جريدة جداريات تجري حواراً مع الشاعر حسن الحضري

جريدة جداريات تجري حواراً مع الشاعر حسن الحضري
رام الله - دنيا الوطن
التقت جريدة جداريات مع الشاعر والكاتب حسن الحضري عضو اتحاد كتاب مصر، فكان هذا الحوار:

كيف ترى حركة الشعر في مصر حاليًّا؟

في مصر شعراء كثيرون مبدعون، لكن وزارة الثقافة تخلت عن دورها في دعمهم، واتجهت إلى دعم موظفيها ووضعتهم بغير حق في مصافِّ المبدعين، فأصبح هؤلاء الموظفون يسيطرون على الفعاليات الثقافية التي تقيمها الوزارة والهيئات التابعة لها، وتم إهمال الشعراء الحقيقيين الذين يمثلون الامتداد الحقيقي لشعراء العصور السابقة، كما أن الإعلام يلعب دورًا خطيرًا في هذا الصدد؛ فالقائمون على البرامج الثقافية في القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية معظمهم غير متخصصين، وبالتالي لا يجيدون التعامل مع ضيوفهم، ولا يفرقون بين الشعر الحقيقي وبين الخواطر النثرية التي يكتبها الهواة في مواقع التواصل أو يلقونها في الندوات والأمسيات الثقافية، التي أصبحت ملجأ لأولئك الهواة.        

هل تؤمن بمقولة (نحن في زمن الرواية)؟

نحن أمة عربية وسيظل الشعر دائمًا هو ديوان العرب، وهو الأكثر انتشارًا والأكثر جماهيرية بين فنون الأدب الأخرى، وكتَّاب الرواية أنفسهم لا يستطيعون إنكار ذلك.

 لك كتاب بعنوان «رؤى نقدية» هل نعاني من أزمة نقد في العالم العربي؟

النقد جزء من الإبداع ومرتبط به ارتباطًا وثيقًا، وقد أوجدت مواقع التواصل الاجتماعي عددًا ضخمًا من الدخلاء على العملية الإبداعية باختلاف أركانها، فظهرت طبقة (المحتالين) الذين يسمُّون أنفسهم نقادًا ويتكسَّبون من أولئك الهواة ويكتبون عنهم مقابل المال أو المصالح المتبادلة وغير ذلك من العبث الذي انتشر في الوسط الأدبي بطريقة مقلقة، لكن في الوقت نفسه يوجد أيضًا الإبداع الجيد في جميع المجالات ومنها النقد.    

 كتاب «القرآن الكريم يحدد ماهية الأدب» حدثنا عنه، وما هى رسالته؟

يهدف كتاب «القرآن الكريم يحدد ماهية الأدب» إلى إثبات بطلان مذاهب الحداثة الشكلية في الشعر العربي، وقد قمت في هذا الكتاب بحصر جميع آيات القرآن الكريم التي جاءت بأوزان الشعر، كما أتيت فيه بفوائد واستنباطات لم أجد أحدًا ذكرها من قبلي؛ منها أن الحد الأدنى للشعر هو بيت كامل، وليس بيتين كما ذكر بعضهم، ولا نصف بيت أو تفعيلة كما ذكر آخرون؛ ومنها أيضًا أن بحر الرمل التام ثُمانيُّ التفعيلة وإن كان المشهور منه السداسي، وأن بحر الرجز التام لا يأتي مخبول الضرب أبدًا (والخبل هو حذف الثاني والرابع الساكنين)، كما أتيت بالدليل العلمي على تحريم الجمع بين أكثر من قراءة في السورة الواحدة من سور القرآن الكريم، وتناولت أيضًا في هذا الكتاب ما ورد على لسان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مقولات ظنها بعضهم شعرًا وهي ليست بشعرٍ، وذكرت الدليل العلمي على ذلك بشرحٍ وافٍ.    

 كونك عضوًا باتحاد كتاب مصر ما تقييمك للاتحاد حاليًّا؟

اتحاد الكتاب في هذه الفترة يسيطر على مجلس إدارته مجموعة ممن جاءت بهم التكتلات والتحالفات، ومعظمهم من أنصاف المتعلمين والمثقفين، وليس لديهم إبداع جيد، ولا خبرة إدارية، ورئيس مجلس الإدارة ينتحل لقب ودرجة أستاذ دكتور، وقد قمنا بعزله من رئاسة الاتحاد وإحالته إلى لجنة التأديب سنة 2016، لكن القانون مليء بالثغرات التي سمحت له بالعودة مرة أخرى، فترك أعماله المكلف بها وعكف على تصفية حسابه مع خصومه الذين عزلوه، وذلك كله على مرأى ومسمع من وزارة الثقافة التي تخلت عن واجبها الإداري في مراقبة مجلس إدارة اتحاد الكتاب.

 انتخابات الاتحاد اقتربت، ماذا تريد من المرشحين الجدد؟

لا يمكن الرهان على موضوع انتخابات اتحاد الكتاب في مصر، في ظل القانون الحالي للاتحاد، الذي يشوبه الكثير من القصور والعوار، فلا بد من تعديله أولًا حتى يضمن الأعضاء تشكيل مجلس قوي قادرٍ على تمثيلهم بصورة صحيحة، ولديه الاستعداد لخدمتهم جميعًا بعيدًا عن التكتلات التي تعصف به حاليًّا.

 هناك شكاوى من عدم اهتمام الاتحاد باعضاء الاتحاد المرضى؟

بالفعل هذا الكلام صحيح؛ فأعضاء مجلس الإدارة هم الذين يسيطرون على مقدَّرات الاتحاد وعلى لجانه ومنها لجنة الصحة، وهم لا يقومون بواجبهم ولا يقدِّمون خدمات الاتحاد إلا لمن يؤيدهم.    

 رسالتك للشباب الذي يريد الدخول في ميدان الشعر؟

الشعر موهبة في المقام الأول، ثم يتم صقلها بالدراسة، والشاعر المبدع هو الذي يمتلك أدواته ويجيد التعامل معها بطريقة صحيحة، ولا تجذبه تيارات الحداثة التي تدعو إلى الانسلاخ من مقوِّمات الشعر وثوابته.

التعليقات