خلاف بين رجلي دين سعوديين بارزين حول الاكتئاب

خلاف بين رجلي دين سعوديين بارزين حول الاكتئاب
اختلف رجلا دينٍ سعوديان بارزان، حول الطريقة الأمثل للعلاج من الاكتئاب، بين من يرى الحل في اللجوء لطبيب نفسي وبين من يدعو للتمسك بالأذكار الشرعية المعروفة لمواجهة الحالة النفسية السيئة للأشخاص.

وبدأ الخلاف عندما نشر الداعية السعودي المعروف، الدكتور عائض القرني، مقطع فيديو بعنوان "سبب الكآبة وعلاجها"، قال فيه:"إن مرض الكآبة لم يكن منتشرًا بين الصحابة، ولا الآباء، ولا الأجداد"، داعيًا من يعانون منه للمواضبة على الأذكار والنصائح الشرعية وفروض العبادة.

وشوهد مقطع الفيديو الذي نشره القرني، يوم الثلاثاء الماضي، قرابة 300 ألف مرة على "تويتر"، بعد أن تفاعل معه عدد كبير من المغردين بالإعجاب والثناء على الداعية بحسب سيل من الردود دونوها أسفل الفيديو.

 



لكن الداعية السعودي، سليمان الطريفي، انتقد مواطنه القرني بشدة، وقال إن حديثه يتضمن مغالطات علمية وتاريخية، إذ دعا مرضى الاكتئاب للجوء إلى العلاج العلمي لدى المختصين النفسيين، إلى جانب مواضبتهم على الأذكار الشرعية.

وقال الطريفي في سلسلة ردود وجدت مؤيدين كثيرين لها: "هناك عوارض مؤقتة، وأسبابها بسيطة، تزيلها الأذكار والدعوات، وهناك اضطرابات أسبابها بيولوجية وغيرها، تحتاج مع الدعاء إلى أدوية ومعالجين نفسيين، كمثل بقية الأمراض العضوية تصيب المؤمن والبر والفاجر، وكان السابقون يعانون وتجد هذا في أشعارهم ووصفهم لمعاناتهم، فالحمدلله على تطور التشخيص والعلاج".

وأضاف الطريفي الذي تقاعد من وزارة الشؤون الإسلامية على وظيفة داعية: "جهلنا بمعاناة من أصيب باضطراب الاكتئاب أو القلق جعلنا لا نقدر العواقب الناتجة عنهما من صد عن الاستمتاع بالحياة، وسلوك قد يؤدي إلى تعطيل حياة المصاب، أو يدفعه للانتحار أحيانًا، وبالتالي نحن نستخف بالعلاج النفسي، ونظن المسألة متعلقة بالذكر والإعراض عنه، وقد لا يكون لذلك علاقة بالأمر إطلاقًا".

وقال في تغريدة ثالثة: "تغريدة فيها مغالطات علمية وتاريخية، وقد تضلل المضطرب بالاكتئاب، تحظى بمتابعة آلاف من الناس، وإعجاب يفوق ذلك، فقط لأنها من شيخ شهير بالوعظ، ألا يدل ذلك على أننا بحاجة إلى نشر الوعي الصحيح، حتى يبصر الناس طريقهم ويعاملوا الحياة معاملة واعية عقلية تستند إلى العلم والعقل".

واختتم الطريفي حديثه عن الاكتئاب بالقول: "المكتئب يشعر أنه في نفق مظلم لا يرى نورًا في نهايته، والاكتئاب أسود يحيل الحياة إلى ظلام، والمخرج هو الإلتجاء إلى الله ثم بمساعدة الطب والعلاج النفسي".

ووجد حديث الداعية الطريفي تأكيدًا من الطبيب النفسي السعودي، محمد الغامدي، الذي رد على القرني بالقول: "لم نسمع كذلك عن السكر، وارتفاع الضغط، وأمراض المناعة، والتصلب اللويحي أيام الصحابة!".

وتابع قائلًا: "في أمريكا يوجد أقل من 20 مليون يعانون من الاكتئاب، بينما يوجد ما يقارب 300 مليون غير مصابين به، وهم لا يصلون ولا يذهبون للمسجد، والسعودية وهي بلد إسلامي تتجاوز نسبة الاكتئاب فيها المعدل العالمي بحسب بعض الدراسات!".

وكتب مغرد لم يرقَ له حديث القرني أيضًا: "الشيخ لا يعرف مرض الاكتئاب، وليس هذا مجاله الذي يتحدث فيه، وهو لا يستطيع تقدير جدية الموضوع لجهله به، ولا ننتظر منه أن يدرك ذلك من تلقاء نفسه، فعلى الأطباء النفسيين أن يتصدوا لمثل هذا الظهور ومثل هذا الكلام الذي قد ينعكس بالضرر على الكثيرين".

ولم يقتصر الخلاف بين الطريفي والقرني، على مشاركة أطباء نفسيين فقط، بل تحول لسجال بين من يؤيد نصائح القرني وبين من يتمسك بموقف الطريفي الذي يؤيد اللجوء للطب النفسي لعلاج حالات الاكتئاب، وفيما يلي نستعرض جانبًا من أبرز الردود:










التعليقات