مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات" يصدر التقرير الاستراتيجي الفلسطيني

مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات" يصدر التقرير الاستراتيجي الفلسطيني
مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات" يصدر التقرير الاستراتيجي الفلسطيني
رام الله - دنيا الوطن
أصدر مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات" في بيروت، التقرير الاستراتيجي الفلسطيني 2018 - 2019، الذي يعالج بالرصد والتحليل الأوضاع الفلسطينية الداخلية، والمؤشرات السكانية والاقتصادية الفلسطينية، والأرض والمقدسات، والعلاقات الفلسطينية العربية والإسلامية والدولية، كما يناقش الوضع الإسرائيلي وعمليات المقاومة ومسار التسوية، والتقرير موثق ومدقق وفق مناهج البحث العلمي، ومدعم بعشرات الجداول والإحصائيات والرسوم التوضيحية، وقد أشرف على تحريره مدير المركز الدكتور محسن صالح ومجموعة من الباحثين، وبلغ عدد صفحاته 400 صفحة.

وعن المؤشرات السكانية، تشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن عدد أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بلغ نحو 13.350 مليون نصفهم تقريبا (49.7%) داخل فلسطين التاريخية.

وعن الأرض والمقدسات، فقد ضاعف الصهاينة جهودهم لحسم مستقبل الصراع على المدينة من خلال توفير غطاء دولي غير مسبوق وقد قابل ذلك تحركات شعبية مقدسية أساسا، وتحركات فلسطينية وعربية وإسلامية أقل حضورا لمواجهة هذه المحاولات، ومنعها من التحقق. وحتى الآن فشل الإسرائيليون والأميركيون في توفير غطاء دولي لإجراءاتهما، لكن المخاطر الكبيرة ما تزال تحيق بالقدس ومستقبلها.

وأسف التقرير في إشارته إلى أبرز المؤشرات الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى نجاح الاحتلال الإسرائيلي في جعل اقتصاد السلطة الفلسطينية اقتصادا تابعا، حيث تصادر الأرض، وتستنزف الثروات، ويتحكم في صادرات السلطة ووارداتها، وتدمر بناها التحتية، بينما يفرض الاحتلال حصارا خانقا على قطاع غزة، وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للسلطة الفلسطينية وفق تقديرات 2019 نحو 16.82 مليار دولار، مقابل الناتج المحلي الإسرائيلي الذي بلغ وفق تقديرات 2019 نحو 390.36 مليار دولار.

وتطرق التقرير إلى الوضع الداخلي الفلسطيني وذكر أن المشروع الوطني الفلسطيني ما زال يعاني أزمة حقيقية خانقة، متمثلة في تردي وتراجع دور المؤسسات الرسمية الفلسطينية وأدواتها التشريعية والتنفيذية، وتحديدا غياب منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وانعدام فاعليتها، واستفراد فصيل فلسطيني واحد بالهيمنة وبصناعة القرار، وتحول السلطة الفلسطينية إلى سلطة تخدم أغراض الاحتلال أكثر مما تخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتغييب فلسطينيي الخارج عن دورهم الوطني. يضاف إلى ذلك حال الانقسام التي تشهدها الساحة الفلسطينية، وحال التجاذب والشد بين تياري المقاومة والتسوية، وغياب البرنامج الوطني الفلسطيني، وغياب أي خريطة طريق حقيقية للخروج من المأزق. ولا يوجد للأسف في آفاق السنة المقبلة ما يوحي أو ما يشجع على التفاؤل بالخروج من الأزمة.

وعن العدوان الإسرائيلي ومسار المقاومة، ذكر أنه على الرغم من شدة القمع الصهيوني، وحصار قطاع غزة، والتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المقاومة استمرت بأشكال مختلفة في فلسطين المحتلة، بما يؤكد إصرار الشعب الفلسطيني على تحرير أرضه وإنهاء الاحتلال، في حين استمرت معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي طوال عامي 2018-2019 وبلغ مجموع الأسرى نحو 5,000 أسير في نهاية 2019، بينهم 185 طفلا وسبعة نواب من المجلس التشريعي، واصفا مسار التسوية بأنها عمليا في موت سريري، وأن الطرف الأميركي تحت إدارة الرئيس ترامب تماهى مع اليمين الصهيوني، وأن ما يسمى إعلاميا بـ "صفقة القرن" لم يعلن عن مضمونها السياسي رسميا حتى الآن، مع إشارة التقرير إلى الخطوط العامة لما تسرب عن الصفقة، ومنها التطبيع قبل التسوية، وبالسلام الاقتصادي للشعب الفلسطيني وليس بكونه تحت الاحتلال ويريد التحرر، وأيضا في تغيير بوصلة الصراع بإدخال "إسرائيل" في تحالفات في المنطقة ضد ما يسمى بـ "الإرهاب" والإسلام السياسي، وإيران، وإشغال المنطقة بصراعات طائفية وعرقية.

وأشار التقرير إلى أن المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو المزيد من التطرف الديني والقومي، وأن عدد اليهود في الكيان الإسرائيلي نحو 6.77 مليون نسمة، وفي العالم 14.6 مليون.

وعرض التقرير للقضية الفلسطينية مع العالم العربي والاسلامي والدولي.


وعن أبرز المسارات المحتملة لسنتي 2020 - 2021 توقع التقرير استمرار أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، وتدهور مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وانعدام فعاليتها، واستمرار الانقسام الفلسطيني والتجاذب بين مساري التسوية والمقاومة، في ضوء إصرار القيادة الفلسطينية الحالية على الهيمنة على صناعة القرار، واستمرار تآكل السلطة الفلسطينية، واستمرار التنسيق الأمني بين السلطة في رام الله وبين الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار الحصار على قطاع غزة (بدرجات متفاوتة) طالما ظل تحت سيطرة قوى المقاومة، وتزايد مخاطر التهويد على القدس والمسجد الأقصى، وتزايد الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، سعيا من الاحتلال الصهيوني لقطف ثمار التردي العربي والإسلامي والدعم الأميركي غير المسبوق، وفي انسداد مسار التسوية السلمية، وتهاوي حل الدولتين، والفشل الأميركي في إنفاذ ما يعرف بـ"صفقة القرن" فلسطينيا وعربيا، على الرغم من استمرار السعي لفرض بعض جوانبها على أرض الواقع، واستمرار الصمود والتزايد السكاني للشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية، بما يتجاوز أعداد اليهود، وتطور إمكانات العمل الفلسطيني المقاوم، وازدياد قدراته القتالية النوعية، واتجاه المجتمع الصهيوني نحو المزيد من التطرف الديني والقومي، وزيادة المخاطر الاستراتيجية التي قد تواجه الكيان الإسرائيلي، ومزيد من الارتباك وإعادة الحسابات لدى الدول التي سارعت بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

التعليقات