هل تتغير سياسات سلطنة عُمان المُحايدة بعد السلطان قابوس؟

هل تتغير سياسات سلطنة عُمان المُحايدة بعد السلطان قابوس؟
صورة ارشيفيه
خاص دنيا الوطن - أحمد جلال 
أكد خبراء ومحللون سياسيون، أن سياسة سلطة عُمان لن تتغير بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد، مشددين على أنها لن تغير سياسة خمسين عاماً. 

وأوضح الخبراء، أن سياسة السلطان قابوس الحيادية، أثبتت نجاحها، مؤكدين أنه حافظ على السلطنة من أي مؤامرات داخلية وخارجية بسبب هذه السياسة. 

وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور رفيق عوض: إن النهج الذي خطه السلطان قابوس، سيستمر، نظراً لموقعها الجغرافي ونظامها السياسي وبنيتها العقائدية والاجتماعية، الذي جعل منها دولة مثالية للعلب دور الوسيط والرسول. 

وأضاف عوض، لـ "دنيا الوطن": "مكانتها الجغرافية، مكنتها من لعب دور دبلوماسي نشط، وجنبها أن تكون جزءاً من محور أو تحالف يعرضها للمخاطر". 

وتابع عوض: "السلطان قابوس خلال الخمسين عاماً، صنع نظاماً حيادياً إلى حد كبير، ولم يتورط في محاور، تجعل من عُمان تدفع ثمناً غالياً، وعلى مدى خمسين سنة، لم تشهد عُمان أحداثاً كبيرة. 

وفي ثورة الجبل الأخضر، وحتى في الخمسينات والستينات في ذروة أحداث المنطقة، استطاعت عُمان أن تتعامل مع هذه الثورة بطريقة أو بأخرى، وتمكنت من أن تجعلها جزءاً من مفاعيل قوة النظام". 

وأشار عوض، إلى أن النظام، الذي وضعه السلطان قابوس، سيستمر لأنه أثبت قوته ونجاحه، وأن عُمان تستطيع أن تتقدم ضمن هذه السياسية التي يطلق عليها سياسية اللامحاور والرسول الدبلوماسي، الذي ينقل الرسائل بين الأطراف. 

واستطرد: "عُمان حافظت على علاقاتها مع الجميع، والعلاقة مع اسرائيل أصبحت عالمية، وبالأساس هي تتويج لعلاقات سرية، وعُمان بعد التغييرات التي تظهر بالإقليم العربي، ستحافظ على علاقتها مع إسرائيل". 

بدوره، قال المحلل السياسي، حمادة فراعنة: إن السياسات التي تنتهجها سلطنة عُمان، لن تتغير، خاصة وأن النظام الخليجي صارم وتقليدي، ومن الصعوبة الرهان على التغيير في خياراته، ومن الصعوبة التكهن بتغيير السياسات، التي انتهجها السلطان الراحل.

وأضاف فراعنة، لـ "دنيا الوطن": "العلاقات مع إسرائيل، يحددها الوضع الفلسطيني، خاصة في ظل حالة الانقسام، وفي هذا الجانب الفلسطينيون من يتحملون مسؤولية ذلك". 

واستدرك فراعنة: "لكن مع الأسف بسبب هذه السياسات والانقسام، الذي يشهده الوضع الفلسطيني، سمح للآخرين بإقامة علاقات، ولم يكن ذلك متوقعاً ومسموحاً للعرب، في ظل قرارات القمم العربية المتعاقبة، لو كان هناك وضع فلسطين موحد وقوي". 

التعليقات