بـ"المالتينة" وكاميرا موبايل.. طالبة إعلام بالقدس المفتوحة تجسد معاناة الأسيرات

بـ"المالتينة" وكاميرا موبايل.. طالبة إعلام بالقدس المفتوحة تجسد معاناة الأسيرات
رام الله - دنيا الوطن
قدمت ميرال لدادوة الطالبة في جامعة القدس المفتوحة مشروع تخرج بعنوان "44" وهو عبارة عن فيلم وثائقي يلقي الضوء من خلال مشاهد تصويرية حركية، باستخدام مادة الصلصال "المالتينة"، على معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال.

وتميز المشروع باستخدام مادة "المالتينة" لتصوير أكثر من 2000 صورة ثابتة تم تحريكها لتصبح فيلماً متحركاً تصاحبه مؤثرات صوتية.

تم تنفيذ الفيلم خلال ثلاثة أشهر متواصلة عملت الطالبة خلالها على إعداد مجسمات البيوت والزنزانة والطرق وشخصيات بشكل يدوي من الصلصال، إذ تم التصوير باستخدام قائم "ستاند" وتلفون على برنامج "ستوب موشن"، كما تم تركيب المؤثرات الصوتية والموسيقى باستخدام برنامج مونتاج الفيديو "بريمير".

ويسلط الفيلم الضوء على معاناة الأسيرات الفلسطينيات منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي للضرب والإهانة والسب والشتم؛ وتتصاعد عمليات التضييق عليهن حال وصولهم مراكز التحقيق؛ حيث يُمارس بحقهن كافة أساليب التحقيق، سواءً النفسية منها أو الجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع، دون مراعاة لأنوثتهن واحتياجاتهن الخاصة.

فكرة الفيلم

تشير ميرال إلى أن فكرة الفيلم (انو انيميش) جاءتها من خلال مشاهدتها لانميشن "شون ذا شيب" الذي يستخدم نفس تقنيتها بتصوير بالفيلم . وتقول" كنت قد رأيت قبل سنوات عند متابعتي لشون ذا شيب كيفية تصويره على اليوتيوب، عندها أصريت على إعداد فيلم رسوم متحركة، وتذكرت عندما  شاهدت شون ذا شيب طريقة تصوير معينة، وهنا بدأت بترتيب أفكاري للفيلم بطريقة التصوير  والمواد التي يجب أن استخدمها .

أما بالنسبة لقصة الفيلم، فتؤكد ميرال أنه لم يكن سهلاً رغم أن طريقة العمل متوفرة،  لكنها عثرت على الفكرة عندما شاهدت عبر التلفاز قبل سنوات أسيرات خلال محاكمتهن من قبل الاحتلال،  إذ بدا عليهن التعب والإرهاق.

وتضيف"عندما كنت أصور الفيلم ظلت صورة تلك الأسيرات حاضرة في ذهني"، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية  يجب ألا تتعرض لإهانات من هذا القبيل، لذلك كان من الضروري إعداد فيلم يوضح المعاناة التي تتتعرض لها الأسيرات داخل سجون الاحتلال".

وتعتقد ميرال أن فكرة استخدام الملنتينا لإعداد فيلم متحرك بتقنيات بسيطة يمكن أن تساعد الإعلاميين على ايصال العديد من الرسائل التي يودون توجيهها للجمهور، مشيرة إلى أهمية إلقاء الضوء على العديد من القضايا التي يعاني منها أبناء شعبنا بسبب الاحتلال.

متعددة المواهب

وتتمتع ميرال بالعديد من المهارات الفنية التي وظفتها لصالح عملها الإعلامي، مبينة أنها تنسج الصوف وتخيط على ماكينية خياطة، وأن اطلاعها على العديد من الفديوهات على اليوتيوب ساعدها على تعلم أفكار جديدة وتطوير مهارتها.

تؤكد ميرال أن أسرتها لعبت دوراً كبيراً في إنجازها مشروعها، فأبيها رسام ماهر وكانت تستشيره في أدق التفاصيل وبخاصة فيما يتعلق بحياة الأسرى داخل سجون الاحتلال، كما أن أمها مكثت في البيت لمدة ثلاثة أشهر أي فترة إعداد المشروع لمساعدتها على تحقيق الإنجاز خاصة أنها أصيبت بالمرض لفترة، مشيرة إلى أن أشقاءها وشقيتها قدموا لها المساعدة خاصة في اختيار اسم الفيلم، مقدمة الشكر لكل أفراد عائلتها.

ولدت ميرال في أسرة كان الجد فيها ينحت الحجر، وأب رسام، وقد تأثرت جداً بميولهما، مشيرة إلى أنها كانت تحلم منذ الصغر أن تصبح رسامة أو مصممة أزياء إذ تحتفظ لغاية اليوم بدفاتر وكراسات تحتوي على خراطيش لها ورسومات، لكنها حينما أنهت الثانوية العامة اختارت تخصص الإعلام لتنقل رسالة فلسطين إلى العالم .

خطط للمستقبل

تطمح ميرال إلى تطوير مهارتها وأن تنشئ شركة صغيرة تضم فريقاً يعمل على إعداد أفلام تتعلق بمعاناة الشعب الفلسطيني وايصال رسالته إلى العالم.

وتؤكد أن مستوى التعليم في كلية الإعلام بجامعة القدس المفتوحة عال مع ضرورة إعادة ترتيب بعض المساقات ودمجها، منوهة بأن الكلية توفر مساقات تطبيقية متطورة تساعد على تعلم التقنيات الحديثة التي يحتاجها الإعلامي مثل "الفوتشوب" و"المونتاج" .






التعليقات