جاسوسة نازية.. حكاية خيانة "كوكو شانيل" الفرنسية بلدها لصالح الألمان

جاسوسة نازية.. حكاية خيانة "كوكو شانيل" الفرنسية بلدها لصالح الألمان
كوكو شانيل
رام الله - دنيا الوطن
مصممة أزياء فرنسية، سيدة أعمال، مؤسسة العلامة التجارية الأكثر شهرة التي تحمل اسمها، والغريب بأنها جاسوسة نازية أيضا؛ إنها كوكو شانيل الفرنسية التي اقتحمت مجال الموضة النسائية القرن الماضي بقوة، كان لها بصمتها المميزة في كل ما يخص المرأة من العطور لتصميم الملابس وحتى الأحذية والحقائب.

جابريل يونور شانيل، والتي اشتهرت باسم كوكو شانيل، وافق أمس 10 يناير ذكرى وفاتها الـ 49، تعد مصممة الأزياء الوحيدة المدرجة في قائمة مجلة تايم لأكثر 100 شخص تأثيرا في القرن العشرين.

الكثير من الشائعات ارتبطت باسم كوكو شانيل، فخلال الاحتلال الألماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، تم انتقادها لأنها كانت قريبة جدا من المحتلين الألمان، وعلى الرغم من أن علاقتها بهم كانت سببا في نجاحها إلا أنها أصبحت بسبب هذا الأمر جاسوسة نازية بحسب مقال نشرته صحيفة (صدى البلد).

كانت شانيل على اتصال دائم بالبارون هانز جونتر فون دينكلاج، وبعد الحرب تم استجوابها عن علاقتها به، لكنها لم تتهم كمتعاونة معه بسبب تدخل تشرشل، وبعد انتهاء الحرب في سويسرا بعدة سنوات عادت شانيل إلى فرنسا وأسست منزل الأزياء الخاص بها.

العطور التي أنتجتها تحمل أرقاما تعتبر بمثابة اسماء مستعارة استخدمتها كوكو لتربطها بعمليات الاستخبارات الألمانية، وكانت كوكو قد عملت مع الجنرال والتر شيلينبرج رئيس وكالة الاستخبارات الألمانية، وشبكة المخابرات العسكرية للتجسس، والذي تم التحقيق معه في نهاية الحرب بتهمة ارتكاب جرائم حرب وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات، وتم إطلاق سراحه في عام 1951 بسبب إصابته بمرض الكبد بشكل غير قابل للشفاء وتوفي بعدها بعام في إيطاليا.

بدأت الشكوك حول تورط كوكو شانيل أولًا عندما دخلت الدبابات الألمانية باريس وبدأ الاحتلال النازي، ولجأت شانيل حينها للاختباء بفندق ريتز الفاخر، والذي كان يستخدم أيضًا كمقر للجيش الألماني، وخلال إقامتها بالفندق وقعت في حب البارون هانز جونتر فون دينكلاج الذي يعمل في السفارة الألمانية، وعندما بدأ الاحتلال النازي لفرنسا، قررت شانيل إغلاق متجرها مدعية وجود دافع وطني لإغلاقه.

ولكن عندما انتقلت للإقامة بفندق ريتز الذي كان يضم الجيش الألماني، أصبحت دوافعها واضحة، وفي الوقت التي تم معاقبة الكثير من الفرنسيات بتهمة التواطؤ مع الضباط الألمان، لم تواجه شانيل أي إجراء من هذا القبيل، وفي وقت التحرير الفرنسي في عام 1944، هربت شانيل إلى سويسرا لتفادي تهم جنائية بسبب تعاونها كجاسوس نازي.

علاقتها السرية بالنازية تم توثيقها في كتاب يستند إلى وثائق حقيقية سرية، كشف عن علاقتها وتعاونها مع أجهزة المخابرات الألمانية، وكانت إحدى خططها في عام 1943 هي أن تكون مسئولة عن مبادرة سلام مع رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل لإنهاء الحرب.

في أواخر عام 2014، تم رفع السرية عن الوثائق ونشرتها وكالات الاستخبارات الفرنسية لتأكيد دور كوكو شانيل مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، بأنها عملت كجاسوسة، وشاركت بشكل مباشر في تنفيذ خططهم، وحددت هذه الوثائق شانيل بأنها عاملة في المخابرات العسكرية الألمانية.

التعليقات