذي تمت تصفيته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

العديد من القادة الإيرانيين، أعلنوا أن قصف قاعدتين عسكريتين أمريكتين في العراق، هي مقدمة للرد، ولم تكن الرد النهائي على عملية الاغتيال، وأن لطهران حلفاء، هم من سيردون على اغتيال الجنرال سليماني.

وفي بداية التصعيد العسكري، أعلن قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق المدعومة من إيران، أن الرد العراقي لن يكون أقل من مثيله الإيراني، خاصة وأن الغارة الأمريكية في بغداد، أدت لمقتل أبو مهدي المهندس، الذي كان نائباً لقائد الحشد الشعبي في العراق.

وغرد الخزعلي على (توتير) قائلًا: "الرد الإيراني الأولي على اغتيال القائد الشهيد سليماني حصل، الآن وقت الرد العراقي الأولي على اغتيال القائد المهندس، ولأن العراقيين أصحاب شجاعة وغيرة، فلن يكون ردهم أقل من حجم الرد الإيراني، وهذا وعد"، وفق تعبيره.

لكن فيما يتعلق بحزب الله اللبناني، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وهل سيردان على مقتل سليماني، خصوصًا لو كان الرد على إسرائيل، بواقع الجغرافيا، والحدود المشتركة، هل الظروف الراهنة تسمح لهذه الفصائل الثلاثة أن ترد على اغتيال جنرال إيراني، وكيف سيكون شكل الرد إن كان.

الكاتب والمحلل السياسي، ناصر الصوّير، أكد أن المُتتبع لعملية اغتيال قاسم سليماني، يجد أن هناك فعلاً ورد فعل، حدثت بين الطرفين، ورد الفعل كان مُتفقًا عليه عندما تم قصف قاعدتين أمريكيتين، هذا دعا دولة قطر، وبعض الدول ذات المصالح المشتركة، للهرولة من أجل وقف الحرب السريعة، ودفن سليماني، وهذا يعني أن العملية انتهت، ولن نشاهد أي تطور جديد على الأقل في الوقت الراهن.

وأوضح الصوّير أن إيران تريد تحقيق مكاسب سياسية، وليس مكاسب عسكرية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي أقوى دولة على وجه الأرض، وتستطيع تدمير الكرة الأرضية في ست دقائق، لذا لا مجال للمقارنة، وإيران تعي ذلك جيدًا، أنها لا تستطيع أن تُقارع أمريكا، لكن ممكن أن تضغط لإخراج القوات الأمريكية من العراق، وهذا مكسب سياسي، وهذا أيضًا صعب المنال لأن خروج أي جندي أمريكي، سيتم فقط بقرار أمريكي لا عراقي ولا إيراني.

وأضاف الصوّير، أما الأمر الثاني، حزب الله، عندما رد على اغتيال قائده العسكري، سمير القنطار، لم يرد ردًا كبيرًا يليق بمستوى قائده، وأيضًا عندما تم اغتيال عماد مُغنية، لم يرد الحزب اللبناني بشكل حقيقي، مضيفًا: "إذا كان الحزب اللبناني لم يرد على مقتل قائديه الرسميين، هل سيرد على اغتيال سليماني.. لا أعتقد ذلك، كما أن الحزب مُكبّل بسبب استمرار الاحتجاجات المستمرة في لبنان".

وتابع: "أيضًا الحوثيون في اليمن مستنزفون في الحرب مع السعودية، ويريدون السيطرة على مناطق يمنية، هذا يجعلهم يبتعدون عن التدخل العسكري ضد أمريكا، لكن الإيرانيين وحلفاءهم كانوا يُعولون على أن الجهاد الإسلامي، سيرد على عملية الاغتيال، وهذا لم يتحقق لهم، لأن الجهاد الإسلامي خارج قبل شهرين من مواجهة مع إسرائيل بعد اغتيال بهاء أبو العطا، وفي ذات الوقت حماس ملتزمة بوقف النار، ولن تسمح لأحد بأن يطلق صواريخ من قطاع غزة".

بدوره، اعتبر الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، أن حزب الله، لن يخطو أي خطوة إلا بعد أوامر من إيران، لأن عملية ضرب قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق، كان لها حسابات خاصة، ويمكن اعتبارها أي شكل من أشكال الانتقام، وليس أكثر من ذلك.

وأوضح عيد لـ"دنيا الوطن"، أن الولايات المتحدة، تستطيع أن تتخطى الخطوط الحمراء بكل سهولة، وفعلت ذلك من خلال اغتيال سليماني، ولكن إيران لا تستطيع أن تفعل ذلك أو أن تفكر فيه، فهي تعلم أن اليد الأمريكية ستطالها، مستدركًا: اذا ما كانت دولة قوية كإيران لا تستطيع أن ترد على مقتل قائدها العسكري الأبرز، هل سيتجرأ حزب الله أو حماس أو الجهاد، ويردون على قوة عظمى، هذا غير معقول".

وعن إمكانية نقل المعركة ما بين جنوب لبنان، وإسرائيل، قال عيد إن كل الاحتمالات واردة، ويمكن لحزب الله أن يُشعل هذه الجبهة، ولكن بالشكل العسكري الاستنزافي، الذي لا يحمل اجتياحًا للبنان على غرار حرب تموز، متابعًا: "لكن حزب الله في هذه المرحلة، يعاني في الجبهة اللبنانية الداخلية، وكذلك لا يزال يتعافى جراء تدخله في الأزمة السورية، لذا فإمكانية تدخله المباشر ضد إسرائيل، ليس في صالحه.

وأشار إلى أن هذا ينطبق تمامًا على حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، فالجميع لا يريد تصعيد الأمور، واشعال المنطقة من جديد، لأن القادم، سيكون سيئًا على الجميع، وفق تعبيره.

التعليقات